الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
داعش ... الطبيعة ... النازحون ... حكامنا

«1»التعجب حالة تعني الوقوف عند حافات عدم الاستجابة لما يحدث، وقد يستغرق هذا الوقوف أكثر من زمنه المعتاد، عندما لا يقترن بفهم واضح لما يجري، وما يجري في حقيقته خارج الخيال، بل هو خارج الإدراك الإنساني المعتاد، وإلا كيف يمكن تفسير دولة داخل الدولة في زمن صار فيه النظر إلى منحنيات السياسة يتم وفق منظور الواحد، والواحد هنا هو الدولة الواحدة لا الدولة المتفرعة منها دويلات، داعش دولة فرضت سيطرتها وقوانينها وأحكامها على بقعة من أرض العراق، فتشرد من لا يمكن ان يخضع أو يخشى على نفسه، وبقي من خضع وأقتنع بالأمر الواقع، والمتشرد هنا خضع للدولة الأم وأطلق عليه تسمية نازح، والنازح لا يملك مأوى خاصا به ما دام لا يملك أحقية الامتلاك الدائم، وحالة التعجب المتوفرة في أبجدية النازح تتعلق بمستوى توفر هذا المأوى، فهل هناك حقا مأوى للنازحين؟

«2»

الطبيعة كائن يمنح كل شيء، يمنح الحب ويمنح البغضاء، يمنح الشمس ويمنح المطر، يمنح الرياح ويمنح نسائم الليل العذبة، كل حركة التناقضات هي من أبجديات الطبيعة، وكلنا يعرف أن الطبيعة كائن من دون مشاعر (قد تكون الطبيعة كائنا من نار وماء وتراب وهواء)، أو في الحقيقة هي كائن من دون قلب، وإلا كيف يمكن أن نفسر مدرار المطر على مدى هذا الأسبوع؟ هل ساومت الطبيعة داعش على حساب هؤلاء النازحين، أم أن داعش هي التي تحكمت بالطبيعة مثلما تحكمت بأرض دولة كانت تسمى الدولة العراقية؟

«3»

النازحون بشر اسمهم الشرعي والمسجل في دوائر النفوس العراقية عراقيون من أب وأم عراقيين ويسكنون أرضا أسمها العراق وتحت ظلال دولة اسمها الدولة العراقية، أما الآن فهم يسكنون الخيام في أرض يعتقد أنها عراقية وتحت ظلال دولة يعتقد أنها تسمى الدولة العراقية.

«4»

حكامنا بشر تم انتخابهم بإرادة حرة! وتم تنصيبهم وفق عملية ديمقراطية! مثلما تم منحهم صلاحية أدارة الحكم وفق الشروط التي وضعوها هم لأنفسهم، وأمام الجميع وعبر شاشات التلفاز تم التصويت عليهم وبإرادة حرة وديمقراطية!! لهذا فهم حكامنا الذين لا غنى للدولة عنهم بينما هم في غنى عن النازحين، ما دام النازح يتحمل المطر والبرد والجوع (ليش شنو المشكلة إذا ماتوا جم ألف طفل عراقي من النازحين) لا سيما وعدد العوائل النازحة قد تجاوز الربع مليون عائلة.

«5»

أنا واضع رأسي بين يديَّ وأنظر إلى أفق بعيد لعل بريق أمل يزف إلينا أنشودة الخلاص من المرارة التي تجعل أفواهنا يابسة حتى عند شرب الماء.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 21-10-2014     عدد القراء :  3174       عدد التعليقات : 0