عندما دخلت القوات البريّة الأمريكية عام 2003 لإسقاط النظام البعثي عن طريق أم قصر البصرة...تصدّى لهم أهل البصرة والناصرية واستمروا بقتالهم ومواجهتهم حتى بعد سقوط العاصمة بغداد ...مع ان الجيش الأمريكي دخل بعنوان تحرير وليس إحتلال في بداية الأمر..ولم يستهدف بيوت المدنيين وأعراضهم .. ومع معاناة أهل البصرة والجنوب العراقي من بطش وظلم النظام... إلا أن ذلك لم يقتل عندهم الغيرة والنزعة الفطرية في رفض دخول الغرباء مهما كانت أهدافهم ونيّاتهم.. ولم يمنعهم مقتهم وحقدهم على النظام البعثي من حملهم السلاح ومقاومة الجيش الأمريكي حتى بعد هروب القادة العسكريين والسياسين وسقوط العاصمة بغداد ..وكان هذا الموقف موضع إحترام لدى العالم أجمع بما فيهم الدولة التي قاتلوا جيشها ...
ذكّرني بهذا الموقف بعض غربان السياسة التي تنعق من خرائب عمّان بعد أن فرّت مذعورة أمام بضعة مئات حسب مايدّعون من أزبال داعش الخارجة من كهوف أفغانستان والمنحدرة من جبال القوقاز وبعض شواذ الأمة العربية..
هؤلاء الغربان في كل مناسبة يتحدثون عن إحتلال مدنهم من قبل الدواعش ويلقون بالمسؤولية على الجيش والمالكي ...نعم نحن معكم قادة الجيش والقائد العام للقوات المسلحة الجميع يتحمّل المسؤولية ولابد للقانون أن يأخذ مجراه في هذا الصدد .. ولكن ماذا فعلتم أنتم ياأبناء الموصل القياديين ؟ ألم تقولوا أن الدواعش دخلوا بمجموعة لاتتجاوز المئات ..لماذا سلّمتم لهم مدينتكم ؟ لماذا لم تقاتلوا الغرباء ؟ إشتموا المالكي وضباطه وأشتموا الشيعة ..ولكن لماذا سمحتم للغرباء أن يدنسوا أرضكم وأعراضكم ؟
إقرأوا الموقفين جيداً وقارنوا بينهما وستعلمون أين يكمن الخلل....
مواقفٌ مشرّفة..واخرى... !!! سيحفظها التأريخ
