الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لعراق : \"سقوط الموصل\" في الميزان..!!

          لقد مر عام على "سقوط" الموصل، وتداول أمر السقوط وحده، كان كافياً ليعكس للقاريء، طبيعة الحرب التي يخوضها العراق، وكيف أن سقوط الموصل فيها؛ لا يمثل مجرد معركة خسرها الجانب العراقي، وهو في وارد إستعادتها، بل هي حالة إكتنفها الغموض وألقت الكثير من الشكوك بظلالها عليه؛ فهو حدث ليس كغيره من الأحداث؛ أما كيف ولماذا سقطت الموصل في تلك "الحرب"، فهي وحدها تظل إشكالية معقدة، في كل جوانبها السياسية والأمنية والمهنية، إشكالية تتطلب الإجابة عليها، والوقوف أمامها بكل مسؤولية وإهتمام تأريخيين، إلتزاماً وطنياً من قبل الجميع..!؟ (1)

       حسناً فعل البرلمان العراقي، حين إتخذ قراره بتشكيل لجنة خاصة برئاسة النائب السيد حاكم الزاملي، رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، للبحث والتحقيق في تفاصيل الحدث المذكور، والخروج بتقييم مناسب وواقعي للأسباب والعوامل التي تقف وراءه، في نفس الوقت تحديد حجم الحدث، وتثبيت كل من كان في وارد المسؤولية..!

       إن المسؤولية التي أناطها البرلمان بتلك اللجنة، تتبلور في حجمها وأهميتها، بما يعادل حجم الحدث نفسه، وأهميته التأريخية، وبالتالي فهي تستحق كل الدعم والمساندة، من قبل كافة السلطات التنفيذية والقضائية، ومن قبل المواطنين بلا إستثناء؛ ولعل ما يميز تلك اللجنة عن غيرها من اللجان، التي سبق وأنيطت بها مسؤوليات تحقيقية، كونها، وهو ما يفترض فيها، بأنها ينبغي وقبل كل شيء، أن تتميز بالحيادية، وان تتمتع بصفتها الرقابية، لخصوصيتها البرلمانية؛ وبقدر ما يهمها، وما ينبغي منها التوصل اليه في كشف الحقيقة، بقدر ما ينتظره الشعب منها، من الكشف عن بواطن الأمور، وتسمية الأشياء بأسمائها، ووضع النقاط على الحروف، وتسهيل مهمة القضاء في تحديد مسؤولية المتسببين في الكارثة وتداعياتها السلبية..!

       ولعل فيما تعرضت وتتعرض له اللجنة التحقيقية من ضغوط، ومن مختلف الإتجاهات، وفقاً لما أعلنه السيد رئيس لجنة الأمن والدفاع، ورئيس اللجنة المختصة بالتحقيق بالحدث، من الدلالة والإهمية، ما يعكس حقيقة ذلك الغموض الذي إكتنف الحدث، حيث تجلى فيه، الكثير مما يلقي الضوء، على طبيعة تلك الإشكالية المعقدة للحدث، ويكشف صفحة جديدة، من تأريخ وتناقضات العملية السياسية، وطبيعة الصراع الدائر بين أطرافها المختلفة، ناهيك عما يعنيه ذلك الضغط على نشاط اللجنة التحقيقية البرلمانية، من دلائل تشير الى سعي أوساط معينة، الى طمس حقيقة الحدث والأهداف المتوخاة من وراءه، والتغطية على حقيقة الجهات الضالعة في التخطيط والتنفيذ والمساعدة، وإخفاء كل ما يمت بصلة الى كشف الحقيقة، في محاولة الى حرف التحقيق، ومحاولة البعض من تلك الجهات، "الدفاع كمحامين عن أسماء بارزة تسببت في سقوط الموصل،" على حد قول رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، ورئيس اللجنة التحقيقة، السيد النائب حاكم الزاملي..!!؟؟(2)

       وإزاء ما تقدم، يصبح من السابق لأوانه، التعليق على ما ورد في المؤتمر الصحفي للسيد رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، ورئيس اللجنة التحقيقية بأحداث الموصل، النائب حاكم الزاملي، زيادة على ما تقدم، وقبل إطلاع مجلس النواب على حيثيات التقرير المرفوع من قبل اللجنة التحقيقية، الى رئاسة البرلمان والإستنتاجات التي توصلت اليها وتوصياتها بهذا الشأن، وكل ما يتعلق بطبيعة الأسئلة التي وجهت الى بعض المسؤولين ممن إختصتهم اللجنة بها، وطبيعة أجوبتهم عليها، وهو ما أوعد السيد رئيس اللجنة النائب حاكم الزاملي بإطلاع الشعب على حيثياته فيما بعد؛ لما في ذلك من أهمية بالغة في التقدير الموضوعي لحدث سقوط الموصل، من الناحيتين السياسية والأمنية، وما قد يترتب عليه من قبل الجهات المعنية، من إجراءات إدارية أو قضائية عند اللزوم..!

       إن الجهد الكبير الذي بذلته اللجنة، خلال خمسة أشهر من العمل البحثي والتحقيقي المتواصل، وفي ظل ظروف ضاغطة، كما جاء على لسان السيد رئيس اللجنة، وحده كاف ليعكس ما يعنيه سقوط الموصل المدوي، من أزمة خانقة وخطر داهم يحيقان بالعراق..!!

       (1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=427035

       (2) https://www.youtube.com/watch?v=gx7bpxG5XLA

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 17-06-2015     عدد القراء :  3069       عدد التعليقات : 0