الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ايام سود ومستقبل غامض سينجليان

يقوم رجال دين على إختلاف دياناتهم بتحرك مكوكي بين المؤمنين ، ومع منظمات وحكومات على إختلاف مرجعياتها وأنظمتها بعقد لقاءات ، بغية التأمل بما ستؤول اليه اﻷوضاع الجارية في الشرق اﻷوسط وبصورة خاصة في سوريا والعراق ، من أجل أيجاد مشتركات التفكير والعمل سويتا ، من خلال مؤتمر دولي يتناول الحوار بين اﻷديان يعقد في فينا ، وللبحث مجددا بالدور الوخيم العواقب على مستقبل اﻷديان والسلم العالمي ، وشروط صيانة التعددية الدينية والثقافية في البلدان المهددة بإمتداد سيطرة مفاهيم التشدد اﻷسلامي

بالتأكيد سيسعى المتحاورون في هذا اللقاء، التأكيد على قيم السلام والتعاون وقبول الآخر ، كإسلوب لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الديانات المختلفة ، (سيحضر المؤتمر البطريك لويس ساكو بطريك الكلدان في العراق والعالم ) . ولضخامة مهام اﻹجتماع والمسؤولية الدولية التي أنطيت لمكوناته في تطبيق مقرراته تطلب أولا، شرعنة مسألة اﻹعتماد على جهود العامل الخارجي الدولي في محاربة اﻹرهاب الذي أصبحت صيغته تهدد شعوب العالم ومنجزاتها الحضارية . وثانيا العمل على بذل كل ما من شأنه توثيق الئقة بين اﻷطراف المعنية، وشحذ همم كافة المؤمنين والقوى الوطنية للتصدي مبدئيا لمن عشعش بأجهزة اﻷنظمة اﻷمنية واﻷدارية من الطابور الخامس الذي تتماهى تحركاته مع أجندات تجددت و تصاعد جبروتها في اﻷونة اﻷخيرة في كل من سوريا والعراق على يد داعش والنصرة ، والتي إتسمت بمساعي العمل على التشظي المدروس لنسيج أنسجة مجتمات البلدين ، عبر أعمال القتل والتهجير القصري للكيانات الدينية التي لا تؤدي ولاء الطاعة لهم ، خالقة ظروف تقديس تاريخ مقولات وأحداث غريبة عن اﻷديان ، وعابرة لكل اﻹعتبارات والتحولات اﻹجتماعية والحضارية التي حققتها شعوبهما خلال القرون الماضية

ففي العراق يستغل المتلونون وأصحاب اﻷجندات المعادية لمصالح شعبنا أمزجة تبني ظاهرة العنف التي هي ليست بالجديدة ، وإنما وليدة عصابات وإنتاج مساحات واسعة من الفساد واللصوصية السياسية ، طعمت بنكرات إنتهازية وأنصاف المتعلمين واﻷميين الذين ترعرعوا في حقبة البعث الصدامي كي تتسلط على رقاب الناس والمناضلين ضد دكتاتوريتها . أستطاعت هذه العناصر التغلغل في اﻷجهزة اﻷمنية واﻷدارية وحتى في صفوف بعض اﻷحزاب بعد سقوط الصنم ، ولم تمس من قبل القائمين على نظام المحاصصة الطائفية واﻷثنية المقيت . شجعتها خطوات معادية لمصالح شعبنا وعمليته السياسية من حاملي ثقافة أستباحة المال العام ، وثقافة التلذذ واﻹستمتاع بإيذاء الآخرين سواءا بالقتل والذبح أو السلب والنهب واﻹختطاف والمساومة على إطلاق سراح المختطفين ، إغلب اﻷحيان يوجدون كجثة ملقاة على قارعة طريق بعد دفع الفدية.

لقد نبه الحريصون على مصالح الوطن العليا الى ذلك أكثر من مرة ، ودعوا ﻷخذ الحيطة والحذر مع الخشية من الذين يتبرمون من الديمقراطية و حقوق اﻷنسان ، قدر تبرمهم من رقابة الدولة ومسؤوليتها بتعميق عملية التغيير التي كان شعبنا يأمل أن تتواصل بعد سقوط الصنم ، لتصبح سيفا يقطع دابر فسادهم وطرقهم الملتوية لمواصلة السحت الحرام ، هذا اﻷمر الذي جرى التهاون معه خلال العشر سنوات الماضية من قبل القائمين على مسار العملية السياسية ، فأوصلوا شعبنا الى ما عليه الآن.

أن هذه العناصر التي إستعلت على القانون إذا ما إنفلت زمامها ، ستستطيع إلغاء كل ما بذل من جهود لوضع التغيير على أسس سليمة ، وفي نهاية المطاف تقودنا الى العودة الى ما يشبه الحرب اﻷهلية التي جرت و التغيير لا زال يحبو ، فأدخلتنا في كوارث وأزمات ، أدت الى تصاعد روح اﻹنتقام ، وتكوين حواضن لداعش وحتى اﻷرتماء بأحضانها ، وخشيتنا حاليا أن تُفعل دورها مالم يجري تطهير كافة اﻷجهزة اﻷمنية وأﻹدارية منها وإعتماد ذوي اﻷيادي البيضاء من القوى الوطنية ، لكونها تملك مستلزمات إنجاح عملية التغيير، والقدرة على التطبيق الحي لمقرارات مؤتمر حوار اﻷديان التي تتطلع اليها مكونات شعبنا اﻷصيلة ، وهي تعيش أياما سوداء ، يكتنفها مستقبل غامض في شتاء قارس ، والتي بالتأكيد ستجليها إنتصارات جيشتنا الباسل ، وفرحة العودة الى بيوتهم.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 21-11-2014     عدد القراء :  3879       عدد التعليقات : 0