الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
نواب الرئاسات الثلاث ماذا يعملون وما هي مهامهم

   يشغل ثلاثة نواب كل هيئة من هيئات الرئاسة الثلاث : رئاسة الجمهورية ، رئاسة مجلس النواب ، ورئاسة مجلس الوزراء ، اي ان مجموعهم تسعة نواب .

   ورغم ان جميعهم من الفحول، اقصد بالفحول الذكور وليس فحول الشعر مثل عنترة بن شداد او الاحوص او طرفة بن العبد ، فما يؤسف له ان لا تكون بين هؤلاء النواب التسعة ، سيدة واحدة ذات وجه عراقي صبوح تمثل الرقة والاناقة واللباقة ، تقشع ظلمة لقاءات النواب التلفزيونية او الصحفية ، فنواب رئاساتنا يتميزون بصرامة التقاطيع وكآبة الروح وعبوس الوجوه حتى كانها قدت من صخر ، ينطبق عليها ، وجهك صخر جلمود ، مع الاعتذار لسليمة مراد على هذا التعديل ، اما اكثرهم بشاشة فهو النائب القادم من بادية الجزيرة ، الا انه ويا للاسف جاء دون اشهر الة رباب يتغنى بها الركبان، والا لكان شنف اذاننا بما تيسر له من الحان وانغام .

   كان في العراق ايام المزبن ، نائب واحد ، لم يبق شئ يشيب له الولدان لم يفعله خلال السنوات العشر التي امضاها نائبا للشايب القابع في قصره الجمهوري، شايب امضى ايامه يدخن لفافات التبغ ويمضغ الخبز باسنان مصفرة حتى لقي حتفه على يد نائبه الذي لم يوفر حتى ولي نعمته الذي رفعه من الحضيض الى قمة السلطة الفاجرة التي استلمها بحمامات الدم وغادرها بحمامات الدم ، رغم انه دفن نفسه في حفرة نتنة خوفا من مواجهة نتيجة افعاله المجرمة .

   اما اليوم، لدينا تسعة نواب لا نراهم ولا نسمع منهم ما ينفع ، واذا تفضل علينا احدهم بتصريح او تلميح فعادة ما يكون بالويل والثبور ، حتى النواب الذين يتوجهون خارج البلاد ، لا نجد كاميرا ترافقهم لتنقل لنا المرابع التي يسيحون فيها فنستمتع بمرآها على الاقل ، ولا نشاهدهم وهم يتحلقون حول موائد الطعام الدسمة ، ينسفون الخرفان والدجاج الامريكي ، عسى ان يـُشبعوا بمرأى موائدهم جوع عراقية او عراقي يجلس على رصيف من ارصفة العراق ، يبيع قناني الماء ليطعم اطفاله الجوعى او نازح في خيمة في العراء يأمل في لقمة يسد بها صراخ امعائه.

   نواب تستقبل جيوبهم شهريا ملايين الدنانير ، ويصرخون باعلى صوتهم ان خزينة العراق خاوية لا مال فيها ولا طعام ، يقترحون يوما بيع المزيد من النفط ، ويوما اطالة امد الشهر اياما اخرى حتى يصبح الشهر العراقي مثل حشرة ام الاربع والاربعين تزحف بهدوء على جسد العراقيين لتزيد معاناتهم وتطول عذاباتهم ، او يقترحون الادخار الاجباري للرؤساء الميامين ونوابهم ، دون ان يفكر احدهم باقرار قانون عادل لسلم الرواتب يضع جميع العراقيين في خط المساواة مع الفقر او الغنى .

   حتى الاسلام الذي يتبجحون بالانتماء اليه اشتهر بمقولة الناس سواسية كاسنان المشط ، فلماذا لا يكونون سواسية في سلم الرواتب ، رواتب منصفة حسب الجهد والعمل والخبرة والكفاءة ، يشمل الجميع !!

   نوابنا التسعة ينامون ويصبحون في احضان عاصمة مليئة بالازبال والمياه الاسنة ، ولو توزعت احياء العاصمة على النواب لاصبح حصة كل نائب ثلاثة احياء او اربعة ، ليشرف عليها ويرعاها مقابل الاجر الشهري الباذخ الذي يختطفه من افواه الملايين الجائعة دون وجه حق . فبدلا من التجوال بالسيارات المطهمة والمدرعة والمفرقعة ، عليهم التجوال سيرا على الاقدام ، لابأس مع حماياتهم المؤلفة من الاف الاهل والاقارب والاخوان ، عليهم التجوال في الاحياء البغدادية ليشاهدوا التخلف الذي يلف حياتهم دون ان يرف لهم جفن.

   الكلام يطول في حق نواب لا عمل لهم سوى النوم في مكاتبهم ، يبحثون عن فرصة للظهور امام التلفزيون ، ربما ليحللوا معاشاتهم المليونية .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 27-04-2015     عدد القراء :  3624       عدد التعليقات : 1

 
   
 

Jamil Rasam-London

I like your artical.GOD bless you