الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
صورة النائب سعيداً

ربما شاهدتم مثلي صورة النائب طه الدفاعي عضو لجنة النزاهة البرلمانية ، واتمنى عليكم ان تضعوا اكثر من خط تحت كلمة "نزاهة" وانتم تتطلعون الى السيد النائب وهو يعرض لنا فنون البذخ واصوله على الملأ من خلال مائدة رمضانية لشخصين ، لا أعرف ماذا يعمل الدفاعي ، لكن الرجل اخبرنا من خلال البرنامج ، انه مشغول ومهموم بشؤون عشيرته، وحين تسأله مقدمة البرنامج: لو خيرت بين حضور نزاع عشائري او مناقشة قانون في مجلس النواب؟ يجيب بكل اريحية ان العشيرة اولى بالمعروف.. لماذا ياسيد؟ لان "ما كو شي" مهم في مجلس النواب حسب قوله... هذا ياسادة عام من عمر البرلمان الجديد الذي اخبرنا اصحابه انهم سيخوضون معركة النزاهة والدفاع عن حقوق المظلومين، وإلا، فالعشيرة يمكن لها ان تكون بديلا عن قبة البرلمان.

لا أعرف على وجه الدقة ما هو العمر السياسي للنائب طه الدفاعي، ربما عشق هذه المهنة منذ ريعان الشباب، أو أنه تعلق بها في السنوات الأخيرة! لكنه حتما لايزال يصر على ان يخرج علينا بين الحين والآخر ليبث همومه ومصاعبه في خدمة الوطن والتي تتطلب منه جهدا يأخذ من وقته الثمين الكثير.. السيد النائب وهو يجلس على مائدته الفخمة كشف لنا عن سر خطير، فقد اتضح أن مشاكل العراق ليست في نهب ثرواته ولا في التحشيد الطائفي، ولا الفشل السياسي وانما المشكلة يمكن أن تحل، لو أن الشعب العراقي تواضع قليلا، واستمع إلى نصائح البعض من نوابه الذين اكتشفنا لحسن الحظ أنهم يتعاطفون مع هذا الشعب المسكين.

حديث النائب دليل على أن في الساحة السياسية العراقية الكثير من المضحكات التي تستحق أن نذرف الدمع سخريةً وحزناً، على بعض السياسيين وتصرفاتهم، واكتئاباً من مواقفهم غير الناضجة، ورفضاً لسلوكهم الذي لا يحترم الناس، فالناس في النهاية تريد سياسيين حقيقيين يسعون لخدمة العراق ، وليس سياسيين يعتبرون الشعب مجرد وليمة دسمة.

للأسف هناك من يعتقد أن الظهور الإعلامي، يكفي لكي يحول أي شخص إلى سياسي، وهذا ما وقع به الكثير من النواب الذين تصوروا أن الفشل في الحياة يمكن أن يفتح لهم أبوابا في مجالات أخرى، ولتكن السياسية.

يا سادة اكثر من ثلاثة ملايين نازح يعيشون اسوأ الظروف، آلاف القتلى، مليارات نهبت، هذه ليست كرامة عشائر ولا حقوق افراد، ولا برنامج توك شو يقول للناس ان نوابنا والحمد لله صائمون، انها مأساة بلد.

وانا اشاهد النائب الدفاعي ايقنت ان لا مفاجآت في الديمقراطية العراقية الصاعدة. فقط قتل وتهجير وتصريحات كوميدية وموت للضميرالسياسي..

اتمنى ان لايخرج مواطن ويقول " ملينه " حتى لاينفعل النائب فائق الشيخ علي ، فينعتنا وباسم الديمقراطية بالكذابين .

  كتب بتأريخ :  الجمعة 03-07-2015     عدد القراء :  3285       عدد التعليقات : 0