الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
\"وي.. وي\"

ذهب السيد ابراهيم الجعفري الى الصين ، ومعه معجمه اللغوي الخاص ، لكي يطلع عن كثب ، على احوال هذه البلاد التي تحولت خلال العقود الأخيرة من بيوت بسيطة إلى مدن تضاهي نيويورك وباريس ، ومن دولة تسبح في شوارعها الدراجات الهوائية ، إلى بلد يسعى لشراء كبرى الشركات العالمية ، وتذكرون ان "السيد" ، كان قد ذهب ايضا قبل مدة إلى البرازيل، ومعه مفرداته التي لن تجد لها مرادفا في لغة "فاسكو دي غاما" كما اعتقد ان احفاد المرحوم كونفوشيوس ضربوا اخماسا في اسداس ، وهم يحاولون حل هذا اللغز : "نريدها ان تكون روحاً تتموَّج إلى بقية المُبادَرات الأخرى بنسب مختلفة".

الذي لا افهمه كمتابع للرحلات المكوكية للسيد وزير الخارجية ، هو كيف يعود من البرازيل التي اصبحت قوة اقتصادية كبرى ، الى الصين التي تتوسلها واشنطن، من دون أن يدرك، أن ثمة تغير حصل على هذه الكرة الارضية، كيف لم يعرف ، انه لم يعد مسموحا أن يشرد الملايين ويقتل الآلاف من اجل ان نعيد عصر اناشيد المعركة .

حين بدأت الصين قبل ثلاثين عاماً عملية الإصلاح الكبرى والتي قادتها الى مصاف الدول الكبرى، اصبحت احوالها تحير العالم، وهي المعضلة التي ناقشها عدد من الكتاب والسياسيين والمفكرين، حاولوا فهم أفكار كبار فلاسفة الصين بدءاً من كونفشيوس ومرورا بمنثيوس وزيس وانتهاء بتشوشي ، هذه الأفكار والفلسفات ألهمت مفكراً صينياً حديثاً اسمه " واي.. واي" ان يشرح للعالم الأسس التي قام عليها التطور الحديث في الصين والتي تتلخص في:

أولاً: الواقعية قبل الأيديولوجيا.. أي الإيمان بقدرة حقائق الواقع على أن تشكل التغيير ومبرراته.. وبحيث تكون أقوى من أي شعار.

ثانياً: المهم هو الشعب، وتلبية احتياجاته بأي طريقة.. وبكل السبل..

ثالثاً: الإدارة الجيدة أهم من الديمقراطية الزائفة .

رابعاً: التنوع المنسجم القادر على استيعاب كل تلك القوميات والعرقيات في مختلف أقاليم الصين وبحيث تحافظ الدولة على وحدتها

ربما لايعرف السيد الجعفري ان الرفيق دنغ شياو بينغ بانتي الصين الحديثة ، استطاع بدون ان يشغل الناس بالخطب والشعارات ولعبة الالغاز اللغوية ، ان ينقل الصين من عصور العدم إلى سعادتها الحالية ، لم يعد أحد منّا يعرف اسم رئيس الصين، لكننا جميعاً نعرف أن ابناء الرفيق دنغ وضعوا بلادهم في المرتبة الأولى بين سُعداء العالم .

ولهذا اتمنى على السيد الجعفري ان يتعرف على المدعو " واي.. واي" ربما يستطيع اخراج ساستنا من أزمة قصور النظر الذي يعانون منه ، وحتى لا يضطر العراقي وهو يسمع خطب وزير الخارجية ان يهز يده في النهاية وهو يقول : "وي.. وي".

  كتب بتأريخ :  الجمعة 19-06-2015     عدد القراء :  3678       عدد التعليقات : 0