الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سياسة مشينة!
بقلم : محمد عبد الرحمن
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

قيل في المأثور الشعبي ان النار لا تحرق الا رجل واطئها، ذكرني بهذا تصريح المرشح للرئاسة الامريكية  بول رند عن الحزب الجمهوري الذي اعتبر ان "الاطاحة بصدام كان قراراً خاطئاً لأنه (صدام) كان بمثابة حائط صد ضد ايران"، وبيّن أن "الانقسامات بين السنة والشيعة قد تفاقمت بسبب الحرب وحولت العراق الى دولة تابعة لأيران"، لكنه قال ايضاً "لا اؤيد حرباً مع ايران بشأن برنامجها النووي"، واكثر من هذا اعتبر ان "قرار الاطاحة بالقذافي كان في غير محله لأنه وعلى الرغم من حكمه الشرير لكنه كان قامعاً للحركات المتطرفة".

سأترك ما يخص ليبيا الى شعبها الذي ذاق الامرين على يد المعتوه القذافي، وما كشف من جرائم  بعد رحيله اماط اللثام عن موبقات نظامه الذي حكم ليبيا بالحديد والنار.

يبدو ان هذا المرشح الجمهوري ينهل من ذات  المعين الذي ما انفك يغذي السياسية الامريكية، الخارجية منها خاصة، بجرعات من معاداة الشعوب، والتدخل في شؤونها، وتسخير كل شيء لمصلحة امريكا وحدها لا غير، ولتذهب شعوب الارض الى الجحيم.

وعلينا تذكير هذا الـ "بول" بان شعبنا دشن معارضته للنظام المقبور ونضاله ضده، بما فيه المسلح، وقدم  قوافل من الشهداء، عندما كنتم تتمتعون بافضل العلاقات معه، وتقدمون المساعدات السخية له، وتغذون ماكنته الحربية، انتم وحلفاؤكم كي تستمر محرقة الحرب، التي لم تكن هناك مصلحة لشعبنا والشعب الايراني الجار فيها، فابناء الشعبين كانوا وقودا لها وخربت ما جرى بناؤه بكدح وعرق المواطنين واموال البلدين.

لا احد ينكر ان النظام المقبور بسياسته الرعناء ووحشيته وقمعه للشعب، هو افضل من خدم  مصالحكم، ليس اليوم فقط، بل هذا ديدن البعث العفلقي منذ 1959 واشتراككم الفعلي في كل المؤامرات القذرة ضد ثورة تموز 1958، اليس كبير العفالقة هو  القائل: "جئنا بقطار امريكي" في 1963 الاسود.

لا اعرف هل اطلع وسمع هذا المرشح عن جرائم حزب البعث العفلقي والمجرم الطاغية وما ارتكب من مجاز! وهل ان المكتشف لحد الان من المقابر الجماعية، لا يوفر دليلا لهؤلاء الذين لا يرون الا مصالحهم الانانية الضيقة ؟

ليس لشعبنا مصلحة لا في السابق، ولا في الحاضر في ان تتواصل حالة العداوة والبغضاء بين شعبي العراق وايران، اما ان الامور لم تسر بعد التغيير في 2003، بما يرسي علاقة متينة تقوم على حسن الجوار والمصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين واحترام السيادة وارادة الشعبين، فهذا امر آخر يتحمل مسؤوليته بدرجات متفاوتة المتنفذون في البلدين، ولكنه لا يجعلنا في اي حال نترحم على الدكتاتور صدام، فهو قد استقر في جحر غير ماسوف عليه.

ويبدو ان المرشح بول رند قد تناسي او نسي او هو غير متابع لسياسات الادارت الامريكية السابقة، وكيف انها فرضت الحرب كطريق وحيد، وواصلت حماقاتها بفرض الاحتلال والحؤول دون نقل السلطة مباشرة الى العراقيين بعد 9 نيسان، والسياسة الامريكية هي المسؤولة اساسا عن  تقسيم بلدنا الى "مكونات" بدل من المواطنة العراقية، فهي فعلت ذلك منذ مؤتمر لندن للمعارضة العراقية وجسدته على الارض بممارسات سلطة الاحتلال وفرضها المحاصصة المقيتة التي استمرأها البعض من العراقيين لمصالحه الانانية، وما زلنا ندفع الثمن الباهض لهذه السياسية الحمقاء، بما فيها ما يشير له الان مشروع قرار جديد يوزع المساعدات الامريكية   بهدف محاربة داعش على اساس "المكونات" والتعامل مع العراق كاجزاء مفككة، ومصادرة وحدته واستقلاله، وهذا المشروع يستغل على نحو  مشين حاجة بلدنا الى المساعدة في مكافحة الارهاب وداعش.

ايها السيد بول رند.. اتمنى ان لا تحرز اي تقدم في حملتك الانتخابية، كي لا ترى افكارك الشيطانية النور.

ويبقى السؤال: هل لا زال البعض يستكثر علينا ان نسمي مثل هذه الافكار والمشاريع الجهنمية بانها امبريالية؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 04-05-2015     عدد القراء :  1875       عدد التعليقات : 0