الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
جعفر حسن والميادين

إستمعتُ الى مقابلة الفنان العراقي جعفر حسن على شاشة الميادين عبر برنامج بيت القصيد , تمتعتُ بالحديث وقلمي يُدون ماسمعته وهذه ملاحظاتي :

الفنان جعفر حسن يتمتع بتشخصية الفنان المثقف المناضل المتواضع ذكر في المقابلة مرتْ علي ايام ولم يكن لي طعام ولا مصروف لوجبة طعام عاني من الغربة والغبن والاضطهاد والتشرد على يد النظام الدكتاتور صدام .

 غنى ( لاتسألتي عن عنواني , لي عنوان في كل مكان , تنبأ بمستقبله وأصبح له عنوان في كل مكان كونه دخل الى بيوت كثيرة في العالم من خلال لحنه وغنائه . ) ,وإكتوى بمرض الغربة

جعفر حسن قارئاً ممتازاً لجماهيره ، ومتحدِّثاً لبقاً، ومتابعاً لشؤون حياة المواطن في البلد الذي يعيشه وقد تعلَّم من تجارب الفنانين الآخرين، فهو يحمل هموم المجتمع الذي يعيشه على كتفه ليرتقي به إلى الأفضل غنى للمرأة للفلاح للعامل للطلبة غنى متضامننا مع الشعوب المنكوبة وفي مقدمتها الشعب العراقي الفلسطيني افريقيا وامريكا اللاتينية . أجاد غناء الاغنية السياسية إستطاع ان يحظن الالام السياسيون .

يحترم من يجادلهُ ويتعلم منه، و يُميز بين الأفكار والاتجاهات المختلفة, يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه وطنه وتجاه الشعوب المظلومة . هدفه وضع كل امكانياته في خدمة الشعب العراقي المذبوح ويستمد قوته من ثقافة وتاريخ شعبه .

لم تستطع الحكومات السابقة والحالية المتتالية تقييم المثقف والفنان السياسي ,حيث يحمل هموم الناس ويضعها امام السياسي ويتمعن بامور السياسة , وله وظيفة تشخيص اخطاء السياسيين وفق وجهة نظره ممكن ان تكون صحيحة او بالعكس والفنان هو جزء من هذه الشريحة الذي يحس مهمته تمثيل أراء جمهوره للدولة والجمهور وهي عملية تثقيفية وتوعية صحيحة  في كل المجتمعات المتطورة .

السياسة القمعية للانظمة الدكتاورية  اثرت تأثيرا سلبيا على تطوير ومحاربة المثقف العراقي وكان الفنان المعارض هو في المقدمة فوقع لاجئا الي الدول الجارة هاربا من جحيم النظام الديكتاتوري الصدامي وكان جعفر حسن أحدهم .

كانت الحكومات السابقة في العراق  تُقيمْ الكاتب او الفنان وحتى الاكاديمي وفق نهجه السياسي في عمله وليس وفق امكانياته المهنية . هذا مما فقد الشعب العراقي طاقات هائلة واكبر مثال على فقدان العراق أحد فنانه جعفر حسن وأصبح لاجئا في اليمن وأصبح يُلحن ويُغني للعراق لليمن لسوريا لفلسطين , الامارات .

أثبت إنه يُبدع بفن الممكنات ويُخرجها بقالب يتقبلها جمهوره وهذا جاء على لسانه إنه يتفنن بالشعر كي يتماشى مع لحن الاغنية وهذا روعة في الابداع الفني .

إنه الفنان الذي يُرشد الناس بلحنه وغنائه وإختيار كلماته بأسلوب يراه مناسبا ليدخل السلام والطمأنينة الى قلوب جمهوره الذين يعيش بينهم حيث يتعلم ويأخذ منهم ويعطي لهم.  يُساهم لبناء البنية الاجماعية السليمة بعيدة عن الطائفية بعيدة عن الطائفية والقومية المتعصبة في بلده العراق .

ماذا نطلب من الفن والفنانين  والدولة

الشعب العراقي اليوم يحتاج المثقف والفنان العراقي لتوعية الشعب والجمهور والدولة لبناء عراق يسوده روح التسامح والاخوة ونبذ سياسة العنف التي تشجعها بعض الاطراف داخل وخارج العراق.  

يتطلب من المثقفين نبذ سياسة المحاصصة في التنصيب الوزاري والحكم . نحن المثقفون تهمنا الوزرارات التالية ( التعليم – التربية – الثقافة والاعلام – الهجرة والمهجرين –المجتمع المدني –العدل –شؤون المرأة الاقتصاد ) نطالب ان تكون بعيدة عن المحاصصة الطائفية والحزبية الموجودة الان .

جمع الفنانيين الحاضرين والمغيبين حاليا عن العراق وعن الساحة السياسية بمؤتمر يناقش كيف يمكن لهؤلاء الفنانين ان يعملو مرشدين للحكومة الحالية الضعيفة ومرشدين للمجتمع بنتاجاتهم البعيدة عن المحاصصة والطائفية والعنف  كلها تهلك عراقنا الذي نبكي عليه ونحن ممزقين. بمعنى اخر زج الفنانين لتعميروإصلاح وبناء العملية السياسية . الكثير من المراكز الثقافية ومؤسسات الدولة في الخارج جاءت على اساس المحاصصة والمحسوبية الحزبية وليس الكفاءات العراقية الموجودة في الخارج .

الحفاظ على المثقفين والفنانين والمفكرين والاكاديميين من سيف الارهاب القاتل والزام الحكومة الحالية لتوفير الاجواء اللازمة ليوظفو إمكانياتهم لخدمة الشعب والبلد  .

ابراز الحضارة العراقية القديمة وبما فيها حضارة وادي الرافدين العريقة التي يمجدها الغرب وليس العراقيين انفسهم .والتوسع بالكتابة كيف كان الموزاييك العراقي يتعايش دون تدخل الاحزاب الطائفية من خلال الفن والنحت والادب والشعر  .

توضيح لرجال الدين المتعصبين المثقفون والفنانون ليسوا اعدائهم بل هم دعم لهم وممكن ان يلتقي رجال الدين المعتدليين الداعيين الى السلام والفنانون الذين بشكل عام يطالبون بوقف سياسة العنف القاتلة والجلوس على طاولة المفاوضات . الفنانون العلمانيون اليوم هم اكثر الناس الدعاة للسلام وهذا يتفق مع تعاليم الديانات السماوية , اذن لماذا لم نلتقي ؟

أنهي مقالتي برجاء للعزيز جعفر حسن ان تُغتي عن مذبحة سنجار والموصل وسمي القوميات المغبونة حيث غنيتَ سابقا للمرأة , الان السبايا والاطفال ومن قتلن دون ذنب يرتكبوه.

12/17/2014

  كتب بتأريخ :  الخميس 18-12-2014     عدد القراء :  3375       عدد التعليقات : 0