بعد أن أعلنت قيادة الجيش العراقي استعادة مدينة الرمادي بالكامل وقيام جهاز مكافحة الإرهاب العلم العراقي فوق المجمع الحكومي في المدينة، اكد محافظ الانبار صهيب الراوي مقتل اكثر من 1000 من عناصر تنظيم داعش في عملية تحرير الرمادي، وفيما ناشد أبناء الانبار بالوقوف مع القوات الأمنية ومساندتها، فانه دعا الى إعادة بناء المدن المدمرة وتسهيل عودة النازحين اليها.
وقال في خطاب متلفز عبر محطة تلفزيون الأنبار الفضائية "نزف إليكم بشرى النصر برفع العام العراقي فوق مبنى المجمع الحكومي في الرمادي بعد تطهير ابنيته من براثن ومخلفات داعش".
1000 قتيل
وأشار الى ان "معارك تحرير الرمادي اسفرت عن مقتل أكثر من 1000 من عناصر تنظيم داعش" مبينا ان "الانتصار جاء بسواعد أبناء القوات المسلحة والحشد العشائري وخاصة بعد تحرير أحياء المدينة وصولا الى مركزها وحيث المجمع الحكومي، على أن تستكمل القوات أهدافها المرسومة بتحرير كامل التراب".
وناشد أهالي الانبار الوقوف الى جانب القوات الأمنية ومسك الأرض ودعا الى تسهيل عودة النازحين بعد اعمار المدن المدمرة.
وقال أن "القوات العراقية والتحالف الدولي ستواصل ضرباتها الموجعة وملاحقة العصابات الإرهابية لتحرير جميع أراضي المحافظة وعودة السيادة الكاملة للمحافظة".
رفع العلم
وكانت قيادة القوات القوات المشتركة العراقية أعلنت في بيان بث عبر تلفزيون العراقية تحرير المجمع الحكومي واستعادة الرمادي بالكامل وقالت "لقد تم تحطيم غطرسة داعش، لقد تم تحرير مدينة الرمادي ورفعت القوات المسلحة من رجال مكافحة الإرهاب العلم العراقي فوق المجمع الحكومي في الرمادي".
وبثت وزارة الدفاع فيلما قصير يبين مجموعة من الجنود وهو يقومون برفع العلم العراقي في مشهد بدا مؤثرا.
وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم وزارة الدفاع "نعم لقد تحررت مدينة الرمادي ورفعت القوات المسلحة من رجال جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالأنبار".
متفجرات
الى ذلك أفادت خلية الاعلام الحربي في بيان مقتضب بتمكن القوات الأمنية من تفكيك أكثر من 300 عبوة ناسفة زرعها داعش داخل المجمع الحكومي وسط الرمادي.
وأشارت الى ان هذه العبوات هي عبارة قناني أوكسجين المعبأة بمادة الـ(سي فور) شديدة الانفجار ومادة الكلور السامة، وهي موزعة في مناطق متفرقة من المجمع الحكومي وداخل بعض الأبنية التي فخخها داعش.
رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت في حديث لـ"إيلاف" شكر "افراد الهندسة العسكرية على دورهم بالحفاظ على بيوت أهالي الانبار من خلال رفع العبوات الناسفة من البيوت والطرقات التي لغمها تلك العصابات الاجرامية"، داعيا القيادة العامة للقوات المسلحة والعمليات المشتركة والقوات الأمنية والعشائر الى "التقدم نحو تحرير كامل ارض الانبار من داعش، وليس التوقف عند تحرير الرمادي".
احتفالات
وقال رئيس مجلس قضاء الخالدية بالأنبار علي داود في ان "الالاف من ابناء مدينة الخالدية وناحية الحبانية التابعة لها (30 كم شرق الرمادي)، خرجوا في شوارع المدينة احتفالا بمناسبة مدينة تحرير مدينة الرمادي من عصابات داعش والسيطرة عليها".
وأضاف علي، ان "تحرير مدينة الرمادي نصر كبير لقوتنا الأمنية واهل الانبار والعشائر التي وقفت وقاتلت ضد تنظيم داعش".
من جانب اخر قال رئيس مجلس قضاء حديثة بالأنبار خالد سلمان ان "المئات من أبناء قضاء حديثة (160 كم غرب الرمادي)، وأبناء نواحي الحقلانية وبروانة والبغدادي خرجوا في احتفالات بشوارع المدينة بمناسبة تحرير الرمادي من تنظيم داعش".
الثقة بالجيش
وقال النائب عن اتحاد القوى العراقية ظافر العاني في بيان اطلعت "ايلاف" على نسخة منه ان "تحرير مدينة الرمادي اعاد الثقة بالجيش العراقي"، مشيرا الى أن الجيش تعرض لانكسارات "مؤلمة" بسبب إستغلاله لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية، فيما دعا الى ضم المتطوعين في المؤسسة العسكرية "الرسمية" وسن قانون الحرس الوطني باسرع وقت "تنفيذا للاتفاق السياسي ولكيلا نصطنع مؤسسات خارج الاطار الدستوري والرسمي".
واكد ان "معركة تحرير الرمادي وهي خطوة مهمة لتحرير كامل الانبار ونينوى وباقي المدن المحتلة في صلاح الدين وكركوك وديالى اعطت درساً بالغ الاهمية عن ضرورة ان يضطلع السكان المحليون بواجب الدفاع المقدس عن مدنهم وان يمسكوا الارض بعد التحرير لمنع عودة الارهاب من جديد تحت أي غطاء اخر"، مشددا أن "كل ذلك ينبغي ان يتم تحت إمرة القوات المسلحة وليس بديلا عنها او عن مؤسسات الدولة".
ما بعد داعش
أياد علاوي رئيس ائئتلاف الوطنية قال انه يتوجب "تفعيل العمليات الاستخبارية والقتالية النوعية الفعالة لفك أسر العراقيين في المدن والبلدات التي تقع تحت سيطرة داعش واعادة النازحين والمهجرين الى مناطقهم واعمارها وتقديم الخدمات لها".
ودعا الحكومة العراقية وكل الجهات والاطراف المعنية الى العمل وفق خطة متكاملة لمسك الأراضي المحررة والشروع في برنامج مرحلة مابعد داعش.
ودعا الى "مغادرة مفاهيم الانتقام والإقصاء والتهميش والخروج من نفق الطائفية السياسية لتحقيق مصالحة وطنية ووحدة مجتمعية كحل أوحد لتجنب الفوضى والمشاكل مستقبلا".
وطالب بتكثيف التنسيق مع وبين قوى التحالف الدولي المختلفة لتسريع القضاء على داعش وتحرير كامل الارض العراقية.
ونبه إلى أن إدامة النصر العسكري المتحقق يتطلب دعوة جميع القوى السياسية والاجتماعية والدينية الى الوقوف خلف القوات المسلحة العراقي ودعمها وتوحيد الجهد الوطني والحليف لمقاتلة داعش ضمن الاطار الرسمي وتحت قيادة حكومية واضحة.