الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
السياسة العراقية...دهاليز مظلمة

                                                                                              ئاشتي

                                                         "1"

        لا طعم للحزن في روحك حين يفقد هذا الحزن أصالته، ما دمت قابعا في محراب جنونك الأزلي تشرب من دمع الحزن دون أن تفيض مشاعرك بحنو على الفنار الذي حملته بين كفيك لعله يضئ درب الحب الذي تشتهي.

والمسافة بين قواميس اللغة وما تشتهي كالمسافة بين عميق البحر وساحله

لهذا فطعم حزنك لا ترتسم عليه علامات الصدق وأنت تجر خيول عربتك إلى نهر جف ماءه منذ ألف عام

لهذا أنصحك يا صديقي أن تترك سروج خيولك في صحراء الوهم، والوهم هنا عراقي بكل صفاته، وخاصة صفاته السياسية، لآن دهاليزها غارقة في عتمة لا يخرج منها حتى الذي بني جدرانها،

                                                      "2"

السياسة العراقية تغرق في متاهات متشعبة، والباحث عن رأس لها لابد أن يدوخ ويدار رأسه، ليس لأنها تملك مفاتيح الوهم والتداخل، بل لأنها في أكثر تفاصيلها لا تملك معنى وجودها.

فقد تجد سياسيا أو في الحقيقة الذي ركب قارب السياسة يأخذك إلى بحار ومحيطات ليس لها وجود على الخارطة المائية في العالم، وفجأة تنكشف لك كل أسرار وجوده على دفة هذا القارب، فتلعنه وتلعن الزمن الرديء الذي جعل منه سياسيا.

هل هي لعبة السياسة أم خواء العقول التي تقود هذه السياسة ؟ سؤال من الصعوبة الإجابة عليه ضمن المتداول في السياسة العراقية.

                                                   "3"

تبدو ممارسة السياسة في العراق أثما لا يمكن غفرانه في هذا الزمن، لأنها تتعامل في حدود معرفتي البسيطة مع ما هو آني، أي أن الغد يتبخر من حساباتها، وأعتقد غير جازم أن كل ذلك يتعلق بما يتحقق اليوم، لهذا فأن فصله عن الغد هو أمر غاية في المصلحة الآنية،

أنا اعمل ليومي أذن أنا موجود

ليس هناك حدود لهذا اليومي في فكر السياسة العراقية، مثلما ليس هناك من أفق له، يكاد أن يكون دائرة مغلقة ترتوي من محيطها الذي هو في حقيقته محيط  هلامي يسمح للكائنات التي يريد أن يلتهمها أن تتجاوز إطاره....وغيرها لا ..لأنها أجسام غريبة.

                                             "4"

المستقبل في السياسة العراقية لا يملك أي جواز للمرور، لهذا تراه دائما خارج حدودها.

                                           "5"

كثيرا ما أسألُ هل هناك من دهاليز في السياسة العراقية؟ والإجابة أصعب من شرب ماء بارد في جو صقيعي، وذلك لأنها تملك من الخواء ما يجعل صمودها أمام المعلومة ترتجف وكأنها ارتكبت جريمة الخيانة العظمى، مع هذا فأنها تعشش في دهاليز مظلمة حقا، لأنها بدون هذه الدهاليز لا تستطيع أن تروي عطشها في خداع الأخر..والذي هو الشعب...ذلك الكائن المغلوب على أمره.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 30-09-2014     عدد القراء :  2997       عدد التعليقات : 0