الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ما كان ينبغي

ما كان ينبغي ان ينجح تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) مرة أخرى في حربه النفسية التي يستخدمها ببشاعة ضد المدنيين، فبعد ان سيطر على الموصل يوم 10 حزيران، وحصل انهيار القوات المسلحة تاركة الموصل لعبث الارهاب المجرم، نجح هذه المرة في تمرير خديعته عبر بث اكذوبة تحقيقه انتصاراً كاسحاً في الرمادي، والسيطرة على المدنية بالكامل، ما دفع المدنيين الى النزوح الجماعي تاركين بيوتهم، ومعرضين انفسهم لشتى اشكال المعاناة.

ما كان يبنغي ان يؤخذ النازحون، بجريرة القادة والمسؤولين والسياسيين الذين لا يشعرون بمسؤولية تجاه المواطنين، ولا يكترثون بمصائب الناس، ولا يهتمون بمعاناتهم، فالمواطن الذي قرر النزوح، بالتأكيد هو لا يقدر على المقاومة، وربما لا يمتلك ادواتها، او هو قد فقد الثقة بمن حوله، وكان الأجدر بالشامتين ان يسكتوا ان لم تستجب وطنيتهم وإنسانيتهم لواجب الوقوف مع النازحين وهم في اشد الأوقات حاجة للتضامن.

ما كان ينبغي لبعض مسؤولي محافظة الانبار، ان تنطلي عليه الدعاية النفسية، ويكونوا من بين وسائل تمريرها على المدنيين، اذ كانت تصريحات البعض مخلة ومرتبكة وغير مسؤولة وافتقدت التوازن، وغابت عنها الشجاعة المطلوبة، اذ من الجلي ان الارادة قد ضعفت، والإرادة هي اهم مستلزم للمقاومة.

ما كان ينبغي لبعض المسؤولين الكبار في الدولة من اهالي الانبار تحديدا، نائب رئيس وزراء ووزراء واعضاء مجلس نواب، واعضاء مجلس محافظة، ان يكون خطابهم، وكأنهم في معارضة، متناسين مسؤوليتهم عن كل تفاصيل الوضع في الانبار وتداعياته، سواء في بحث توفير الامن، وتامين الاستقرار، او توفير الخدمات، وحتى الاهتمام بالنازحين وإيوائهم.

ما كان ينبغي التعامل مع نتائج الاوضاع المأساوية في الانبار وتداعياتها، عبر الانفعالات والعواطف والتشنج وردود الفعل غير المدروسة، بل كان ينبغي تدارك كل ذلك عبر تحمل المسؤولية، والشجاعة والاقدام، وان يكون المسؤول في مقدمة المتصدين ميدانيا وان يعطي مثالا في البسالة والصمود.

ما كان ينبغي التمسك بنظام المحاصصة الطائفية، وهي التي انتجت كل هذه الازمات التي استفحلت، ومن المؤكد أنها مشاكل اكثر تهديدا لامن المواطن وسلامته، فهي عائق للاستقرار والبناء والتقدم. ما كان ينبغي ان ننسى ان اهم تحد امامنا هو اعادة بناء العملية السياسية على وفق المواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات، المواطنة التي نحرص على تأمين مستلزماتها السياسية والقانونية.

  كتب بتأريخ :  الخميس 23-04-2015     عدد القراء :  3333       عدد التعليقات : 0