الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سلاما ياعراق خلايا الأمة النائمة

أتمنى أنكم ما زلتم تتذكرون ذلك الاستفتاء الذي أجرته إحدى القنوات العربية لمشاهديها بعد هجوم القاعدة على أمريكا في 11 أيلول (سبتمبر). 88 بالمئة من المبحوثين قالوا ان أمريكا هي من هاجمت نفسها وان القاعدة بريئة. بعد يومين بالضبط خرج بن لادن بشريط مصور أعلن فيه بنفسه مسؤولية تنظيمه عن الهجوم. هل اعترفت القناة بأن 88 بالمئة من مشاهديها أغبياء؟ كلا. بلعتها وسكتت كما يقولون.

في بحوث قياس الرأي العام يتم اختيار عينة عشوائية لصعوبة استفتاء أمة أو شعب بأكمله. الهدف هو تعميم النتيجة لتعطي صورة تقريبية عن تفكير المجتمع الأصلي. العرب نفوسهم حوالي 350 مليون نسمة. وطبقا للنتيجة التي وصلتها تلك القناة يصبح من المتوقع ان هناك أكثر من 300 مليون عربي مقتنعون ان أمريكا هي التي قتلت أبناءها.

البارحة وانا عائد إلى بيتي في التاكسي سألني السائق من دون مقدمات: إيه رأيك بمسرحية "الأخوين كواشي" بفرنسا؟ وهل تسميها مسرحيه؟ أمّال اسميها ايه يا سعادة الباشا؟ يعني انت تصدق حتة اثنين عيال يلعبوا اللعبة دي؟ ومين لعبها يا فيلسوف؟ أمريكا وفرنسا طبعا. قلت له، في قلبي طبعا، "شكلك وانت هالمايع وانا من الحركة زهدية". لما لا حظ سكوتي ظنّ انه أفحمني فصار يسرد علي نظريات ملخصها ان الفرنسيين، ومثلهم الكفرة كلهم، لا شغل يشغلهم غير تشويه سمعة المسلمين فرسموا خطة الهجوم على المجلة كي يجدوا ذريعة لطردهم. خانني الصبر فسألته: ألا تظن ان هذه إذن من صالح المسلمين ليتخلصوا من الحياة "البائسة" عند "الكفار" كي يعودوا للعيش بنعيم ورفاه في بلدانهم الإسلامية؟ لا يا باشا همه عاوزين يرجعوهم للقرف واستكثروا عليهم الحياة الحلوه في أوروبا؟ إذن انت تعرف ان الحياة عند الغرب حلوه وعندنا قرف؟ ودي تحتاج سؤال يا باشا؟ لا انها تحتاج نزلني أرجوك.

نزلت وانا أتساءل عن عدد الذين يفكرون مثل هذا السائق في هذه الأمة؟ أليس مثله الملايين من طلبة الجامعات ومدعي الثقافة ورجال دين ومحامين وأطباء، لا بل وشعراء وفنانين وممثلين وإعلاميين وحتى مطربين؟ لماذا نبحث عن الخلايا النائمة وأعضاء الخلية "الشغّالة" يهذون على مدار الساعة لا بل ويغنون ويسوقون السيارات وبعضهم يسكرون أيضا.

ثم يأتيك بطران ابن بطرانة ليقول لك ان داعش صناعة أمريكية أو غربية.

  كتب بتأريخ :  الأحد 11-01-2015     عدد القراء :  3024       عدد التعليقات : 0