الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سلاما ياعراق : الممهدون لداعش

ما كنت اعرف ان اسمها سيكون داعش، لكني كنت اعرف ان شيئا مثلها قادم ليسوّد حياة الناس ويستهتر بأرواحهم بعد حين. ومثلما كنت أنظر للحرب العراقية الإيرانية رغم بشاعتها ودمويتها بأنها ستكون زلاطة مقارنة بما سيحل بالعراق بعدها، هكذا كنت انظر لبشاعة جرائم تنظيم القاعدة. حتى عندما حدثت جريمة 11 سبتمبر عام 2001 قلت لنفسي هذا اول الغيث. كنت أرى في أحلامي جيوشا تعيث بالعراقيين فسادا وقتلا. وكنت ارسمهم في مخيلتي بهذه اللحى الشريرة والوجوه الدراكولية البشعة. هل كان ذلك حدسا مني؟ في الحقيقة لم يكن كذلك بل كنت أرى في كل مكان هناك من يمهد الطريق لعودة الظلام والهمجية والتخلف في اكثر من مكان.

بدأ خوفي عندما كنت اعمل صحفيا في مجلة نسوية عربية ترجمت لها موضوعا حول تمارين الاسترخاء. من بينها نصيحة للمرأة ان تضع برتقالة تحت باطن قدمها وتدحرجها كجزء من تكنيك يسمى "الرفلكسولجي"، وهو نوع من المساج. فوجئت بعقوبة تنبيه أتتني لان ذلك يعد نشرا للكفر! ليش يابا؟ لأن البرتقالة نعمة الله ولا يجوز وضعها تحت القدم.

في يوم آخر تلقيت تنبيها آخر لأني كتبت عن عيد رأس السنة. وهاي ليش عود؟ الفتوى تقول انه لا يوجد لدينا عيد غير عيدين هما: الأضحى والفطر والباقي بدعة وكل بدعة ضلالة!

في الفترة ذاتها كان لي صديق من "السادة" "هداه" الله بعد ان كان "محتسيا" محترفا فانقلب الى اسلاموي عتيد. زارنا للدار وعندما حل وقت الصلاة طلب ان أعطيه نعالا ليلبسه كي يستعد للوضوء. كان النعال من الجلد فسألني: هل اشتريته من بريطانيا ام من بلد إسلامي؟ قلت له اشتريته من "مارك آند سبنسرز". استغفر ربه وقال انه حرام إذن. أحتى في النعل حرام وحلال؟ نعم هي كذلك. ولكم والله يا عمي راح تكلبونها بينه. سمعت بعد أشهر انه ضرب زوجته ضربا مبرحا لأنه اكتشفها ذات صباح تستمع لفيروز.

كم من هؤلاء لدينا وفي كل المذاهب؟ بلا مبالغة أظنهم ملايين. هم هؤلاء الذين زرعوا بقلبي الخوف من قدوم ما هو أسوأ من القاعدة وأخواتها. وهم هؤلاء الذين مهدوا لمجيء داعش. وانهم عملتها الصعبة التي تعتمد عليها في ترويج بضاعتها وفي تعبيد الطريق لقدومها ان لم يكن اليوم فغدا. لتطردوا شر الدواعش من بيوتكم ومن داخل نفوسكم، احتفلوا بعيد رأس السنة هذا العام على وقع أغاني فيروز. وان تصاعد الفرح فلا بأس في إعادة الاعتبار لأغنية:

ومعلكه وتضوين يالبرتقالة ..

افعلوها وخطيتكم برقبتي، رغم إيماني بأن ممارسة كل شيء تعاديه داعش لا يعد كفرا او خطيئة بل واجب لا بد من أدائه.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 03-12-2014     عدد القراء :  2940       عدد التعليقات : 0