الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الطبقة العاملة تمجد عيدها الطبقي والوطني

تحتفل شغيلة العالم بيوم الأول من أيار باعتباره نبراساً اممياً يجمع شغيلة اليد والفكر لتوحيد نضالهم ضد الرأسمال وأحكامه الطبقية المبنية على الاستغلال ونهب قوة عمل الآخرين بهدف زيادة الأرباح وتراكم الثروات، وتُعدُّ الطبقة العاملة الأول من أيار يوماً تضامنيا بتأجيج الصراع من اجل الحقوق المشروعة في الانتماء والتنظيم النقابي وتأسيس نقابات بعيداً عن تأثيرات وهيمنة السلطات الحكومية، ومن هذا المنطلق كانت الطبقة العاملة العراقية سباقة في نضالها الوطني والطبقي وقد شاركت شغيلة العالم في النضال العام نحو تحقيق المطالب المشروعة في تحقيق السلم والعدالة الاجتماعية والخلاص من الاستعمار بشقيه العسكري والاقتصادي ومن اجل الحريات العامة والحريات النقابية وقيام مؤسسات المجتمع المدني، واستطاعت الطبقة العاملة العراقية أن تحرز انتصارات كبيرة بما فيها تأسيس النقابات وتنوع نضالها ما بين العمل السري بسبب الملاحقة والاضطهاد وبين العلنية التي انبثق فيها الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق.

في ظروف ما بعد الاحتلال وسقوط النظام البعثي بدأت لملمة الأوضاع النقابية وقيام نقابات عمالية ومهنية بأمل توحيد الطاقات العمالية من اجل اتحاد نقابي جامع يستطيع قيادة الحركة النقابية وهو هدف لتخليص التنظيم النقابي من حالة الانقسامات والتشتت والضعف لكي يجري اتخاذ القرار النقابي الصحيح بالدفاع عن حقوق الشغيلة المشروعة والوقوف بالضد من أي تدخلات في الشأن النقابي وحرفه عن أهدافه الحقيقية مثلما حدث أثناء فترات سابقة وبالأخص فترة حكم حزب البعث الذي جعل من النقابات عبارة عن يافطات تابعة لأجهزته الأمنية وبقرارات قرقوشية لشق وحدة الطبقة العاملة وفي مقدمتها قرار 150 لعام 1987 الذي حول جميع العمال في دوائر الدولة والقطاع العام الى موظفين، وبهذا ألغى فيه التنظيم النقابي في هذا القطاع الهام، ومع شديد الأسف فان تجربة التجاوز على الحقوق النقابية لم يستفد البعض منها مما سهل إقامة اتحادات نقابية بعضها خاضع تقريباً للقوى المتنفذة وبهذا تجزأ القرار النقابي الذي يحتاج إلى وعي بمتطلبات المرحلة الراهنة وترسيخ مفهوم الوحدة النقابية بتحويله إلى قوة مادية تنهي حالة اليأس والتفرقة إلى حالة من الأمل والعمل باتجاه توحيد الجهود لخدمة الطبقة العاملة العراقية وتوحيد نضال الحركة النقابية للمشروع الوطني والديمقراطي على أساس الدفاع عن الحقوق المطلبية الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية والتخلص بشكل تدريجي واع من حالة التشتت والوضوح برؤيا مستقبل شغيلة اليد والفكر لبناء مجتمع العدالة الاجتماعية ومهماتها الطبقية والسياسية كطبقة وحيدة تهدف من خلال نضالها ليس مصلحة الشغيلة فحسب بل كل الكادحين وأكثرية الشعب العراقي، ومع كل ما ذكر تبقى قضية المرأة العاملة والنقابية وكأنها قضية منسية وهذا ما يحتاجه البرنامج النقابي الوطني والديمقراطي بالتوجه إلى مشاركة النساء العاملات في المهن كافة وتوعيتهن بحقوق المرأة ككل وبحقوق المرأة العاملة المنصوص عليها في الدساتير والاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقيات منظمة العمل الدولية والعمل العربية.

الاحتفال بأول أيار كعيد طبقي وأممي ترجع أصوله لأولئك العمال الذين ضحوا بحياتهم من اجل حياة أأمن ومستقبل أفضل ولهذا فذكراه ستبقى خالدة في ضمير شعوب العالم اجمع.

  كتب بتأريخ :  الخميس 30-04-2015     عدد القراء :  3285       عدد التعليقات : 0