الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
التسليح وشرطة الرمادي وورطة العبادي
بقلم : حسن الخفاجي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

نفذ السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي لساسة السنة كل ما طلبوه ، حتى انطبق عليه  بيت الشعر الشعبي "الدارمي" الذي يقول:

" للخوه ما خليت شي ما كَضيته ***** حتى الصخرة يا ناس اتوسديته".

في أوج انتصارات الحشد الشعبي في تكريت اجبر الساسة السنة السيد العبادي على إخراج الحشد من تكريت، لينقذوا المحاصرين من الدواعش وليكملوا مخططهم بالدخول إلى مصفى بيجي. مع ذلك لم يمانع السيد رئيس الوزراء من سحب الحشد  الشعبي من تكريت!

طالب الساسة والنواب السنة بتغيير القيادات الأمنية في مدنهم. استجاب السيد العبادي، واستبدل قائد عمليات الانبار الشيعي رشيد فليح وجاء بآخر سني،  واستبدل قائد عمليات الجزيرة والبادية الشيعي ضياء كاظم دنبوس الساعدي وجاء بآخر سني هو ناصر الغنام. قائد عمليات صلاح الدين الشيعي الذي حقق مع الحشد النصر في تكريت عبد الوهاب الساعدي استبدل بالسني جمعة عناد الجبوري، كذلك قائد عمليات الموصل نجم الجبوري هو سني أيضا

.

قادة السنة ومجلس محافظة الانبار ومحافظها ما انفكوا يطالبون بتسليح شرطة وعشائر الانبار. نفذ السيد العبادي ذلك، حتى انه ظهر في فديو يسلم البنادق ويسحب الأقسام. بعد كل عملية تسليح كبيرة وبأسلحة نوعية لشرطة الانبار  يعاد سيناريو هجوم  داعش وهرب الشرطة وتركهم الأسلحة والآليات وصناديق الذخيرة هدية ثمينة لداعش، في كل مرة بعد تحرير المحافظة يعاد سيناريو العفو عن الشرطة وتكررت السيناريوهات وتلام الحكومة، علما ان قادة شرطة الرمادي أول الهاربين في كل مرة يلحقهم الشرطة.

علما ان حكومة السيد المالكي سلّحت عشائر الانبار وشرطتها بأكثر من سبعين ألف قطعة سلاح جلها تسربت إلى داعش.

أصر ساسة السنة ممثلين بكل قياداتهم مضافا إليهم فرقة حسب الله  من الساسة وكرحوتهم بالعزف وتكرار غناء أنشودة: "الحشد الشعبي ممنوع من الدخول إلى الانبار". قبل يوم من سقوط المحافظة كانوا والسفير الأمريكي في بيت سليم الجبوري لهذه الغاية.

واظب السيد العبادي على تلبية كل مطالب ساسة السنة إلى ان وصلنا لحالة خراب الانبار، التي تماثل خراب البصرة قبل وبعد إطاحة صدام

.

لا اعرف مصدر معلومات  السيد رئيس الوزراء وعلى إي معلومة ومشورة أمنية واستخبارية وعسكرية استند، حين توعد داعش بساعات لينجلي الأمر لصالح قواتنا  في الرمادي . الذي اعرفه ان السيد  العبادي يستقي معلوماته من السيد وزير الدفاع  والسيد وزير الدفاع متفرغ للزيارات والمقابلات  في وسائل الإعلام واصطحاب الإعلاميات والإعلاميين ! .

متى يتفرغ السيد وزير الدفاع لممارسة مهامه  في الوزارة  كي يعطي السيد العبادي مشورة  صحيحة ؟.

كان خرقا امنيا بسيطا لجزء من أطراف مدينة الرمادي حينما اطل السيد رئيس الوزراء وورط نفسه حينما قال في خطابه يوم ١٥ /٥ / ٢٠١٥: "إن داعش لم يعد يستطيع تجميع أعداد كافية من المقاتلين في الداخل والخارج ، وان الحواضن المتبقية قد تخلت عنهم" . الكارثة كانت حينما توعد الدواعش قائلا :  "وفي الساعات القليلة المقبلة تنجلي الحقيقة لصالح قواتنا واهلنا في الانبار العزيزة بصمود وثبات قواتنا المسلحة والمخلصين من ابناء الانبار ويتجرع العدو هزيمة منكرة بعد سلسلة هزائم المواجهات السابقة."

الساعات القليلة التي توعد بها السيد العبادي بحسم امر الخرق ضاعت فيها كل الرمادي !.

على السيد رئيس الوزراء ان يدقق بمصدر معلوماته العسكرية قبل إطلاقها كي تحظى خطاباته بالمصداقية عند الشعب .

على السيد رئيس الوزراء ان يدرك ان جميع من أعتمدهم وتعامل معهم كشركاء ، لم يريدوا الخير والنجاح له أو للوطن. لقد تنصل وزير الدفاع في لقاء سابق من تحمل مسؤولية  الفشل حينما قال :"لست انا  المسؤول عن القيادة المشتركة السيد رئيس الوزراء مسؤول عنها".

يا سيادة رئيس الوزراء التاريخ لا يرحم ، وستكون أنت أول من يحاسب ويلام. ها أنت تشرك الحشد  بعد ضياع الانبار. كم توسل بك وطالبك شيوخ عشائر يقاتلون داعش على ارض الانبار بدخول الحشد الشعبي بعد لقائهم بك, قادة الحشد طلبوا منك ذلك ، وطلب الكتاب والإعلاميون الوطنيون منك ذلك لكنك آثرت تلبية طلب النجيفي وسليم الجبوري وكرحوت ومن يساندهم من الخارج، ولم تستمع لطلبات ونصائح النجباء من العراقيين ، لقد اعتمدت على من ضللوك وضعت وضيعت الانبار .

رجاء لا تعيد في خطاباتك القادمة مقولات الحرب سجال وصولات وجولات وغيرها من التبريرات ، لأنك ومن اعتمدت عليهم كنتم سببا في نكسة الانبار.

أتمنى ان يكون درس سقوط الانبار عبرة للسيد العبادي ليعتبر ويصّم آذنه عن سماع من بانت أجنداتهم. هؤلاء سيفشلون كل  المنجزات، مثلما اثاروا الزوابع ليفرغوا نصر تحرير تكريت من محتواه .

أتمنى ان تكون لدغة سقوط الانبار درسا يتعظ منه  السيد العبادي ويبدأ باتخاذ خطوات لتصحيح المسار وتغيير المسببين للهزائم والكوارث ومن يتعمدون تضليله .

قال احد الحكماء :"صاحب السلطة يصدق التملق بسهولة ، وينسى النفاق بسرعة ، ويكره النصيحة دائما "

hassan.a.alkhafaji@gmail.com

الاثنين 18  5  2015

  كتب بتأريخ :  الإثنين 18-05-2015     عدد القراء :  2268       عدد التعليقات : 0