الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ضحيّة وتضحية

سألت نفسي مع ورود أول أخبار سقوط الضحايا في عدوان بغداد الجديدة بالأمس، هل إن هؤلاء ضحايا أم مُضحّون؟.

هل رحل هؤلاء لأن(دورهم)قد حلّ بدلاً من آخرين مازالوا يعيشون الآن؟ أم إنهم مجرّد ضحايا لا يعلمون بنهاياتهم؟.

حُزمة الفكاهة والتطبّع والصبر التي يسلّح بها العراقي نفسه في ساحة الحرب هي(عتاد) للبقاء، ومعاندة من أجل الحياة.

الذين سقطوا في بغداد الجديدة وقد ورد ايضاً ان عددهم تجاوز الأربعين، إنما كانوا يعيشون في هذه المدينة بكل معاني الضيم والألم ...تجاوزوا قبل موتهم هذا ميتات عديدة.

حضروا المئات من مجالس عزاء إخوانهم واحبابهم واصدقائهم ممن سبق لهم ان سقطوا بعدوان شبيه نفذته ذات اليد من قبل.

لنتذكر ان الضحايا الذين سقطوا بلا اختيار من عندهم، كانوا بالتأكيد مُعاندين من اجل البقاء والعيش في مدينة يتأملون خيراً في غدها.

لم يكن هؤلاء من سكنة المناطق الخضر بل إنهم حتماً كلهم من سكنة المنطقة الحمراء!.التي تعيش فيها الغالبية الساحقة من سكان العاصمة، عاصمة لم تعصمهم من شيء سوى الأمل بأنها قد تفعل في المستقبل.

حين نستذكر ضحايا بغداد الجديدة وكل الضحايا لنتذكر أي مسؤولية يجب أن ننوء بها الآن. نعم جزء كبير من مسؤوليتنا يجب ان يستيقظ مع هذه(القائمة المفتوحة)من الضحايا.

المسؤولية بأن الماكنة المناهضة للحياة يجب ألا تستمر، يجب ألا تجد التبرير أو الحاضنة أو مظلة التسهيل من اي كان.

يجب ألا يشعر اي عراقي بأن موت عراقي آخر هو مطلب سياسي له.وإن حدث هذا فإن البناء المجتمعي هو ايضاً في خطر لا يُحمد عقباه.

يجب الاّ تمرّ الجرائم مرور الكرام وبلا مراجعة لحالة الإحتراب والتنابز السياسي التي تسهّل تمريرها.

يجب ألا نفرّط في فرصة بناء أمن من مصلحة الجميع، وأن يحاسب هذا الأمن ويخضع بدوره للحساب والرقابة، وإن لم يكن يوم سقوط هذا العدد من الضحايا هو اليوم المناسب للمراجعة فمتى يكون إذاً؟

عسى ان تدفعنا هذا الاجساد المتناثرة( التي سقطت بدلأً منا نحن الباقين على قيد الحياة)عسى ان تنفع في البدء بالمراجعة والترجيح نحو الأفضل والخالص من الفشل.

  كتب بتأريخ :  الخميس 11-09-2014     عدد القراء :  2865       عدد التعليقات : 0