الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
متى يُكرموننا بسكوتهم؟

نفت السفارة الأميركية في بغداد، الجمعة، أن تكون حكومة بلادها قد رفضت تجهيز العراق بـ250 عربة مدرّعة اشترتها الحكومة العراقية أخيراً من الجانب الأميركي، متعهّدة باستمرار واشنطن في "تزويد القوات الأمنية العراقية بالمعدات المتفوقة والتدريب والغطاء الجوي لضمان قيامها بإلحاق الهزيمة بداعش في أقرب وقت ممكن".

بالطبع ما كان للسفارة أن تقول هذا الكلام رداً على تصريحات لأحد السياسيين لو لم تكن واثقة من صحة معلوماتها.

قبل ذلك بيوم أكد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري من موسكو عدم صحة المعلومات التي رددها سياسيون عراقيون وتداولتها وسائل إعلام محلية وعربية على نحو متكرّر وزعمت ان قوات التحالف الدولي، وبخاصة الأميركية، تدعم تنظيم داعش بالمعدات والأسلحة.

السيد الجعفري قال في مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "إننا منذ زمن نسمع كلاماً بأن قوات التحالف الدولي تدعم داعش وتنزل لهم المعونات وترسل لهم الأسلحة، وعند مراجعة المعنيين بذلك، وعلى رأسهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، نفوا ذلك نفياً قاطعاً"، مؤكداً أنه "لم يثبت لنا بالأدلة أيّ دعم للتنظيم من قبل التحالف".

في اليوم نفسه، الخميس، أعلنت وزارة الدفاع العراقية نتائج التحقيق في حادث تفجير مقر السرية الرابعة -الفوج الثاني- اللواء الخمسين في منطقة البو ذياب في الرمادي، مبيّنةً ان تنظيم داعش هو المسؤول عن ذلك التفجير، على العكس ممّا روّج له سياسيون ووسائل إعلام محلية وعربية بان طيران التحالف، وبخاصة الأميركي، قد قصف مقر السرية العراقية.

السياسيون والإعلاميون الذين فبركوا المعلومات بشأن ذلك الحادث وروّجوها، كادوا أن يقسموا أغلظ الأيمان بانهم كانوا شهوداً ورأوا طائرات التحالف بالعين المجرّدة وهي تقصف مقر السرية العراقية!

والآن فان اللجنة الحكومية التي قامت بالتحقيق تؤكد بالدليل القاطع مسؤولية داعش عن الحادث. تقريرها يعرض انه في وقت وقوع الحادث (الساعة الثامنة من صباح الحادي عشر من الشهر الجاري) لم يكن هناك "أي نشاط جوي سواء لقواتنا الجوية أو لقوات التحالف الجوية"، ويضيف "أثبتت المعاينة الميدانية بشكل قطعي ان التفجير حدث من الأسفل الى الأعلى"، أي انه بفعل تفجير داخلي "باستخدام مواد شديدة الانفجار وبكميات كبيرة جداً من أسفل الدار" التي كانت السرية تتخذها مقرا لها.

القضايا الثلاث المشار إليها أعلاه هنا ليست سوى جزء صغير من عملية أكبر وأوسع يتعمد فيها سياسيون، لأهداف سياسية، نشر الأكاذيب والمعلومات الملفّقة، ويمشي في اثرهم إعلاميون من درجات متدنية يتعمدون الترويج لأكاذيب هؤلاء السياسيين لأهداف ارتزاقية في الغالب، أو انهم لا يدقّقون في ما يتلقون من معلومات تصل إليهم.

هذه الخفّة المتناهية من السياسيين والإعلاميين في الترويج للأكاذيب إنما تُلحق أفدح الأضرار بحربنا ضد داعش وسائر المنظمات الإرهابية.. إنها تشوّش الرأي العام وتُثبط من معنويات القوات المقاتلة في الجبهات، فمَنْ مُبلّغ هؤلاء بهذه الحقيقة؟ من يقرص لهم مؤخراتهم ليمسكوا ألسنتهم فلا يبرّئوا داعش من جرائمه المنكرة؟

  كتب بتأريخ :  الأحد 22-03-2015     عدد القراء :  2412       عدد التعليقات : 0