الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سلاما ياعراق : \"كن عصاميّا ولا تكن عظاميّا\"

من اعراض مرض فقدان السلطة ان صاحبه يضعف ويصبح يكسر القلب فيتحول الى صيد سهل لمن يضحك عليه. وعندما يقرأ "عظّامته" الحزن بعينيه على فقدان كرسيه "الحبيب" لا يقولون له "البقاء في حياتك حجي"، بل "لازم انرجعك". ربما صدقهم في بادئ الامر لكنه ما عاد كذلك لطول مدة الفقد. الظاهر انهم عادوا اليه هذه المرة بـ "فيكة" جديدة: راح نسويها نظام رئاسي ونقفلها من "الأبي". شلون؟ نرجعها "كري" مثل ما كانت بزمن صدام وابوك الله يرحمه.

قبل يومين قال النائب كاظم الصيادي : "جميع العراقيين مع النظام الرئاسي". نفس الطاس ونفس الحمام: "اذا قال صدام قال العراق" و "كل عراقي بعثي وان لم ينتم". انها الشمولية بشحمها ولحمها. منين جاب "جميع"؟ لا أدري. هي واحدة من اثنتين: اما الأخ لديه تعريف خاص لمعنى "العراقيين" وهو انهم فقط جماعة ائتلاف "أبو حميّد" وغيرهم ليس عراقيا. او انه صار يرى نفسه هو الشعب. وان كان ذلك فالرجل قطعا مصاب بتضخم "الأنا" او الذات.

الدعوة لعودة النظام الرئاسي البائد ما هي الا حلم من أحلام الفاشية الطائفية باسم الأغلبية لـتأسيس نظام دكتاتوري شمولي ألعن من الذي سبقه. انه حنين الضحية لعودة الجلاد يا بو اجواد ولو بلباس مختلف!

هجم الصيادي من قدميه حتى انفه صعودا لحاجبيه الغاضبين دائما، بسبب او بدونه، على الدستور. انه الدستور ذاته الذي كان ائتلاف "ابو الولايتين" يقول عنه بانه يمثل إرادة الشعب العراقي وانه متمسك به بأسنانه باعتباره حامي "الديمقراطية". فما الذي صيّره اليوم مذموما؟ أليس لأن كرسي الولاية قد طار الى غير رجعة؟ سبحان مغير الأحوال.

وفجر الصيادي قنبلة لغوية "ذكية" جدا. شتم الدستور واصفا إياه بانه "دستور الاحزاب العصامي". اكص ايدي الثانية اذا يعرف معنى كلمة "عصامي"؟ ولن اقصها لأنه لو كان يعرف معناها لما استخدمها للذم.

ان لاقاكم النائب الصيادي سلموا لي عليه وقولوا له ان العصامي هو عكس "العظّام". قالت العرب: "كن عصاميّا ولا تكن عظاميّا". وفي قواميس اللغة ان العصامي: مَن ساد بشرف نفسه لا بشرف غيره فنال العلى بكده واجتهاده وذكائه.

المعنى انها صفة تطلق على الإنسان وليس على الأحزاب لأنها تصعد على اكتاف الناس (الجماهير). ثم انها لا تطلق على الدساتير يا عشاق "المخاتير" لانها من صنف الجماد لا البشر.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 24-06-2015     عدد القراء :  2679       عدد التعليقات : 0