الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مذبحة سبايكر ( والثالوث المشؤوم)

مجزرة سبايكر تلك المذبحة الدموية التي أدمت قلوب الأمهات والآباء وتركت جرحاً غائرا في وجدان العراقيين وتسائلا كبيراً بحجم الجريمة الوحشيّة...لماذا ذُبح أبناؤنا ومن يتحمّل مسؤولية إزهاق أرواحهم وقتلهم بتلك الطريقة البشعة ؟ ولماذا يحاول سياسيو وقادة تلك المرحلة التنصّل من المسؤولية وإخفاء أسباب الجريمة والتعتيم عليها وطمس معالمها والتهرّب من إعطاء الرقم الحقيقي لها ؟ لماذا المماطلة في التحقيق وعدم كشف أركان الجريمة التي مكّنت الإرهابيين من تنفيذ جريمتهم النكراء ؟ ومن هي الأطراف التي تستحق أن تتحمّل المسؤولية مع الإرهابيين الذين نفذوا المذبحة ؟ حسب شهادات بعض ذوي المغدورين  أن أكثر من 90% من شهداء سبايكر هم من الشباب الذين تطوعوا قبيل الإنتخابات البرلمانية الأخيرة بأشهر قليلة ..وسُوّقوا هؤلاء المغدورون الى قاعدة سبايكر حصرياً قادمين من المحافظات الجنوبية بصفقةٍ سياسية من قبل بعض المرشحين في الديوانية والناصرية وبابل وغيرها من المحافظات .طمعاً بأصواتهم الإنتخابية ...وهذه الممارسات ليست جديدة على المرشحين خصوصا المتنفذون منهم في الدولة ! بل دأبوا عليها في كل دورة إنتخابية لإغواء الناخبين وكسب أصواتهم....وبناءً على هذه الشهادات إتضح لنا الطرف الأول الذي يتحمل جزءا كبيرا من تداعيات هذه الجريمة النكراء...والذي تسبب بزج آلاف الشباب العزّل من السلاح وقلّة التدريب في منطقة يُحيط بها الإرهاب من كل حدب وصوب طمعا بمكاسب سياسية إنتخابية ... وهؤلاء هم نفسهم الذين أنكروا وكذّبوا بعض القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي التي عرضت ونشرت صور الضحايا وأعدادهم وإدعوا بأنها صورٌ قديمة ومدبلجة وأن عدد شهداء سبايكر لايتجاوز المائة وسبعين شهيدا! أمّا الطرف الثاني الذي يجب أن يتحمّل ركناً من أركان هذه الجريمة النكراء هم القادة العسكريون الذين إوكل إليهم أمر قيادة هؤلاء الشباب ومسؤولية حمايتهم...فغدروا بهم وسلّموهم صيدا سهلا لكلاب داعش الإرهابية وولوا هاربين  ..وتحوم حول بعضهم الريبة والشكوك والشبهات بأنهم تواطئوا مع الإرهابيين وتآمروا على تسليم الشباب لهم وخير دليل على ذلك أننا لم نسمع بأسر أو قتل أحدهم مع الجنود الضحايا ! وأمّا الطرف الثالث وهو الطرف المنفّذ الخليط من المجرمين والداعشيين والمتعصبين من أبناء القبائل المحيطة بقاعدة سبايكر..جميع هذه الأطراف الثلاثة المشؤومة بدءا من الطرف الأول المُضلّل الطامح والطامع بإصوات أولئك الشهداء الى الطرف الثاني المتخاذل والجبان والمتآمر الى الطرف الثالث المجرم المنفّذ لهذه الجريمة النكراء الوحشية جميعهم يتحملون مسؤولية مجزرة سبايكر وبنسب متفاوتة ...على القضاء العراقي تحديدها وفق دراسة دقيقة لحيثيات هذه المذبحة من ألفها الى يائها ...ويحدد مسؤولية كل طرف بما يتناسب والفعل المنسوب إليه بعيدا عن المؤثرات السياسية ...حتى يُوضع حد لهذه المأساة ويُنصف ذوو الشهداء ...ولتدوّن تفاصيلها بأيدي الشرفاء في تأريخ العراق المعاصر حتى لايسجلها المتآمرون ضد مجهول.

صالح المحنّه

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-02-2015     عدد القراء :  3693       عدد التعليقات : 0