الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
عامٌ مضى دامياً

   يوم الأربعاء الماضي , العاشر من حزيران الجاري , اتصل بي الصديق سكرتير الأتحاد الديمقراطي العراقي في اميركا , ليبلغني ان هناك امسيةً استذكاريةً يوم غد الخميس , بمناسبة مرور عام على استيلاء عصابات داعش المجرمة على الموصل الجريحة , ونريد منك مساهمة ( قصيدة ) للمناسبة . قلت يا اخي ان الشعر ليس مقالة , يجلس الكاتب في اي وقت ليكتبها , الشعر لا يكتب بهذه الطريقة . واعتذرت عن المساهمة . فرد علي ان اسمك أُدرج في البرنامج وأُعلن , واضاف مستدركاً , حتى لو كانت من قصائدك القديمة .... قلت , سأُحاول .. تصفحت أوراقي علَّي أجد شيئاً مناسباً , فلم أجد . ومرت الساعات ثقيلةً حتى أواخر نهار الأربعاء , دون ان اكتب شيئاً ,,, بعد منتصف الليل تمكنت من كتابة اربعة أبياتٍ لم اقتنع بها . كان التعب والأرهاق العصبي قد اخذ مني مأخذاً كبيراً ,, استسلمت لنوم قلق متقطع , لأستيقظ صباح الخميس , ولأعاني آلام وانفعالات وقلق هذا المخاض العسير . وكانت زوجتي , وهي التي اعتادت على مثل هذه الساعات معي , قد ابعدت عني اجهزة الهاتف النقال والأرضي , وحاولت قدر استطاعتها , ان لا تصدر صوتاً مهما كان .... عند الساعة الرابعة عصراً ناديتها , لأقرأ لها ما انجزت , ولأسمع ملاحظاتها الدقيقة , والتي آخذ بها في معظم الأحيان , فكانت هذه المقطوعة غير المكتملة .

   عامٌ مضى دامياً , والجرحُ نغّارُ

   ومجدُ آشورَ والتاريخُ ينهارُ

   عامٌ مضى دامياً , تحكي جرائمَهُ -

   الحدباءُ والديرُ والناقوسُ والدارُ

   أمُّ الربيعينِ , مَنْ أدمى محاجرَها ؟

   وكيف كفنَها الطاعونُ والعارُ ؟

   باعوكِ يا نينوى , باعوا رجولتَهمْ

   باعوا ديانتَهمْ , فالدينُ دولارُ

   باعوا ضمائرَهم , فالسوقُ رائجةٌ

   وساسةُ اليومِ , بيَّاعٌ وسمسارُ

   باعوا حليبَ امهاتٍ , لو علمنَ بما

   يجري , لأرضعنَ ذئباً , وهو غدارُ

   تجارةُ الموتِ والأوطانِ مهنتهمْ

   لا باركَ اللهُ فيهمْ حيثما صاروا

   ****

   أُمَ الربيعينِ أدري انهمْ جاروا

   وإنهمْ في طريق الشرِ قد ساروا

   وإنهمْ عُتمةُ التاريخِ , أرذلُهُ

   من قعرِ أيامِهِ السوداءِ طُفارُ

   وجُرحُكِ النازفُ المألومُ تنكأُهُ

   في كلِ يومٍ حكاياتٌ وأخبارُ

   هذا يقولُ : انسحبنا دون معركةٍ

   لأنَّ " قائدَنا الصنديدَ " أمَّارُ

   قالَ , اتركوا كل شيئٍ فالضيوفُ لهمْ

   حقٌ علينا , فهم أهلٌ وخطارُ

   قالَ اكرموهمْ سلاحاً فوقَ طاقتِهمْ

   فالذئبُ هيبتُهُ نابٌ وأظفارُ

   وأكرموهمْ سبايا , إنَّ أحقرَهمْ

   يحتاجُ سبعينَ أُنثى وهو يختارُ

   وقالَ رفقاً ببيتِ المالِ , فهو لهمْ

   أجدادُهمْ أورثوهم حينما غاروا

   القادةُ الصيدُ , فرَوا قبلَ جندِهمو

   و" السيدُ العام ُ" في الخضراءِ محتارُ

   كأنهمْ في سباقِ الخيلِ , كلُهمو

   يعدو , وأنَّ طريقَ العارِ مضمارُ

   *****

   أُمَ الربيعينِ , لكنَّ العراقَ لهُ

   رأيٌ وسيفٌ , على الباغينَ , بتارُ

   هبَّتْ جموعُ العراقيينَ رافضةً

   ان يمسخَ الأرضَ والتاريخَ أشرارُ

   وأنْ يفرقَهمْ دينٌ وطائفةٌ

   ويستمرَ على إيذائهمْ جارُ

   أمَّ الربيعينِ صبراً , فالنشيدُ علا

   لبيكِ يا نينوى , لبيكِ أنبارُ

   لبيكَ يا صدرَ أُمي , لن تعادلَهُ

   كلُ العوالمِ لو مستْهُ أضرارُ

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 17-06-2015     عدد القراء :  3120       عدد التعليقات : 0