الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أوراقٌ مربدية !!!
بقلم : حامد كعيد الجبوري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

( المربد أفق أبداع يتجدد ) ، تحت هذا الشعار وبدعم من وزارة الثقافة العراقية ، وحكومة البصرة المحلية أقام اتحاد أدباء البصرة مهرجان المربد الحادي عشر للفترة من 18 – 22 تشرين الأول  2014 م ، دورة الشاعرة المبدعة ( لميعة عباس عمارة ) ، وقد تحدث الكثير من الأدباء والمتلقين عن الكثير من الانتقادات السلبية التي وصلت لحد القول أن لا فائدة من عقد مثل هذه المهرجانات ، ولست هنا بموقف المدافع أو المتصدي للدفاع لمثل هذه التقولات ، فلست موظفا بوزارة الثقافة ، ولا موظفا بحكومة البصرة المحلية ، ولا عضوا في اتحاد البصرة ، أو الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، لأسباب لست بصدد ذكرها وتبريرها الآن ، وأجد لزاما عليّ أن أسجل بعض النقاط إيجابا أو سلبا متوخي الدقة والحقيقة والضمير الثقافي العراقي لا غير .

الورقة الأولى

تساؤلات :

يقولون أن العدد المدعو للمهرجان أكبر من طاقة واستيعاب البصرة واتحادها ؟ ، وسأجيب عن هذا التساؤل بالنقض وأقول أن العدد المدعو أقل بكثير عما تستوعبه محافظة البصرة ، الفنادق متوفرة ، وخدماتها جيدة أو فوق المتوسط ، ومطاعم البصرة كثيرة ونظيفة ومميزة ، نعم لا يمكن جمع الوفود بفندق واحد لأسباب كثيرة ، أولها أن الفنادق الأهلية لا تخلي غرفها من أجل مهرجان مدته خمسة أيام ، والفنادق أسست على مبدأ الربحية  وهي غير معنية بضيوف المربد أو غيره ، والفنادق المرشحة متقاربة ولا تبعد واحدة عن الأخرى بأكثر من 100 م ، ولست منحازا للهيئة الإدارية لإتحاد البصرة فقد قدموا من الخدمة لضيوفهم الكثير  بدءا من رئيس الإتحاد ومن سانده من أعضاء هيئته الإدارية ، وبعض من المجلس المركزي للإتحاد العام .

يتهامس الكثير لماذا عدد  محدد من ضيوف المربد العرب حُجز لهم بفندق ( شيراتون البصرة ) ؟ ، ولماذا لم يعاملوا كما عومل هؤلاء الضيوف ؟ ، وهل الأسماء المدعوة تستحق الوقوف على منبر المربد العتيد ؟ ،  أقول يفترض على وزارة الثقافة واتحاد البصرة  والمركزي أن ( يجبوا الغيبة عن أنفسهم ) ، ولكي يتخلصوا من التقولات غير المفترضة أن يعامل الأديب العربي كما يعامل الأديب العراقي ، لأن الجميع هم ضيوف على البصرة الفيحاء أولا ، ولتتلاقح الأفكار بينهم ، وزيادة الأواصر المعرفية بين المثقفين العرب والعراقيين ثانيا ،   وبخصوص الأسماء التي حضرت من النساء والرجال فنحن كعراقيين نتقدم لهم بالشكر لكسرهم طوق الحصار الثقافي الظالم على عراقنا الحبيب ، وكانت أسماء حاضرة يمكن أن يكون لها شأنا ثقافيا مستقبلا ، الشاعرة السورية الفائزة بالجائزة الثانية لنازك الملائكة  ( ليندا إبراهيم ) ، وغيرها ، وغيرهم ، ونقاد عرب معروفين ، فماذا نريد أكثر من ذلك طالما أن الأسماء الكبيرة تحجم عن تلبية دعوة المربد ، وعدم حضور بعض الشعراء العراقيين أثار تسائلا كبيرا بين المربديّن ، لأن هذه الأسماء كان لها حضورا فاعلا في المرابد السابقة .

