الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سلاما ياعراق ايكلّي بصفّ الطاوة

فرحة الخائف تختلف بلونها وطعمها عن فرحة الذي لم يعرف الخوف. قلبي، الذي كان مشدودا بحبل من الألم على عائلات ناحية البغدادي المحاصرة، انفلت من وثاقه بفضل الابطال الذين سحقوا على الطائفية تحت اقدامهم وهبّوا لتحرير رقاب الناس من قبضة الهمج. كانت الدنيا في البغدادي تمطر فرحا ساعة تحريرها. ما أجمل الروح التي يبست من الخوف واليأس ثم يبللها مطر الانتصار العراقي في ساعة الشدّة. والأجمل منها ومنا جميعا هو ذلك العراقي الذي لبّى نداء المستغيثين وصار لا تعرفه إن كان سنيا أم شيعيا.

ما كنت مبتسما بل كنت اضحك من شدة الفرح. ولأني كعراقي تخيفني الضحكة الفرِحة لو أطلقتها، مذ كانت امي حين تراني أضحك تخاف. صوتها ما زال يرن بأذني: ضحكة خير وشرها على "امطير".

ويا سبحان الله، كأن الفضائية التي كنت اتابع عليها انباء انتصاراتنا ارادت ان تنغّص عليّ فرحتي فجاءتني بلواء متقاعد بلندن صار محللا سياسيا مؤخرا. انه "امطير" بلحمه وشحمه. أراد ان يحزنني فزادني ضحكا. عندما سألته المذيعة عن رؤيته لفك الحصار عن البغدادي جيّر الفضل لشخص أسماه "أبو فلان". وظل يكرر الاسم أكثر من اربع مرات. يا عم شو "أبو فلان" ماكو صورته بين هؤلاء الشجعان الذين لبسوا القلوب على الدروع لتحرير أبنائنا وبناتنا من يد الدواعش؟ كل هؤلاء الجنود المضحين ليس لهم دور، برأيه، لولا "أبو فلان". عادت فسألته عن البغدادي فراح يتحدث عن سامراء و "شجاعة" قائد عملياتها مع حفنة من الأسماء ما انزل بها تحرير البغدادي من سلطان. زين شجاب البغدادي على سامراء في هذه اللحظة؟ لا أدري. بالمناسبة كان الرجل متواضعا هذه المرة لأنه ما من انتصار حققه الجيش العراقي وسألوه عنه إلا وبدأ بعبارته الشهيرة "أنا قلت ذلك من قبل".

طلبت منه المذيعة ان يبقى في مكانه لتعود اليه بعد ان تعرض الفضائية تقريرا حول فقدان داعش لسيطرتها على طريق الامدادات بين الرقة والموصل بعد ان سيطرت قوات البيشمركة على جزء مهم منه. انتهى التقرير فامتعض وجه اللواء السابق من الغيظ معترضا على صحة الخبر. ليش؟ لأن البيشمركة برأيه لا يمكن ان تسيطر على طريق مثل هذا. زين، والدليل؟ صار يجيبها منا ويوديها مناك، لكنها لم تضبط معه. المهم هو أني بقيت اضحك منتشيا بالنصر بينما ظل "امطير" ايكلّي بصفّ الطاوة.

  كتب بتأريخ :  الأحد 22-02-2015     عدد القراء :  2892       عدد التعليقات : 0