الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الإرهاب \" الإسلامي \" والشرق الأوسط ..!

يعتقد الكثير من خبراء السياسة الدولية ، ان انهيار الإتحاد السوفيتي والمنظومة الإشتراكية ، دفع امريكا واسرائيل والكارتل الغربي الى صناعة عدو آخر في الشرق الأوسط ، تحديدا فيما يسمى دول الشرّ ( العراق في زمن صدام ، كوريا ، ايران ).

تطور الرؤية الغربية في إنتاج الكوارث البشرية ، إستنادا لنظرية "مالتوس " دفع مختبرات السياسة الغربية – الإسرائيلية ، توسيع الفكرة ونقلها من إطار الصراع السياسي والإيديولوجي بصورته التقليدية ، الى صراعات أثنية ،قومية ،مذهبية وطائفية تتفجر بها رغائب وشهوات الثقافات الفرعية المندثرة في توحش استبدادي ناتج عن معادلات جديدة في بناء السلطة وتوازناتها.

تصور البعض أن امريكا قد خسرت بإنهيار المنظومة الإشتراكية ، عدوا ً عاقلا ً لايتعدى حدود الحرب الباردة والصراع السياسي والإعلامي ، وحل بدلاً عنها عدو إنتحاري يتمثل بتنظيم القاعدة وفروعها في آسيا وافريقيا ، وخلاياها المتوزعة في العالم واخطرها مايوجد في بعض دول اوربا .

الرؤية الإستراتيجية تستدعي قراءة أخرى ، تنسجم مع نظام العولمة وهيمنة امريكا بكونها القطب الأوحد الذي يتسيد العالم ، تلك القراءة تذهب الى مشروع صناعة الإرهاب بغطاء ديني يتوزع مذهبيا ً وأثينيا ً، لإدامة الحروب وتركيزها في أغنى بقعة بالعالم اقتصاديا ً وجغرافيا ، الشرق الأوسط ، بكونها قلب العالم .

جعل الشرق الأوسط كرة نار ملتهبة بحروب طائفية وسياسية واقليمية وعنصرية ، واقع يتيح للقطب الأقوى والمهيمين امريكا ، تحقيق جملة من المنافع الإستراتيجية الفاعلة ، وابرزها ؛

* وضع النفط والغاز في الشرق الأوسط الذي يحوي مايزيد على اكثر من نصف المخزون العالمي ، تحت السيطرة الأمريكية التامة او شبه التامة ،إضافة الى الممرات المائية وطرق التجارة ومراكز القرصنة وانتشار القواعد العسكرية .

* تواصل الحرب يعني تشغيل أحد أهم قطاعات الصناعة في امريكا والدول الغربية مصانع إنتاج الأسلحة والعتاد والمستلزمات الحربية والتجهيزات اللوجستية والمواد الغذائية ومايستتبعها ، هذا القطاع تعرض للكساد إبان الحرب الباردة ، بينما يعيش خلال سنوات الحرب ضد الإرهاب إنتعاشا ً نوعيا ً.

* وجود بؤر الإرهاب في الضفة الأخرى من البحر المتوسط ، ومشاهدة نيران الحرب من قبل شعوب وحكومات دول أوربا ، يجعلها في حاجة دائمة الى وجود قوة الدفاع الأمريكية ، بعد ان تقاعدت اوربا عن دورها في شن الحروب الكبيرة .

* استخدام العديد من ساحات الحرب في الشرق الأوسط ، أوراق ضاغطة في صفقات امريكا مع الدول المنافسة مثل ايران وملفها النووي ، او روسيا وملف الغاز ووجودها في سوريا والبحر المتوسط .

بإختصار شديد نقول ان هذه ابرز الدوافع التي تجعل أمريكا تسعى في صناعة عدو ، وأفضل نوعية " عدو " هو من يستطيع ان يتغلغل في شعوب الشرق الأوسط حيث تنتشر وتهيمن الديانات والمذاهب وتتعدد الأثينيات وتنعدم ثقافة المواطنة ويتراجع الوعي والثقافة ، من هنا كانت صناعة " العدو الإسلامي " هو الأكثر جدوى ومنافع في هذا الظرف التاريخي للهيمنة على الشرق الأوسط واكثر من نصف العالم .

ملاحظة : سيجد القارئ الكريم دراسة مستفيضة لهذا الموضوع الإستراتيجي في كتابنا " امريكا والعدو الإسلامي " وهو يتصدى لظاهرة " داعش " . الكتاب قيد الإنجاز .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 29-04-2015     عدد القراء :  2595       عدد التعليقات : 0