الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
طريق الخلاص
بقلم : ابراهيم الحريري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

   حسب ناطق باسم البنتاغون فان القوات المسلحة , كل القوات المسلحة , التي كانت موجودة  في الرمادي وقت دخول داعش  لم يكن ينقصها شئ لا من حيث العدد ( اربعة او خمسة اضعاف ان لم يكن اكثر  عدد المهاجمين ) و لا من حيث العدة  ( الهمفيات و الهمرات و المدرعات  الخ )...

   في اللحظة الحاسمة هرب القادة لعلّه بسبب " الط...و ز " !, تبعهم المراتب و الجنود اما " الجبّخانة "  ( العتاد )  فبات من نصيب  داعش. ...

   كيف حدث هذا  ؟ حسب الناطق العسكري الأميركي : السبب ان الجيش العراقي  ( في الرمادي ) لم يكن يملك الأردة على القتال .  و هذا لا يمكن تصديره من واشنطن ,  بالعربي الفصيح كان ارادة "يوك او سز"

   و هذا صحيح!

   لكن امرا واحدا , تفصيلا صغيرا , غفل عنه ( الخالق ) الناطق الأميركي وهو ان الأدارة الأميركية التي شنت الحرب على العراق بدواع ثبت تهافتها ( تدميرألأسلحة الكيمياوية للنظام ثبت انها لم تكن موجودة الا في مخيلة  د. احمد الجلبي و خبيره العالم الكذاب اللآجئ الى المانيا الغربية - اعترف فيما بعد انه اخترع الأدلة ) و ان هذه الحرب التي ساعد على اشعالها صدام حسين بغروره و حماقته و جنون العظمة لديه ) أدت الى تدمير الدولة العراقية , و البنية التحتية العراقية و تفكيك الجيش العراقي و من ثم حله .  و ليس اسقاط نظام صدام حسين , فقط . و بدل مساعدة القوى الوطنية العراقية على اعادة بناء الدولة على اسس  عصرية مدنية ديمقراطية . اعلنت العراق بلدا محتلا من قبل القوات الأميركية و تولّت هي , و هي وحدها , اعادة بناء الدولة الجديدة و مؤسساتها . بما فيها الجيش و القوات الأمنية الأخرى ,  و الأدارات المدنية بما فيها , مجلس الحكم , ليس  على اساس وطني  بل عملت على ارساء نظام المحاصصة و جيش المحاصصة و ادارات المحاصصة , و سلمت الحكم الى من عمل على تكملة ما بدأته سلطة الأحتلال...

   و هكذا نشات لدينا دولة  بكل مؤسساتها  , بما فيها الجيش , من السماسرة و النهّابين و المرتشين و الطائفيين , عديمي الذمة و الضمير..

   و بدل مراكمة الخبرات الوطنية و العلمية في كل اجهزة الدولة , بما فيها الجيش , عملوا  , بكل السبل على  " تهجيجها" و مراكمة دوائر الدولة بالجهلة و انصاف الأميين , من جهة , و مراكمة المال الحرام , السحت , المليارات , في البنوك  الأجنبية , و بناء و شراء العمارات و الفنادق في  مختلف البلدان , و خصوصا في بلدان " الكفر و السفور  و الخلاعة و التهتك و الخمور و الملاهي القمار , و العياذ بالله " !  

   فمن اين ستأتى للقوات المسلحة , الأرادة على القتال , اذا كان هؤلاء هم حكامها  و قادتها .

   لقد ساعدت ادارة الأحتلال الاميركية و النظام الطائفي الفاسد المتهرئ الذي ارسته , على تمهيد السبيل لنشوء داعش و انهيار الجبهات  العسكرية الواحدة تلو الأخرى  , و هي , هي كلها المسؤولة عن انهيار  ارادة القتال لدى القوات المسلحة و كل الكوارث التي حلت , و ستحل بالبلد.

   الأرادة الوطنية لا تصّدر من واشنطن و لا من اين بلد او مكان آخر  لا في سوكَ مريدي و لا في اي سوكَ اخر يزوّد الكثير من السياسيين  بشهادات الخبرة و التخرج و ربما حسن السلوك , بل تبنى بناءً و من قبل سلطة وطنية  وعلى اساس برنامج و طني ديمقراطي لأعادة بناء الدولة بكل مؤسساتها , بما فيها القوات المسلحة , و هذا ما لا يمكن ان يحققه سياسيّون  مشغولون بتسعير الهذيان الطائفي  و طقوسه المغروسة في الماضي السحيق و تجهيل الناس حتى يتاح لهم استثمار كل ذلك لأدامة نظامهم , بدل نشر الثقافة الوطنية العلمية المدنية المنفتحة على المستقبل.

   و لن يتحقق ذلك بالمناشدات و التمنيات , بل بخلق القوة الضرورية لتحقيق ذلك , بفضح كل مظاهر الفساد و رموزه , كل من اضعف و يضعف قدرات البلاد , على كل صعيد  , و يعمل على تبديدها و تدميرها . لن يتحقق ذلك الا بالتوجه الى الناس , اصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير,  و العمل معهم و بينهم , بدل اشاعة الأوهام حول قدرة الطبقة السياسية الفاسدة على الخروج بالبلاد من الأزمات التي قادتها - اي هذه الطبقة – اليها ...

   لن يتحقق ذلك الا بتنمية الأرادة على العمل و مواجهة الصعاب  و تحديها , حتى لو كلّف ذلك بعض الخسائر ,  الا ان ربحنا سيكون في بناء ارادةٍ يثق بها الناس  و بقدرتها على مساعدتهم على تلمّس و اتباع طريق التغيير

   لن يكون الطريق الى ذلك هيّنا و لا سهلا  لكنه الطريق الوحيد للخلاص ...

   و الاّ  فالدمار !

  كتب بتأريخ :  الإثنين 25-05-2015     عدد القراء :  1875       عدد التعليقات : 0