تسائل الكثير لماذا لم تسند عرافة حفل الافتتاح كما المرابد السابقة لما بعد سقوط صنم الدكتاتورية للشاعر ( عبد السادة البصري ) وأسندت للشاعر ( عمر السراي ) ؟ ، مما أثار الشك والغرابة ، وربما أن جهة معينة أرادت أبعاد الشاعر عبد السادة البصري عن هذه المهمة التي كان ينهض بها في المرابد السابقة ، ومما يزيد في تلك الشكوك أن البصري لم يسهم كشاعر في أي جلسة شعرية مربدية ، و كان البصري حاضرا بكل فعالية من فعاليات المهرجان بدءا من الاستقبال وصولا ليوم حفل الاختتام ، ورغم علاقتي الوطيدة به لم أجرأ على سؤاله عن أسباب ذلك ، والبصري  كما عهدته مميزا بقيادة دفة العرافة في أغلب المناسبات المربدية وغيرها ، ولا أنكر أن الشاعر والإعلامي ( عمر السراي ) كان رائعا بعرافة الحفل لغة ، وأداءً ، وصوتا ، كيف لا وهو الذي سبر أغوار اللغة ، درسها  ودرَّسها ، وكتب بها شعرا ونثرا ، وصاغها بمقدمة شعرية محبوكة ،  وقدمها بصوته الرخيم الذي   فرض علينا الإنصات له .

يتساءلون عن سبب أقامة أمسية شعرية بحديقة  ( الحرية ) معتبريها سبة على المهرجان وقيادته ؟ ، وأجد أن هذا الطرح غريب وساذج ، ولا يحتاج للكثير من التبرير ، ومعلوم أن الحملَ الملقى على عاتق المثقف هو النهوض بالمستويات الثقافية والوطنية لعموم المتلقين ، وبما أن الفضائية العراقية تتبعُ المسئول الحالي الذي لم يدأب على حضور جلسات المربد لأنه غير معني بها ، فمن المنطقي أن ينتقل المثقف من القاعات المغلقة التي لا توصل صوتا الى القاعات المفتوحة  لتصل الى الكثير ، وليكون المواطن وجها لوجه أمام المثقف الذي يريد سماعه مباشرة أفضل من عدم سماعه نهائيا .  

تسائل وجدته عند بعض  المربدين وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وهو ، قبل ختام المهرجان توزع شهادات المشاركة على المشاركين والحاضرين ، مع مبلغ متواضع من المال يعتبروه أجرة نقل للمشارك والمدعو ، في مربد عام 2014م لا أعرف كيف اختيرت الأسماء للحصول على المبلغ المقرر ، قالوا أن المبلغ يوزع للمدعوّين رسميا فقط ، ومن ظهرت أسماءهم في الصحف الرسمية العراقية ، ولكني لم أجد ذلك واقع حال دقيق  فقد منحت أسماء غير مدعوة للمهرجان ، ولم نقرأ أسمائهم بالصحف بهذا المبلغ المتواضع جدا ، وسأل أحد المدعوين  المسئول عن صرف المبلغ فأجاب لقد نفذت سيولتنا المالية وسنسحب من المصرف لاحقا ونبعثها لكم ( حوالة ) بريدية  لمقرات اتحاداتكم في المحافظات ، أتمنى أن يلتزموا بذلك تلاشيا للكثير من التقولات غير المرغوب فيها ، ولكي لا تحسب على المثقفين كما حسبت على السياسيين .

الورقة الثانية

رأي ومقترح :

حضر الشعراء وغاب الشعر ، هكذا يتحدثون ، وهذه فرية لا صمود لها على واقع ما سمعناه من قصائد ، نعم القليل من الشعراء توفقوا بتقديم نصوصهم التي يستحق الوقوف عندها ، كاظم الحجاج ، عارف الساعدي ، ليندا إبراهيم ، يحيى السماوي ، حيدر الحمامي ، عمر السراي ، عدنان الفضلي ، وفاء الربيعي ، وعذرا أن خانتني ذاكرتي ،  ومؤكد أن هناك قصائد يمكن سماعها ولا يمكن الوقوف عندها ، والسؤال الذي أود طرحه ،هل المربد معني بتقديم هذا الكم من الشعراء ؟ ، أم معني بتقديم السمين من القصائد ؟ ، سؤال أضعه أمام الهيئة التحضيرية للمرابد اللاحقة ، وأجد الجلسة التي يقرأ فيها عشر شعراء أفضل بكثير من أن تستمع ل 28 شاعرا بجلسة شعرية واحدة تصاب بنهايتها بالغثيان ، وليس دعوة الشاعر ضمان بأنه سيرتقي منصة المربد ، ولماذا يطالب الجميع بالقراءة  ويوافقون أن يكونوا العدد 28 .  

