الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الاعلام الحربي.. والحرب الاعلامية
بقلم : طه رشيد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

مصطلحان متقاربان في اللفظ لكنهما مختلفان في الهدف وفي المرمى!

فالاعلام الحربي يؤجج في الذاكرة النار التي لم تطفئها عقود من الزمن..كل شيء من أجل الحرب، حتى صار للصناعات العسكرية وزارة قائمة بذاتها تفوق في سياديتها بقية الوزارات. وأصبح للجيش النظامي جيشا مرادفا حمل تسميات مختلفة : جيش شعبي وفدائيو صدام والقوات الخاصة والخاصة جدا وووو ..والنتيجة النهائية عسكرة البلاد والعباد حتى غدت رائحة البارود تفوح من أفواه الاطفال وتستنشقه في الحدائق والملاعب.

ماكنة الحرب تدور واعلامها يدور ليسطر الشعراء قصائدهم وتنطلق ألحان لملحنين كبار مموسقة بأشلاء ضحايا الحرب.. يا كاع اترابج كافوري و منصورة يا بغداد ومنين العبرة يا صدام وصكر السمتية و..و..وبقية الاغاني التي ما زال البعض يستحسنها ويعتقد البعض الاخر أنها جزء من الزمن الجميل متناسين بأن لا جمال مع الفاشية مهما حاولت تزويق نفسها لانها ضد الحياة. وما القتل والذبح والموت الذي نراه اليوم الا ثمرة خبيثة لما زرعه نظام الحروب والدمار سابقا. فعليه يتوجب أن لا نقع في خطأ النظام السابق..وننسى متطلبات الحياة التنموية والبناء الحضاري للمدينة والبشر.. وبطبيعة الحال أن لا ننسى بأن معركتنا مع داعش ومختلف القوى الإرهابية ليست عسكرية فقط بل فكرية وإعلامية وهذا يتوجب أن يكون الإعلام على قدر المستطاع مساهما أساسيا في الحرب التي يخوضها اليوم الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر .. المتتبع للإعلام في هذه الأيام يستنتج بسهولة تفوق إعلام داعش، للاسف، على الإعلام الرسمي، وما اسباب سقوط بعض المدن إلا نتيجة للتعبئة الإعلامية الداعشية التي استطاعت تسريبها إلى روح المواطن. وقد اقنعته افلام الذبح والقتل والمسيرات وسط المدن وقد احسن تصويرها واخراجها، بأن لا خلاص له من قبضتهم،فإما الانضمام إليهم أو القتل أو الهرب.

بينما حين تشاهد وتسمع بعضا من اغانينا فاما ان تذكرك بالقادسية المشؤومة واما ان تشم منها رائحة الطائفية الكريهة.

لنعمل معا على خلق إعلام قادر أن يقلب المعادلات الإعلامية وان نجعل من المواطن مدافعا صلبا عن بيته وماله وقريته ومحافظته ووطنه. لخلق إعلام قادر على خوض المعركة من دون رصاص، علينا ان نشن حربا اعلامية بجانب البندقية، ويكفينا الفكر الواضح والقلم والصورة والمسرحية التي تساهم بشكل فاعل في دك القلاع الفكرية لكل القوى الإرهابية.

  كتب بتأريخ :  الخميس 02-07-2015     عدد القراء :  1971       عدد التعليقات : 0