الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حصان \"بيكر مو\"

يرفض المستر "بيكر مو الربيعي" أن يغيب عن المشهد السياسي العراقي، ليس كنائب عن دولة القانون، فهو في هذه الصفة دائم السرور والانشراح، وايضا دائم المفاجآت، وقد كتبت هنا قبل اكثر من عام عن واحدة من مفاجآته المثيرة، حين اكتشفنا ان مستشار أمننا الوطني يحمل جواز سفر بريطاني باسم "بيكر مو"، واعتقد انكم تابعتم انذاك كيف ان مسؤولي الكمارك في واحد من المطارات الاميركية احتجزوه لساعات بعد ان شككوا في أسلوبه في استخدام جوازات سفر متعددة، في ذلك الحين اخبرنا السيد الربيعي انه كان يسافر بجواز سفر بريطاني باسم بيكر مو، وأضاف انه دخل أميركا مرات عديدة باستخدام جواز السفر هذا.

اليوم وقعت على مفاجأة جديدة من النوع الملحمي، فقد اخبرنا السيد النائب أن نازحي محافظة الانبار يشبهون إلى حد كبير "حصان طروادة"، هكذا اذن بعد تصريحات عن احقية المالكي في ولاية ثالثة ومقولات " فلسفية " من عينة "ان حاجة العراق الماسة في الفترة المقبلة الى رئيس وزراء ذي خبرة أمنية وسياسية وإدارية في شؤون الدولة يجعل اختيار المالكي لتولي قيادة الحكومة المنتخبة المقبلة امرا حتميا"، نجد انفسنا وجها لوجه مع نائب يسعى لكتابة ملحمة عراقية جديدة، وعطفا على الحتمية التاريخية التي اخبرنا بها، اقترح على السيد بيكر مو ان يجمع ملاحمه هذه ، كما الراحل هوميروس في سفر كبير ليضاف الى تاريخ الملاحم التي نعيشها منذ سنوات، وسأتوقع حظا افضل بكثير لملحمة المستر " بيكر مو"، فلا شاعر جوال سينافسه، لا في البلاغة ولا في الفكر، مع الاعتذار بالتأكيد للسادة اسامة النجيفي وصالح المطلك الذين يصرون على كتابة الجزء الثاني من الملحمة " الانبارية " ولكن هذه المرة ليس من بغداد ولا من الانبار ولا من مخيمات النازحين، ولا من على جسر بزيبز، وانما في مضايف وقصور مملكة الاردن.

في ملحمة الاغريقي الاعمى هوميروس نعيش مع رحلة البحث عن الخلاص التي يخوضها يوليسيس، لكننا مع يوليسيس الايرلندي جيمس جويس نعيش قصة انسان يكره الحروب: "كيف يستطيع الناس توجيه البنادق بعضهم الى بعض"؟

الخطر الأكبر على بغداد ليس اهالي الانبار، وانما سياسيو الملاحم ، هؤلاء الذين يزرعون الخراب في النفوس العامرة.

سيظل مانديلا ورغم غيابه واحدا من أعظم رجال هذا القرن والقرون التي سبقته ، الم يعلمنا ان الإنسان الحق هو ذلك الذي لا يكرر خطأ الظلم الذي ناضل كي يرفعه، مانديلا الذي حارب الجشع والاستغلال، بمقولات ماركس ، حارب البغضاء والتخلف، بلغة فولتير التي ادرك انها وحدها التي ستنعش النفوس، ظل حتى اللحظة الاخيرة من حياته يقول "إن تنوع جنوب افريقيا هو الضامن لمستقبلها".

ياسيدي الافريقي الناصع اللون والضمير.. التعدد في بلادنا يعتبره البعض طريقا الى الهلاك لانه لايختلف عن حصان الاعمى الاغريقي هوميروس.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 20-04-2015     عدد القراء :  3135       عدد التعليقات : 0