الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ذهنية التحول ..استقطاب المتحول

«1»

تمر سنوات العمر مثل حلم في ظهيرة قائظة حيث تفلت تفاصيله من بين الأصابع رغم محاولة جمع بعض خيوطه، وربما تجد نفسك في حيرة من تكرار بعض التفاصيل الباهتة في معناها وشكلها، وأحيانا تتشكل صورة من أرقام لا يستطيع حل طلاسمها حتى عباقرة الرياضيات. فكيف بك انت القابع في دائرة بعيدا عن ذهنية التحول التي تتجدد مكوناتها في كل لحظة وتأخذ أشكالا غاية في التعقيد أحيانا، حتى يصعب عليك تفكيك هذه المكونات ووضع الفوارق بين مفاصلها، لا سيما وأدوات الدلالة لديك عقيمة وبعضها علاه الصدأ، ولا ينفع معها غير أن ترميها جانبا وتبحث عن أدوات دلالة تتلاءم وذهنية التحول كي تستطيع استقطاب المتحول.

«2»

مرت السنوات وتفاقمت التطورات في حساسيتها واندثرت أخلاقيات وقيم اجتماعية عديدة، ربما لا تتوافق في محتواها مع ما نشأت عليه، تجدها في بحر آخر مثلما تجد نفسك تسبح في مياه غير تلك التي تعودت أن ترمي نفسك فيها. وهنا تكون في مفترق طرق حاد المنحنى، بين أن تستوعب ما جرى وما يجري وبين أن تحتفظ بقيمك التي تراها هي الأكثر خصوبة وأكثر مواءمة لمجتمعك.

«3»

من دون ريب لا الخداع ولا الغش ولا الكذب ولا التحايل ولا السرقة ولا النهب ولا الفساد ولا سلب حق الآخر ولا الخروج عن المألوف ولا شراء الذمم ولا الانتقاص من الآخر ولا القتل ...كل ذلك لم يكن ضمن ماهية أخلاقك بل على العكس.. ولكن ذهنية التحول تفرض عليك تفهم واستيعاب كل هذا الذي يجري كي تستطيع أن ترسم إمكانية ومسار استقطاب المتحول ضمن دائرة الأفضل الذي تراه وتتصوره وترسم ملامحه لمستقبل أنت تتحمل بعض مسؤولياته.

«4»

يتثاءب حزنك بين عينيك وأنت ترنو إلى ذلك الذي اسمه المستقبل. ربما تجد الطرق المؤدية اليه غارقة في مياه التحول الآسن، وربما لا تجد حتى معالم تلك الطرق. ولكن ارتباطك بوطنك يفرض عليك استيعاب ذهنية التحول، لعل ذلك يوصلك إلى حيث تحلم .

«5»

«خرج الورد من حوضه لملاقاتها،

كانت الشمس عريانة،

في الخريف، سوى خيط غيم على خصرها،

هكذا يولد الحب،

في القرية التي جئت منها».

أدونيس

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 17-12-2014     عدد القراء :  2790       عدد التعليقات : 0