الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الحمد لله لسنا مفلسين

لست أدري إن كان اعضاء مجلس محافظة ميسان جادون فعلا ام انهم كانوا يمارسون الطرفة وهم يصدرون قرارا "كوميديا" يقضي بمنح كل عضو مليونين ونصف المليون دينار في حال وفاة احد اقاربه.

لعل أسوأ أنواع الكوميديا هي الضحك على المتفرجين، لا على الأحداث، وأسوأ أنواع العاملين في السياسة، هم الذين فقدوا الاحساس بروح المواطنة .

لست مطالبا ان اكتب بحثا عن سنوات الخراب، أنا لا املك سوى هذه الشرفة المتواضعة التي اريد ان اقول من خلالها، أن مثل هذه الألاعيب هي المسؤولة عن ما فقدنا من نفوس وثروات وعن الزمن الذي اضعناه في صراع على المناصب والمكاسب وصل الى كرسي الفراش .

منذ اشهر ونحن نتابع أخبار التقشف، واخبرنا كبار المسؤولين ان هناك بعض المشاكل، وان البعض يريد لنا أن نعيد الحياة إلى مصطلح"شدّ الأحزمة". لم تبق مليارات تصرف على مهرجانات المصالحة المستدامة، الحكومة تضيق صدراً بسبب انخفاض أسعار النفط ، وليس بسبب نهب ثروات البلاد.. لكن الحكومة تقول اننا لسنا مفلسين.

ماذا تفهم عزيزي المواطن من ذلك؟ نفهم أنا وأنت أن الرفاهية التي وعدونا بها ستصبح من أحلام الماضي ، لايهم ياسادة فقد اخبرونا امس وبصريح العبارة ان زيادات ملحوظة في صادرات النفط ، تؤكد ان العراق ليس مفلساً، مبروك.. لكنّ أزمتنا مع مصطلح "التقشف" مستمرة وبنجاح..

بعدنا كثيرا عن أحلام العيش الرغيد وأصبحنا نبحث عن العيش الآمن فقط، كل ما نريد هو أن لا تعصف بنا عبوة غادرة ولا ميليشيا تسأل "الأخ من ياعشيرة"!

ومن يقدر من حضراتكم أن يعرف لماذا يعيش 30% من العراقيين تحت خط الفقر، ولماذا في بلاد الترليونات نجد نحو خمسة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية، وان بعض مناطق البلاد ستضربها المجاعة؟.. اتمنى ان لا تتهموني بالتجني على الحكومة والمسؤولين الاجلاء فهذا جزء من تقرير دولي يحذر من انتشار الفقر في بلاد النهرين.

ممارسة السرقة أصبحت أمرا طبيعيا مادام المسؤول لا يحاسب، وأقصى ما يتعرض له الإقالة مع حفظ حقوقه التقاعدية وما يترتب عليها من امتيازات، وزراء ومسؤولون سرقوا من مال البلد أكثر من ميزانيات دول الجوار مجتمعة وغادروا من غير أن يقتص منهم، فما الذي يمنع الآخرين من انتهاج هذا الطريق؟ واكل الفاسدون من اموال الناس ما لم تأكله شعوب إفريقيا مجتمعة، لأول مرة في تاريخ النظم السياسية نجد ساسة يغادرون البلد حال فشلهم في الحصول على منصب جديد، فما الذي يبقيهم وأموالهم وقصورهم ومشاريعهم في الخارج؟!.

لماذا أصبحنا دولة يعيش نصف مواطنيها تحت خط الفقر في الوقت الذي ينافس فيه سياسيونا على قوائم أغنياء العالم؟

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 01-07-2015     عدد القراء :  3375       عدد التعليقات : 0