منذ أكثر من شهرين ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد ونكتب عن قضية عراقية جديدة عنوانها : (النازحون).. أول شيء فعلته الدولة العراقية الغنية أنها أعلنت عن (حملة تبرعات لمساعدة النازحين) لسدّ بعض احتياجاتهم الملحة وليس كلها ..! لحد الآن رغم مرور هذه المدة الطويلة ولا أحد لا في (الحكومة) ولا من (الشعب) يعرف شيئاً عن مقدار التبرعات المجموعة او المتجمعة .كما لا يعرف أحد من هي اللجنة المسئولة عن (جمع) الأموال التي شكلتها (الأمانة العامة) لمجلس الوزراء . أحاول اليوم أن أذكّر هذه (الامانة العامة) أن العراقيين جميعاً قد قرأوا وعرفوا أن إخوانهم المصريين كانوا قد لبوا نداءً مماثلاً بنفس الفترة عنوانه ( تحيا مصر) من أجل التبرع لتمويل مشروع حفر قناة السويس الجديدة .. الشفافية المصرية كشفت أمام الشعب المصري كله أن اكثر المتبرعين كانوا من الفقراء ، من الأطفال والشيوخ والشباب والنساء ومن أبناء الطبقة الوسطى المكافحة . بينما تقاعس بعض الاغنياء ورجال الاعمال عن التبرع لهذا المشروع الحيوي الكبير حيث تم الاعلان أن أبناء الشعب المصري حققوا مهمة تمويل مشروع حفر قناة السويس الجديدة في مدة لم تتجاوز 8 أيام فقط ودفعوا 64 مليار جنيه.
أما في العراق الغني بالمال والنفط فقد ظهر جلياً أن شعار (الأمانة العامة) هو ( السكوت من ذهب) لأنها تعرف تمام المعرفة أن عذاب العراقيين قد ازداد في هذا الزمان في الحب والزواج والتعليم والبطالة والنزوح من البيوت أيضاً..! لذلك سنظل بانتظار (طلوع ) قمر الشفافية الغائب حتى الان عن سماء (الامانة) العامة لمجلس الوزراء ليخبرنا عن المليارات المجموعة من التبرعات للعوائل النازحة كي يعرف الجميع أين ذهبت هذه المليارات أم أنها مثل أسرار قصص الحب والغرام تظل غامضة ..!
ربما تكون (الأمانة) العامة لا تعرف الفرق بين شروق الشمس وغروبها ومقدار ما يعانيه النازحون العراقيون من مآسٍ ومعاناة وويلات.. لكن جميع العراقيين يعرفون أن (التبرعات) حيوان خرافي له أربعة أرجل وذيل واحد وألف يد..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيطان الكلام:
إذا كان لا يزال في عيونكم دمع أيها العراقيون فأرجو أن تبكوا على حال النازحين..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 20 – 9 – 2014
عن أسرار الحب في مجلس الوزراء..!
