الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
بلاع الموس

جميعنا يعرف القول المأثور (بلاع الموس)، ولكي يفهم معنى المثل (الأجانب) الذين يتعلمون العربية قراء هذا المقال!! فهى ببساطة شديدة، شخص دخل فمه قطعة من شفرة حلاقة (أقول قطعة تحاشياً للمبالغة) وأصبحت عالقة في (زردومه) بعد البلعوم بمليمترات وتحديدا (مو كلش دقيق) ملتقى الحلق والخنجرة، لو أراد رفعها لمزقت كل ما تلامسه...وان نزلت ووصلت إلى القعر لعملت تشققات حتى في المعدة والأمعاعين، أما لو استقرت في فتحة الشرج وأرادت الخروج لـشقّت الـ...!!!

قبل اشهر نشر في موقع روسيا اليوم خبراً علمياً يقول: (نُشر مقال مؤخرا في جريدة New Scientist، تحدث عن انخفاض تدريجي في نسب ذكاء الأشخاص في الدول المتقدمة مثل المملكة المتحدة وأستراليا وهولندا)... حرامات...لو أمريكا وياهم كان العرب شالو جفيتهم ويدبجون للصبح

بالتأكيد هكذا مقالات وأخبار أستسخفها منذ كنت اسمع عن طريق الصدفة ما يخرج من بعض الـ (الجحوش المؤدلجة) عن غباء الغرب وهبل الأميركان وثولهم، لتخرج المعادلة بأن الناطقون بالعربية من أذكى الشعوب.

يقال علمياً (سماع وليس أطلاع) بأن الجانب الأيمن من العقل البشري يهتم بالفن والأحساس والمشاعر، يستخدمه أكثر الشعراء والرسامين والفنانين ومن يسرحون في مخيلتهم ويكتبون قصيدة في ليلة بدرية، وديوان على ضوء شمعة، ويذرفون الدمع عندما يسمعون اغنية  دليلوي يالولد يبني او يستعيدون ذكرياتهم ببلي يا بلبول....

الجانب الأيسر ...يهتم بالعلم، ومستخدميه يكسرون رؤوؤسهم بالتحليل، ويبحثون عن الأسباب مثل الذي يقال عنهم إخوتنا المصالوة (يسألون عن البيغ من حفغو والبيج من بزغو) ....يعني حشرية الأبعد الحدود...

بلاع الموس هنا هو من يهتم بجانب وينسى كلياً الجانب الآخر، ونتفاجأ أحياناً بعباقرة وفنانين (مخرفين وشاطحين على الثكيل)...لأنه علمياً ايضاً يقال (وهمّين سماع مو أكتشاف) بأن من يستخدمون جزء فقط في حياتهم  فحتماً سيشلون حركة الجزء الآخر وهذا أول أنذارات مرض الزهايمر، والموس علّق لو بدأء المرض بالأرتجال حيث لا ينفع الندم.... لذا والتكملة لمن قالوا: .... على الأنسان أن ينمي الجزئين معاً، كيف؟

اليمينيين ( مو المتطرفين) الله يبعدنا عن شرهم، فعليهم ان يهتموا بالأمور العلمية والرياضية من الرياضيات، كقراءة بحث جديد، الأهتمام بالأرقام، الأهتمام بالأشكال الهندسية، مثلاً معرفة اسباب تحول (الراس إلى طابوكة عند البعض) او كيف اصبح القلب حجر، او لماذا (طنكر) المعاند! .... أما اليساريين ( قصدي العلميين مو اليساريين الشيوعيين ما اعرف ليش الله باعدنا عنهم) عليهم ان يجدوا الوقت للتأمل بلون السماء، موج البحر، اوراق الشجر، يقفون أمام لوحة ينظرون لها بتمعن، يسمعون الموسيقى مع مزاولة اعمالهم التي تحتاج إلى تفكير ...واليكم بعض المقترحات من عصارة افكاري عسى ان تخدم الدراسات النفسية الحديثة:

من تريد تحفظ جدول الضرب ...اسمع اغنية يامصبرني

من تسأل عن اصل الشعوب .... افتح اليوتيوب على اغنية يا ناسيني

من تقرأ كتاب تاريخي، حاول بعقل اليسار ان تحلل التعابير وتكتشف تزويرها مع انغام أغنية شاطر يعيني شاطر

أذا تقرأ عن اصلك وفصلك وأنت تسمع اغنية عبد الحليم جئت لا أعلم  من اين؟، تذكر بأن الناس أجناس....يعني مو وحدك بالساحة.

واقصد من هالجلجلوتية التعبانة ...يا أنسان، في الحياة الكثير من الثنائيات والثلاثيات والربعايات والدرزنيات من درزن، حاول أن تكاملها ولا تنفرد بأحداها! وإلا سترى نفسك وحيداً ولا صديق معك ....مثل الموس بالزردوم، لا بيك تكمّل حياتك وحيد، ولا تعرف تندمج وية الأوادم!!

بالعودة إلى الخبر الأعوج الذي نشره موقع روسيا اليوم نقلاً عن الأسلاف، وفي تكملة له يقول:

يمكن القول إن العقل يعمل على مدار اليوم ليتعلم ما يدور حوله، لكن يبدو أن قدرات العقل على التعلم تفوق الحدود المتصورة عنه، ويرى العلماء أنه من خلال معرفة كيف يعمل العقل، يمكن زيادة قدراته لأقصى حد.

نعم؟ ماذا؟ زياد قدراته لأقصى حد!!!

في عالمنا اليوم وخضوعاً معي او ضدّي، نرى الحكم من جانب واحد، أنت مع أو ضد!!

وياية لو علية! منهم لو عليهم! بالقمة لو بالهاوية! ماشي صحيح لو رايح زلك؟

هذه موس جوليت (مزنجر وتايخ) وغير صالح للأستعمال البشري والحيواني!

هذا الحكم من شأنه ان يضرب كل شيء، كونه أحادي الجانب، مثل استخدام العقل بنصفه الأيمن او الأيسر، بالنتيجة خرف مو طبيعي!

حتى ان الغالب اصبح لا يقبل شيء من الذي يختلف عنه يتبعيته او موالاته!!

زين آني وين اولي بروح ميتيكم؟ كوني قد تيقّنت بأن الكل بالهوى سوى، لا يوجد افضلية، وافضل الناس هو من يحب أكثر ويساعد أكثر ....وأشقاهم من يتسلّط أكثر ويأمر أكثر.

ومع ذلك نرى سذاجة التقرير السخيف الذي نشرته روسيا اليوم بأنهم لا يذكرون بأن نسبة الذكاء في بلداننا ليست منخفضة فحسب، في طريقها نحو العدم! ولا أنخفاض أكثر من انخفاض الذكاء عند الموالين والذين يجعلون على رأسهم اولياء وسادة.

كلمة أخيرة .... لا ذكاء عند الذي لا يحترم حريته

لا ذكاء عند من يظن بأن هناك شخص افضل منه إلا لو كان هذا الشخص

متكامل أنسانياً او فر طريقة نحو الكمال.

zaidmisho@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الإثنين 13-10-2014     عدد القراء :  5721       عدد التعليقات : 0