الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
في الاتجاه الصحيح..

فتح معبر الى بحث الخلافات مع حكومة اقليم كردستان من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي خطوة بالاتجاه الصحيح، وذلك في مبادرته لزيارة كل من السليمانية وأربيل ولقاء مام جلال والقيادات الكردية، والاهم ما فيها، انها جاءت مسبوقة برسائل حسن النية والرغبة من الجانبين بالتسوية عبر الحوار، وباجراءات محسوبة تنزع فتيل سوء الظن والريبة والتأليب بين الحكومتين، وتنأى عن اسلوب التهديدات، والتهديدات المتقابلة، الذي الحق الضرر بالطرفين وبالعراق.

وبوجيز الكلام، كان يمكن، لو جرى الاحتكام الى هذه اللغة من قبل الطرفين، تجنيب التجربة الاتحادية واواصر العلاقة بين الشعبين وعمق الترابط في مصالحهما وتعايشهما بالوطن الواحد الكثير من الهزات، ولأمكن سد الطريق على تلك التمارين الخطابية والاعلامية العبثية التي اضرمت نيران الكراهية القومية والحساسيات والظنون السياسية في سجل طيب من الشراكة بين العرب والكرد، وكادت، في كل مرة، ان توصل الخلافات الى نقطة حرجة، يصبح معها التلويح بالقوة والمواجهة العسكرية تحصيل حاصل.

وإذْ تأخر فتح هذا المعبر كثيرا فانه لايصح ان نقلل من شأن العناوين الكثيرة للخلافات بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم، حيث توزعت على ملفات كثيرة تمتد من الميزانية الى استثمار النفط الى تشابك الصلاحيات بين المركز والاقليم الى قضية المناطق المتنازع عليها، الى تفسيرات النصوص الدستورية، وهي خلافات افرزتها المسيرة المعقدة لبناء الدولة الجديدة، واستفحال الانانيات السياسية، والتحديات الامنية، وانتشار الفساد، والحروب المحلية، والدور السلبي لبعض دول الجوار، الامر الذي يضع على عاتق المتحاورين واجب الحصانة حيال الضغوط والتأثيرات الاعتراضية، من جهة، ووضع هيكلية عملية للالتزامات والتوقيتات السليمة للاجراءات التي يجري الاتفاق عليها، ما يستعيد الثقة بين الجانبين ويسهل اختزال الوقت والجهود والمرارات.

كما لاينبغي ان نتجاهل نشاط ومواقف ومحاولات بعض القوى، ذات النفوذ في العملية السياسية وخارجها إذ تنظر الى هذه الجهود بعين عدم الارتياح، وتسعى الى إفشالها، او احاطتها بالشكوك والشائعات، وقد تضع امامها العراقيل قدر ما يتاح لها، وما تملكه من وسائل التأثير في الاعلام والادارة والمواقع، بل اننا بدأنا نطالع روايات ملفقة عن بازار سياسي على هامش زيارة العبادي الى كردستان العراق تُعرض فيه مواقف وقرارات للبيع بسعر الجملة والمفرد.. ويشاء البعض ان يدس للتداول رواية عن مؤامرة من وراء حل المشاكل بين بغداد واربيل.. ويفيض من بعض المعلقين حسدا مبطنا لقدرة رئيس الحكومة الجديدة ان يفنح هذا المعبر الوعر.. وللحسد تجليات، وما أدراك ما هي.

“ليس الحاسد هو الذي يطمع أن يساويك بأن يرقى إليك، بل هو الذي يريد أن تساويه بأن تنزل إليه!”.

العقاد

  كتب بتأريخ :  الأحد 21-09-2014     عدد القراء :  3885       عدد التعليقات : 0