الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أرقام على ذمة \"فخامته\"

أرقام في العراق لا احد يتوقف عندها ، الأول على ذمة مفوضية حقوق الإنسان وهو وفاة نحو 1500 طفل في مخيمات النازحين بالعراق، والثاني من الزميل نبيل جاسم وهو ان الحكومة العراقية صرفت ١٣٧ مليار دولار خلال السنة الماضية لا يعرف احد عنها شيئاً كأنها الف دينار ضائعة.

هذه الأرقام المرعبة ليست مسؤولية فخامة نائب رئيس الجمهورية ، ولا مسؤولية القائمين على إدارة مكتبه، هذه تداعيات الحرب ضد الإرهاب.

إذن ، لا مسؤولية على الرجل في المشكلة، ولكن باعتباره كان رئيسا للوزراء، وهو الآن نائبا لرئيس الجمهورية، فإن موت هؤلاء الأطفال وضياع كل هذه المليارات مسؤوليته، لا مفر من ذلك.

هل هناك أرقام أخرى.. نعم الأمم المتحدة تؤكد ان اكثر من مليوني عراقي أُجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الأحداث الأخيرة.. وهذه ايضا يا سيدي ليست مسؤولية فخامته.

في كل الاحداث الكبرى نحاول ان نقارن بين ما يجري على هذه الارض التي سميت ذات يوم " بلاد السواد " وبين ما يحدث في العالم، منذ يومين وأميركا مشتعلة بسبب تبرئة شرطي قتل مواطنا اسود.. هل اعتذر لكم، عن المقارنة مع تجارب الأمم، وما تفرضه هذه التجارب من المقارنات، ، فكلما حدث حادث ذو طبيعة انسانية ، يعود الكاتب إلى ما يجري من حوله .

منذ ان شاهدت فخامة نائب رئيس الجمهورية يحط بطائرته العسكرية في مطار ذي قار وانا اسأل نفسي لماذا سافر "فخامته" في مثل هذا التوقيت ؟

لماذا اتجه الى الناصرية تاركا وراء ظهره مواطنين عراقيين يعيشون ظروفا قاسية في المخيمات، كان يمكن له ان يمد يده اليهم ويستمع الى مطالبهم.

يا فخامة نائب الرئيس ، منذ ثماني سنوات وأنت تعد هذا الشعب بالرفاه والمساواة وحق المواطنة . ولكننا في كل مرة لم نشاهدك الا خطيبا .. في الوقت الذي سئمت الناس فيه من الخطابة ، وملت من اللامبالاة، لم تعد تتحمل أن تنام في الخيام جائعة وخائفة ، لم تعد تتحمل أن تكون هموم رئيس وزرائها إقصاء سنان الشبيبي ومطاردته ، بدلا من اصلاح الاقتصاد وانعاش التنمية.

سامحني " فخامتك " ، لم نعد نطيق خطب معارك المصير ورجالا منشغلين بسرقة اموال البلاد واحلام أبنائها. الناس تريد مسؤولا يبحث عن حلول وطنية لا عن نزاعات طائفية وقبلية .

ثمة جريمة في أن يكون للمسؤول مطلب واحد هو الاقتصاص ممن يعارضه في الراي .. قام البرازيليون هذا العام لأن الدولة رفعت اسعار المواصلات ، بأي حق يجرؤ حاكم على اصدار قرار يضر بمصالح الناس.. ماذا فعلت الرئيسة البرازيلية ؟ لم تشتم معارضيها ولم تصفهم بالفقاعات ، فقط خرجت عليهم لتقول انها تتحمل المسؤولية الكاملة عما جرى من اخطاء ولن تتهرب من الاعتراف في الفشل ، وأتمنى ان تنتبهوا معي لعبارة الاعتراف بالفشل ، اما نحن فقد ضاعت الموصل برمشة عين ولا نزال نهتف ونغني في الفضائيات عن النصر الموعود ، وعن حكمة فخامته الذي يصر على ان كلمة اسف معيبة ولا تليق بالقادة العظام .

في مقال مهم كتبه المؤرخ الأميركي هوارد زن بعد انتخاب اوباما "نحن مواطنون، وأوباما سياسي، وإذا كنت مواطنا يجب عليك أن تعرف الفرق بين السياسيين وبينك.. الفرق بين مايجب عليهم القيام به، وما يجب عليك القيام به... كان أوباما ولا يزال سياسيا، ولذلك يجب أن لا ننجرف نحو حالة من الطاعة والقبول المطلق لما يفعله أوباما. مهمتنا هي عدم إعطائه شيكا على بياض. أو أن نكون مجرد مشجعين وهاتفين له، ونحن مواطنون، يجب علينا أن لا نضع أنفسنا في موقف السياسيين وننظر إلى العالم من خلال عيونهم، ونقول حسنا لا بد من تسوية... كلا يجب أن نجهر بآرائنا بجرأة".

هذا هو الموقف الذي يجب ان نواجه به " الارقام " التي زرعها فخامته في حياتنا .

  كتب بتأريخ :  الخميس 27-11-2014     عدد القراء :  3537       عدد التعليقات : 0