لاحظت الكثير بل الغالبية العظمى من المدعوين لا يعيرون انتباها لمنصة المربد ولمن يعتليها ، الأحاديث الجانبية كثيرة وكأننا في مقهى عامة وليس بحضرة مربد منتظر ، رغم نداءات عريف الحفل المتلاحقة ، وكان أحدهم يجلس بجنب الأستاذ ( فاضل ثامر ) رئيس الإتحاد وهو مسترسل بحديث لا أعرف كنهه ، وكنت أجلس أمامهم ، حاولت تنبيهه بلفت رأسي نحوه ولكنه لم يستلم الإشارة ، حاولت ثانية وهو مصر على حديثه ، أخرجت  ( كامرتي ) متذرعا بها ، واستأذنت الأستاذ فاضل بالتقاط صورة لهما وخاطبتهما قائلا  ، أعتقد أن مكان الشعراء ليس في هذه القاعة بل خارجها ، لأن الشعراء – بعضهم - هم من يفسدوا علينا متعة الاستماع لما يقال ، لاحظت علامة الرضا من الأستاذ فاضل ولكن صاحبنا لم يلتفت لذلك وأستمر بحديثه ، وأعتقد أن الأستاذ فاضل ثامر ترك مجلسه جنبه لهذا السبب .

الورقة الثالثة

صك الغفران :

   في جميع المحافل الأدبية والشعرية تجد نفس الشخوص ونفس الوجوه   وكأن هؤلاء يحملون صكوك الغفران لهم ولما يُسطرون ، الإتحاد وفي جميع المحافظات العراقية غني بطاقات أبداعية ملفتة للمتابعة وللإصغاء وغير مسموعة من الكثير  ، ولم يهيأ لها المجال إعلاميا لتأخذ حيزها الإبداعي ، وهم مدعاة فخر لإتحاد جذوره متأصلة بثقافتنا العراقية والعربية ، أتمنى أن تكون الفعاليات اللاحقة تأخذ هذا الطرح بعين الاعتبار ، وبعين أبوة ينهض بها اتحاد الأدباء والكتاب في العراق .  

الورقة الأخيرة

أمنية :

لا يمكن إلا أن أقول أن الهيئة الإدارية في إتحاد البصرة عملت وقدمت من الجهد الكثير الكثير ، ولم يكن هذا الجهد مقدما أيام المربد فقط ، بل كان ثمرة اجتماعات ولقاءات ودراسات كثيرة ومتواصلة لشهور عدة قبل انعقاد المربد ، وأمنيتي تتلخص بإضافة جهد قليل ليكبر جهدهم المقدم من خلال تفعيل  دور اللجنة الإعلامية ولجنة التشريفات واللجان الأخرى ، وأتمنى أن يكون عضو هيئة إدارية من إتحاد البصرة ساكنا مع ضيوفه الموزعين على الفنادق المستغلة لضيوف المهرجان ، وليرفع عن كاهل الضيف معاناة السؤال أين تعقد الجلسة ؟ ،  وساعة عقدها ؟ ، وليس ذلك صعبا فقد وجدت أكثر من عضو هيئة إدارية في هذا الفندق وذاك ، والفندق الذي كنا فيه نضطر الذهاب لتلك الفنادق والسؤال عن ما نريد ، صحيح أن البرنامج قد وزع ونشر في صحيفة المربد وعلق البرنامج بصالات بعض الفنادق دون فندقنا .

أمنية أخيرة :

أتمنى على وزارة الثقافة العراقية ، وحكومة البصرة المحلية أن يكون دعمها المالي والمعنوي أكثر بكثير مما قدم ، لأن الثقافة تحتاج الكثير لتقدم الأفضل ، ورغم ذلك فقد قدم المربد ثقافيا أكثر مما قدم له .      

  كتب بتأريخ :  الجمعة 31-10-2014     عدد القراء :  3285       عدد التعليقات : 0