ليس ممكناً المقارنة بين فرنسا والعراق ، بين الديمقراطية الفرنسية والديمقراطية العراقية. لكن من المفيد التذكير أن (النحلة الفرنسية) التي تريد أن تصنع العسل لشعبها لا تتأخر ولا تتسكع على الخلايا الكثيرة كما هو حال (النحلة العراقية)..!
في 9 أب الماضي قام الرئيس العراقي فؤاد معصوم بتكليف السيد حيدر العبادي بتشكيل الوزارة الجديدة التي لم تكتمل حتى الآن رغم الاجتماعات الطويلة والتسكع على بيوت ومقرات الكتل النيابية الكبرى ..!
في 27 آب الماضي قام الرئيس الفرنسي هولاند بتكليف (مانويل فالس) بإعادة تشكيل الحكومة التي استقالت لأن وزير التربية فيها (أنتقد) سياسة وزير الاقتصاد، الذي لم يكن ناجحا في إرساء الاقتصاد الفرنسي على شاطئ أمين منذ استيزارة قبل ثلاثة شهور..! وقد تشكلت الحكومة الفرنسية الجديدة يوم 29 /8 أي بعد أقل من 72 ساعة من مهمة التكليف..!
لم ينشغل رئيس الوزراء الفرنسي بتشكيل وزارته على وفق (نظريات) الوزارات العراقية القائمة على (المحاصصة) و(النقاط ) و(الشراكة أو المشاركة) وعلى حقوق نسب (الطوائف) و(العشائر) و(الملل) و(النحل) لمكونات الشعب العراقي داخل الكابينة الوزارية..! بل قامت على مبدأ واحد فقط كما أعلن ذلك رئيس الوزراء الفرنسي نفسه حين قال (اخترت وزرائي من عناصر كفؤة قادرة على أن تدفع البلاد الفرنسية إلى أمام على أسس الشفافية والتناغم والوئام)..
للعلم أيضاً ، تشكلت الحكومة الفرنسية الجديدة - بلا نائب لرئيس الوزراء- بل على اساس المساواة بين الجنسين : 8 وزراء رجال ليسوا من أحفاد شهريار مقابل 8 وزيرات من حفيدات شهرزاد ، بينهن واحدة من أصول مغربية وأخرى من أصول جزائرية وثالثة من أصول أفريقية..! وللعلم ( أيضاً وأيضاً) أنه تم استبعاد وزير التربية (الناقد) ووزير الاقتصاد (المنقود) لأنهما كانا سبب استقالة الحكومة السابقة..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•
قيطان الكلام:
•
لا يقصف عمر الدولة العراقية غير الخلاف والاختلاف والتخلف بين مختلف المحاصصين والمتحاصصين والمتحاصصات..!
ثمانية مقابل ثمانية في الحكومة الفرنسية..!
