الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
للشوارع أسماء....للشوارع معنى

  "1"

تتفتح خيوط صباح حلمك مثل تفتح وردة نرجس جبلية وهي تبتسم بكل عطرها لأشعة شمس الصباح، هكذا هو الحلم حين يكون جميلا، وها انت ترى حلمك يزف بشائره على عينيك، لا من حيث أسطورة حب ترفرف بجناحيها على مقلتيك بل من حيث انتصار لدم رفاقك الشهداء، تلك الأرواح الحالمة بالجمال والطامحة لبناء وطن من بنفسج والباذلة دمها من أجل ما تؤمن به من قيم وأهداف، فلا أقل من أن نمنح هذه الأرواح بعض الشموخ الذي يضاف إلى شموخهم، ولا أقل من أن تكون أسماءهم شواهد حب لكل الأجيال التي يعني لها حب الوطن والتضحية في سبيله، لأنها أرواح أرادت أن ترتقي مع خيوط الشمس فكان استشهادها أحد هذه السبل.

"2"

تحاول أن تتذكر تلك الأماكن التي أُهدرت فيها دماء الشيوعيين العراقيين، تـُعدد أسماء السجون على مر تاريخ الأنظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق منذ تأسيس الحزب، والساحات التي نـُصبت فيها المشانق لهم، والأقبية السرية التي فاضت فيها أرواحهم، والمقابر الجماعية التي دفنوا فيها أحياء، ومرتفعات الجبال والوديان في كردستان العراق، والأنهار التي رُميت فيها جثثهم، مثلما تتذكر كل الوجوه الكالحة التي قامت بتعذيبهم وإصدار قرارات إعدامهم، كل بقعة بهذا الوطن تفوح بعطر دماءهم لأنهم أحبوه ولأنهم أرخصوا أرواحهم من أجله.

"3"

يستنزفك الفرح حد الدمع الذي أغرورقت به مقلتيك، وأنت تقرأ خبرا عن تسمية شوارع بأسماء رفاقك الشهداء، تشعر أن هناك من أنصف هذه الأرواح وأنصف تضحيتهم، وتعرف من أن الضمير الوطني لا يموت في نفوس من يـُقدر ويـَجـلُ هذه الأرواح، فما دام في وطننا العراق حب للحياة يعني ان هناك فرح قادم لا ريب، فرح يعتمد على تثمين تضحيات المخلصين من ابناء هذا الوطن.فيمنحون الشوارع أسماء الشهداء لكي يكون لهذه الشوارع معنى.

"4"

مدينة النجف تسبغ أسماء الشهداء الشيوعيين العراقيين إلى شوارعها، وهذا مفخرة للمدينة وشرف للذين ناضلوا من اجل ذلك واحتراما لمن نفذ، فقد سبق لهذه المدينة أن قامت بتسمية الخالد سلام عادل على أحد شوارعها، وها هي تضع أسماء حسن عوينه، وحسين الشبيبي ونرجس الصفار على شوارع أخرى، وقد قامت قبلها مدينة اربيل ومدينة كويسنجق بذلك، ولكن يبقى السؤال المهم لجميع مجالس محافظات الوطن، ألا يحق للشهداء الشيوعيين العراقيين أن تسمى بعض المراكز الثقافية والشوارع بأسمائهم؟ أو أن يكون في كل مدينة شارع باسم " شارع الشهداء الشيوعيين"

"5"

ليس لنا حين نمرُ بشارع يحمل اسم شهيد شيوعي غير أن نقول

لنصمت ونسير بخفر

هذا الشارع

يحمل أسم شهيد شيوعي

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 17-06-2015     عدد القراء :  3222       عدد التعليقات : 0