الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
دي ان اي عزت الدوري ... وين صار

قبل اسابيع قليلة طرق سمعنا ان قوات الحشد الشعبي قتلت المجرم عزت الدوري ، واعربت الحكومة على لسان وزارة الصحة تسلمها لجثمانه لفحص الـ دي ان اي ، على اساس ان هذه الحروف الثلاثة والتي هي بالانكليزية ( D N A) تمثل هوية الشخص البايولوجية.

ورغم اننا نعرف ان الحشد الشعبي وحكومتنا الوطنية لا علاقة لهم بالـ دي ان اي ، لانهم ببساطة لم يكتشفوه او يخترعوه ، فهو ليس كعك السيد او باجة الحاتي او شربت الحاج زبالة ، باعتبار ان هذه الاشياء الثلاثة منتجات عراقية صميمة ، لا يستطيع احد تقليدها ، فكعك السيد اشتهر بطعمه اللذيذ ، بنوعيه كعك ابو الدهن وكعك ابو السمسم ، خاصة عندما يؤكل مع شاي سيلان في ساعات العصر بعد قيلولة الظهر، ولذلك خط فرن الكعك على واجهته اللافتة التي تعلن ان كعك السيد ماركة مسجلة ولا يوجد له اي فرع آخر .

اما باجة الحاتي ، فهي الاكلة الاشهر في بغداد منذ منحها الله هبة النار الازلية التي انبعثت من حقول نفط بابا كركر ، فاستطاع الانسان العراقي طبخ ما تيسر له من ماعز واغنام ، واشتهر باكلة الباجة ، حتى هدى الله الحاتي لافتتاح اشهر مطعم باسمه الشخصي في شارع الشيخ عمر ، يقدم فيه رؤوس الاغنام المسلوقة مع الخبز الثريد ليشبع به اصحاب المزاج الحميم وطقوس السهرات الليلة ، وعلى الاخص ممن دبت الحميا برؤوسهم المليئة باغاني ام كلثوم وابوذيات داخل حسن .

اما شربت الحاج زبالة فهو الاشهر بين المشروبات التي لا تسطيع شركة البيبسي كولا او الفانتا او سينالكو منافسته ، فقد تربع على عرش شارع الرشيد بشربته وصمونه وقطعة الجبن اللذيذه ، وقد كشف سرا في التلفزيون حين اعلن ان الزبيب الذي يصنع منه الشربت يجلبه من كردستان ، ولو كان اعلن ذلك في عهد ابن العوجة لكان اصبح شربته الزبيبي في خبر كان .

على ان اكبر منافس لشربت الحاج زباله هو جبار ابو الشربت الذي اشتهر في شارع ابي نؤاس يبيع عصير الرمان ، وقد اطبقت شهرته سماء بغداد لولا ان نافسه في السنوات العجاف مشروب قادم من ديالى وبالذات من مدينة هبهب ، وهو العرق الشهير المسمى عرق هبهب .

و قد ذاق اهواله كل من اطمأن الى اعناب وارطاب ديالى والهويدر وجديدة الشط ، حيث يصنع العرق الماستكي بالطشوت ويشحن الى بارات بغداد ليعب منه كل من جزع الحياة في ظل حكومة السلطة الصدامية ، وليتخلص من همومه ومن اثقال العيش باسرع طريقة . فقد صرع الناس بقوته واشتهر باسماء اخرى منها عرق ابو الكلبجة ، على اساس ان شاربه يرتكب ما لا يغفر له فتعتقله الشرطة ويقبع مقيدا بالقيود – الكلبجة – في السجن .

الان وبعد ان شطح بنا الخيال نحو نتاجات صناعتنا المميزة التي لا يستطيع الغرب منافستنا فيها ، نسأل حكومتنا ، وبالذات وزارة الصحة اين دي ان اي المجرم عزت الدوري ..؟

ألم تعدنا الحكومة ووزارتها وصحتها – رغم عدم وجود صحة صدور لديهم ولا صحة بطون – بانه خلال اسبوعين سيؤكدون خبر مقتل المجرم عزت الدوري !!!

ولكي لا ندع الحكومة في حيص بيص .. سنعينها على تناسي الامر ، وطمطمة الموضوع ، بشرط ان تمنح المواطنين مكرمة مثل مكرمات بطل العوجة ، دجاجة بريطانية حلال في شهر رمضان القادم ، او كيلو عدس كندي ، او مائة دولار امريكي عيدية في عيد رمضان .

فان اقتراحنا للحكومة ان تعلن اختطاف جثمان عزت الدوري من ثلاجة الطب العدلي التابع لوزارة الصحة ولهذا السبب تتحمل الوزارة اثار هذه الجريمة و تعلن الدولة اقالة وزير او وزيرة الصحة وكان الله يحب المحسنين .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 06-05-2015     عدد القراء :  4167       عدد التعليقات : 0