الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
\"الاطلال\".. عراقية / ابراهيم الخياط

الأطلال..عدّها النقاد تاج الاغنية العربية واروع اغنية عربية في القرن العشرين. تبدأ كلماتها بـ "يا فؤادي لا تسل أين الهوى" وفي الأصل "يا فؤادي رحم الله الهوى"، وهي توليفة قصيدتين للشاعر نفسه، وعدد أبياتها 125.

شاعرها د.ابراهيم ناجي (1898ـ 1952)، طبيب مصري، وكان وكيلا لمدرسة أبولو الشعرية، واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول. د. طه حسين وصف شعره بأنه "شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه". وقد أزعج هذا النقد الشاعر فسافر إلى لندن. له من الدواوين: وراء الغمام، ليالي القاهرة، في معبد الليل، الطائر الجريح.

ملحنها رياض السنباطي (1906 - 1981)، موسيقار لحن لـ 120 شاعرا. في صغره استمع اليه الشيخ سيد درويش فأعجب به. بدأ مع ام كلثوم عام 1935 بأغنية "على بلد المحبوب وديني"، ثم قدم لها نحو 90 لحنا. تميّز في تلحين القصيدة الفصحى، ونال جائزة اليونسكو ليكون العربي الوحيد من بين خمسة موسيقيين من العالم حصلوا عليها.

أنشدتها أم كلثوم (1898 - 1975)، وهي المغنية الشهيرة .. "كوكب الشرق" و"سيدة الغناء العربي". يذكر لها أنها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حين غنت قصائد لأحمد شوقي، منها "ولد الهدى"، وصل طلب من القصر الملكي بتغيير كلمة "الاشتراكيون" في البيت:

الاشتراكيون أنت إمامهم

لولا دعاوى القوم والغلواءُ

لكن السيدة لم تستجب.

في سنة 1966 غنت "الأطلال" بعد عام واحد من غنائها "انت عمري" من ألحان محمد عبد الوهاب. فجاءت "الاطلال" ردا من السنباطي على "انت عمري" التي حققت نجاحا كبيرا.

أجمل وصف لحفلات السيدة جاء على صفحات مجلة "لايف" التي كتبت تقول إن تغييرا في حياة الناس في الشرق الأوسط على اختلاف طبقاتهم وأعمارهم وعقائدهم، يحدث مرة في كل شهر، ودائما في العاشرة من مساء أول خميس. فالمرور في القاهرة يكاد يتوقف، وفي مقاهي الدار البيضاء تختفي الطاولة، وفي بغداد يترك الأغنياء تجارتهم والمثقفون كتبهم، وتفرغ الشوارع من المارة، وكلهم آذان تنصت لإذاعة القاهرة في انتظار أم كلثوم.

في 3 شباط 1975 اندمجت اذاعات "الشرق الأوسط" و"البرنامج العام" و"صوت العرب" في موجة واحدة، وظهر يوسف السباعي في تمام السادسة مساءً ليلقي نبأ الرحيل, بينما وقف المهندس سيد مرعي رئيس مجلس الشعب دقيقة حداد. وأرسل الأمير عبد الله الفيصل لترات من ماء زمزم كواجب أخير. وكانت جنازتها مهيبة جداً بل عُدت من أعظم 8 تشييعات في العالم، حيث زاد عدد المشيعين على 4 ملايين شخص. ولا غرابة، فمصر فقدت هرمها الرابع.

وعندنا، بعد تشكيل حكومة د. العبادي، جلس الشاعر "ابن والي الساعدي" على رصيف اتحاد الادباء، وهو يئن ويدندن بأطلال السيدة:

وانتهينا بعد ما زال الزعيق

وأفقنا ليت أنا لا نفيق

فاذا الوضع على (حطته)

واذا الاحزاب كلّ في طريق !!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 15-10-2014     عدد القراء :  3831       عدد التعليقات : 0