الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
\" تحالفٌ عالميٌّ لمحاربةِ الفئةِ الباغيةِ \"

في بداية تأسيس الدولة الإسلامية أشار مؤسسها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى وجود الفئة الباغية وحذّر منها وشخّصها.. وجعل من شخصية الصحابي الجليل عمار بن ياسر الفيصل في هذا التشخيص ... عندما قال وبشهادة جمع من الصحابة (ويح عمار تقتله الفئة الباغية..يدعوهم الى الجنّة ويدعونه الى النار) صحيح البخاري. بهذا الوضوح أشار النبي ص للتعرّف على الفئة الباغية حتى تُحارب ويُحدُّ من تمددها ولجم خطرها ...ولكن هل إلتزمت الإمّة بأمر الرسول ؟ كما أمرها الله تعالى( وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فإنتهوا) عملوا العكس ...تمسّكت بالفئة الباغية التي قتلت عمّارا وإتبعت قائدها المنحرف ..وحاربت الفئة التي ينتمي إليها عمارٌ وتآمرت على قائدها .. إذن فمنذ ذلك الوقت حسمت الإمة الإسلامية أمرها وحددت موقفها ...عندما خالفت أمر نبيها وإحتضنت الفئة الباغية وأسست للإنحراف الخطير الذي يدفع ثمنه اليوم العالم بأسره ! فأي ترقيع وتزويق وتغيير بالمسميات للتفريق بين هذه الفئة وتلك لاقيمة له وهو كذب محض.. مالم تعلن رفضها لموروث الفئة الباغية ..وهذا أمرٌ لايمكن.. فلقد أقيمت أنظمة وتأسست دول على هذا الموروث ..لذلك يحاول العالم الغربي اليوم أن يحشدَ قواه للدفاع عن منجزات الإنسانية من خطر الفئة الباغية "داعش" التي خرجت من رحم هذه الأمّة التي خالفت نهج نبيها ..بعض الأنظمة الرسمية العربية دعمت هذا الجهد العالمي على إستحياء ..ولكنّا لم ولن نشهد موقفاً إيجابياً حقيقيا من مؤسسات ورجال دين هذه الأمة ضد داعش الباغية... وإذا صدر موقفٌ من بعض مشايخها وتحت ضغط حكومي فهو موقف يثير السخرية والإستغراب والإستخفاف بمنطق صاحبه..كموقف مفتي السعودية الذي أجاز قتال داعش إذا قاتلت المسلمين فقط !!! أما أن تحرق العالم وتقتل كل إنسان بريء لاينتمي الى عقيدة المفتي فلا بأس عليها ولايجوز قتالها !!! هذه العقلية التي يتحلّى بها المفتي هي السائدة اليوم في الأمة وهي نفس العقلية التي رفضت أمر النبي ص وسارت في ركب الفئة الباغية التي قتلت عمار بن ياسر ...وهي اليوم تُسيء الى نبيها غير آبهة.. وتحاول أن تضعه في مرمى النقاد والحاقدين...وهي الحاضنة لفكر الحركات الإرهابية التي شغلت العالم بجرائمها ..! وإلا هل يُعقل أن دول العالم المتحضّرة تعقد المؤتمرات تلوَ المؤتمرات وتحشّد الجيوش وتسخّر الإمكانيات المادية والعسكرية لدرء شرور المسلمين.. وللدفاع عن منجزات الإنسانية من خطر الإمّة التي انجبت الفئىة الباغية؟ أليس الفقراء والمرضى ودعم الطاقات الشابة أصحاب الإبتكارات العلمية والطبية أولى بصرف هذه الأموال والجهود الدولية..

  كتب بتأريخ :  الإثنين 15-09-2014     عدد القراء :  3543       عدد التعليقات : 0