الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تكبـيييييييييييببر

خلال حوار معه في برنامج «البيت بيتك» الذي يقدمه الإعلامي عمرو عبد الحميد عبر فضائية «TEN» قال د.شوقي علام، مفتي الديار المصرية: إن ما تقوم به الجماعات الإرهابية من عمليات إجرام وقتل وسفك للدماء إلى جانب الفكر المتطرف، يعكس صورة مشوهة للدين الإسلامي.

ومع كلام الشيخ الدكتور المفتي، تذكرت ايفان بافلوف (١٨٤٩ - ١٩٣٦) الحائز عام ١٩٠٤ على جائزة نوبل في الطب. وهو عالم روسي مختص بوظائف الأعضاء، وتعد نظريته «الاستجابة الشرطية» من أشهر أعماله.

عمل أستاذا ورئيس قسم الفيزيولوجيا بالأكاديمية الطبية العسكرية في موسكو حتى عام 1924 فضلا عن عضويته في أكاديمية العلوم منذ عام 1907، وهو مؤسّس الدراسات التجريبية الموضوعية للنشاط العصبي الأعلى (أي السلوك) عند الحيوانات والإنسان، مستخدماً منهج المنعكسات الشرطية واللاشرطية. كما اشتهر بالكشف عن «إفراز اللعاب نفسيا».

اكتشف بافلوف عملية الاشتراط في تجاربه الشهيرة مع الكلاب في نهاية القرن التاسع عشر. فمن المعروف أن الكلب يسيل لعابه عند تقديم الطعام له كردّ فعل طبيعي. وقد اكتشف بافلوف أن كلابه يسيل لعابها بمجرد سماعها صوت أقدامه عند الباب. فاستنتج من ذلك أن الكلاب تربط بين ظهوره والطعام، حتى إذا لم يقدم لها هذا الطعام.

بعد ذلك الاستنتاج قام بافلوف بإجراء تجارب على الكلاب في ثلاث مراحل. في المرحلة الأولى أعطاها طعاما وقام بقياس كمية اللعاب في فمها. في المرحلة الثانية قام بإسماعها صوت جرس قبل تقديم الطعام. وكرر هذه العملية عدة مرات. في المرحلة الثالثة قام بإسماع الكلاب صوت الجرس بدون تقديم طعام، فلاحظ أن صوت الجرس وحده تسبب في إسالة لعاب الكلاب، توقعا منها أن الطعام قادم.

الآن جاء داعش فأثبت بشكل نازي إجرامي صحة نظرية بافلوف. ولم تكن هناك تجربة بل مجزرة، ولم تجر على الحيوانات بل على البشر، لا بل على أرق البشر وأكثرهم ترافة.

«جيلان»، طفلة عراقية ايزيدية عمرها 4 سنوات، من أهالي قرية «كوجو» في سنجار، شاهدتْ المجازر التي حدثت بحق أهل القرية، ومن ضمنهم جميع أفراد عائلتها.

بعد مرور شهر على المجزرة، تمكنت جيلان من الهرب مع عوائل أخرى، وعاشت ببراءتها ورجفاتها وانشداهها مع أقربائها في مخيم «خانك» بمحافظة دهوك.

ظلت جيلان في المخيم ترتعب كلما سمعت صوت الأذان «الله اكبر» وتسارع للهرب نحو العراء مذعورة وهي تقول لأطفال المخيم: (إهربوا .. سوف يقتلونكم).

ومن باب التخفيف عنها ارتأت العائلة التي تبنتها الانتقال إلى ناحية سرسنك القريبة لإبعادها عن أجواء الخيم والنازحين.

لكن هناك، في المصيف الهادئ، لم يكن الحال أفضل، فجيلان كانت تهرب نحو الجبل كلما سمعت صوت المؤذن يردد من الجامع القريب : «الله اكبر».

صدق بافلوف، وصدق مفتي الديار المصرية، وكذب داعش والفاشيون الوحوش.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 06-05-2015     عدد القراء :  2550       عدد التعليقات : 0