الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
كاد ان يسقط مطار بغداد

اي عراقي غيور ويملك الحرص والشعور الوطني , يرفض التدخل والاحتلال الاجنبي , وتدنيس السيادة الوطنية , وان يحافظ العراق على قراره السياسي المستقل , البعيد عن الاطماع الاقليمية والدولية . ولكن علينا ان نتعرف بالحقيقة والواقع المرير . بان التركة الثقيلة التي ورثتها الحكومة الحالية , بان كل الدلائل والبراهين تشير بوضوح لايقبل الجدل والشك , بان حقبة المالكي , كانت عبارة عن تهشيم وتحطيم العراق في جميع النواحي وفي كل ميادين الحياة , وتركت لنا دولة منخورة بالتسوس ومحطمة , منقوصة في الاستقلال والسيادة الوطنية , اذ تتلاعب بها اطماع ومصالح الاقليمية والدولية , بسبب السياسية الطائشة وغير الناضجة والواعية بالواجب والمسؤولية , والخراب يحتل كل مكان , ومنها المؤسسة العسكرية والامنية , التي اصابها الضعف والهشاشة وشتى العلل والامراض , التي جعلتها كسيحة ومشلولة , ومنخورة بالتسوس . رغم انه رصدت لها الاموال الطائلة بالمليارات الدولارات , في سبيل تطويرها وتحسين اداءها بالتقوية المطلوبة , لتكون قادرة على مجابهة العدوان , وان تكون حصن منيع الذي يحمي العراق والعراقيين . لكن آفة الفساد المالي والخيانات من قادتها العسكريين , دمرتها وشلت حركتها ونشاطها , ولم تعد قادرة على مجابهة تنظيم داعش , لولا الضربات الجوية للتحالف الدولي , لكان العراق في خبر كان , ونقرأ السلام والفاتحة عليه , لان سلاحه الحديث والمتطور , استولى عليه تنظيم داعش , بصفقات الخيانة والتسليم , من قبل قياداته العسكرية , بذلك تنظيم داعش يتقدم ويتمدد ويتوسع ويرتكب المجازر تلو المجازر بحق الجنود والمواطنين الابرياء , حتى اقترب اكثر الى ضواحي بغداد , ان المواجهات العسكرية الطاحنة والمحتدمة , على مساحات واسعة من العراق . لايمكن حسمها بالسلاح الجو , مهما كانت كثافة الضربات الجوية , اذ لابد من التنسيق مع قوات برية قوية وقادرة على خوض المعارك البرية , بامكانية وكفاءة قديرة , تجعلها توجه ضربات موجعة وقاسية الى تنظيم داعش , والجيش العراقي الهش والضعيف عاجز عن تأدية هذه المهام القتالية بكفاءة , سوى دفع الجنود الابرياء الى وقود وحطب وفريسة للمذابح والمجازر . ويجب ان نتوقف عند تصريح قائد القوات العسكرية الامريكية ( مارتن ديمبس ) بان تنظيم داعش , حشد نحو عشرة الاف عنصر , بهدف اسقاط مطار بغداد , وكاد ان يسقط المطار لولا تدخل المروحيات ( الاباشي ) . لذلك فان المعركة الحربية وساحات القتال , ستطول مدتها الزمنية اكثر , دون ان يستطيع الجيش العراقي في حالته البائسة , ان يحسم المعركة لصالحة , بل على العكس سيزيد من ضعفه وتشتته وتفتته , وسيمني بالهزائم والانكسارات والمجازر الجديدة . لذلك يجب التفكير الجدي والمسؤول والحريص على العراق ومصالحه , وان يفكروا القادة السياسيين , بان الجنود والضباط لايمكن ان يكونوا حطب دون تحقيق نتيجة او بدون ثمن , ولا العراق يتحمل استمرارية الحرب الى اطول فترة , لايعرف احد عواقبها الوخيمة , اما السيادة الوطنية فقد تمزقت عذريتها منذ عقد كامل , فقد اصبح العراق ساحة لصراعات اقليمية ودولية , وتصفية حسابات لكل الاطراف الطامعة بالعراق . لذلك يجب اتخاذ قرارات شجاعة وجسورة , من شأنها ان تسرع بحسم المعركة مع داعش باقل فترة زمنية , وبأقل الخسائر البشرية , حتى لايتحول العراق الى بلد الموت والخراب والدمار

  كتب بتأريخ :  الإثنين 13-10-2014     عدد القراء :  4038       عدد التعليقات : 0