الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
البرنامج النووي الأيراني، ماله وما عليه

رايي ربما سيكون عكس التيار ((ما يطرح من قبل الكثيرين) فيما يتعلق بالاتفاق النووي بين الغرب و ايران...القضية ليست فوز او خسارة سياسية و نقف بجانب صديقنا المشكلة هو ان الجزء الجنوبي الشرقي من العراق سيكون مهددا بكوارث نووية اذا ما استطاعت ايران تخصيب اليورانيوم الى درجة الوصول لانتاج حتى مواد مشعة للاغراض السلمية كانتج الكهرباء... الفضلات النووية التي تاتي مع الهواء و الماء ستلوث المناطق المجاورة لدرجات متفاوتة حسب طاقة الانتاج فما بالنا اذا حدثت هزات ارضية هائلة تدمر المنشآت النووية...هل لدى ايران خبرات علمية متراكمة في السيطرة على اي حدث طاريء ؟ هل لديها استقرار سياسي بحيث ان الانقلابات او الحروب لا تؤثر على عقول العاملين فيها و لا يتركوا المفاعل عرضة للتخريب ...اين ستلقي ايران بفضلاتها النووية و التي ستكون بالاطنان سنويا؟ هل ستطمرها في اراضينا بحكم الصداقة؟..

هذه اليابان التي تملك السيطرة الكاملة على مفاعلاتها بمجرد حدوث تسونامي تدمرت المدن و اصبحت ملوثة لمئات الالاف من السنين و قبلها انفجار مفاعل تشيرنوبل و الذي ادى الى اندثار مدن من الوجود ...اقولها و بعلمية تامة عير قابلة للخطأ

ان اي كارثة طبيعية او حرب ستمحى البصرة من الخارطة و كذلك مدن حدودية اخرى..

لذا اوضح باختصار مركز بعض النقاط

عمر اي مفاعل نووي هو بين ٣٠-٤٠ سنة و يمكن تجديده مدة محدودة اخرى.

المفاعلات على انواع حسب طاقتها تبدأ من مفاعل البحوث مرورا بانتاج الكهرباء و النظائر المشعة المستخدمة في الطب و الصناعة الى انتاج القنبلة النووية اي من رقم صغيرالى اكثر من ١٠٠٠ ميكاواط.

المفاعل الايرني بني بزمن الشاه عام ١٩٧٢ في (بوشهر) القريبة على البصرة و الكويت لغرض تجهيز مدينة شيراز فقط بالكهرباء وبواقع اربع مفاعلات كل واحد بطاقة ١٠٠٠ميكاواط بدأت ببنائه شركات المانية بعد ان حذرت هذه الشركات ايران من ان الموقع ليس مثالي لارتفاع الحرارة و الرطوبة اللتان ربما تؤديان الى انفجاره بعد شيخوخته..

الشاه بناه في هذا المكان مرغما لان الاتحاد السوفيتي انذاك حذره من بناءه قريبا من حدوده و اجبروه على بنائه في ابعد نقطة عن حدودهم..توقف العمل في البناء لعدم دفع المستحقاة المالية للالمان و صار بعدها تحت انقاض الحرب العراقية الايرانية..في عام١٩٩٥

ارادت ايران احياءه و قام الروس (بنبشه) من تحت الانقاض و اعادو١ بناء ٤٠ ٪ لواحد (١٠٠٠ميكا) فقط عام ٢٠١١ وفي عام ٢٠١٢ تفاجأ الروس بوجود مواد غريبة تحت قضبان اليورانيوم فاوقفوا المفاعل و قاموا بالصيانة. في عام ٢٠١٣ قرر الروس تسليم سيطرة المفاعل للايرانيين لكن حدثت هزة ارضية و عملت تشققات في جدران غرفة قلب المفاعل و لو وصلت هذه للقلب لحلت كارثة (موثقة في منظمة الطاقة الذرية الدولية بتسريبات من علماء رووس).

هذا المفاعل مبني على نظام قديم بعكس المفاعلات الحديثة التي يحصل فيها انطفاء تام اوتوماتيكي حال حدوث كارثة طبيعية و بالرغم من وجود هذه التكنولوجيا في مفاعل فوكوشيما الياباني الاّ انه انفجر و خلف كارثة لمئات السنين.

وقع الروس اتفاقية مع ايران لاكمال الثلاث مفاعلات المتبقية في ٢٠١٣ و كل ذلك بمبالغ باهضة لان الرووس اشترطوا هم من يضع السعر و هم من يجهز الوقود النووي السنوي (مئة مليون دولار لوضع الوقود سنويا) و محسوبا التضخم الاقتصادي.

عمر المفاعل الآن اكثر من ثلاثين عام و ربما يجدد لسنوات محدودة اخرى و هو الآن لا يتحمل هزة ارضية كبيرة لا كما يروج الايرانيون و الدليل هو هزة عام ٢٠١٣.

ثلاثة كوارث حدثت:

١-مفاعل ايسلندا بطاقة (١٠٠٠ ميكاواط) انفجر ١٩٧٩ بفعل هزة ارضية.

٢-مفاعل تشيرنوبل بطاقة (١٠٠٠ميكاواط) ¼ طاقة الايراني انفجر ١٩٨٦ بفعل انقطاع الكهرباء ٧٥ ثانية عن قلب المفاعل.

٣- مفاعل فوكوشيما ١٠٠٠ ميكاواط (¼ طاقة الايراني) انفجر ٢٠١١ بفعل تسونامي بالرغم من كل الاحتياطات.

معنى ذلك اذا انفجر المفاعل الايراني بفعل عارض طبيعي او بشري سيكون التدمير اكثر من المفاعلات الثلاثة مجتمعة لان طاقته بحدود ٤٠٠٠ ميكاواط.

كل المفاعلات تبنى على اساس انها تقاوم الهزات الارضية لكن الذي حصل لا يقول ذلك...ايران بلد زلازل و هزات ارضية و مصنفة عالميا بنفس مستوى الخطورة على الاراضي اليابانية..

تعالوا نرجع (شوية ) للسياسة. .حتى تعمل سلاح نووي عليك تخصيب اليورانيوم الى ٩٠ ٪... الذي حصل في الاتفاق الاخير هو ان لا يتعدى التخصيب ٥‚٣ ٪ و لمدة ١٥ سنة و طوال السنين المنصرمة كانت ايران تطالب بتخصيب ٢٠ ٪ لانتاج الكهرباء..بموجب ذلك الآن انها لا تستطيع انارة قرية. اذن الجدوى الاقتصادية انتهت.لو عملت المفاعلات الاربع و بتخصيب ٢٠ ٪ ستجهز كهرباء لمدينة بحجم البصرة.

مادامت الجدوى الاقتصادية و التسليحية قد انتهيتا، هنا من حقنا كمتضررين من وجود هكذا منشآت ان نخاف على مدينة مهمة جدا و هي البصرة اذا ما حصلت كارثة نووية بسبب هذا المفاعل و ليس لنا اي ،موقف سياسي ضد ايران، نتمنى لهم الخير لكن ليس على حساب مصيرنا.

لنفرض جدلا بعد عمر طويل ان ايران تستطيع انتاج قنبلة نووية،هي تحتاج اذاَ لطائرة ضخمة لحملها او صاروخ بالستي (خاص يمكن تركيب راس نووي عليه) بعيد المدى ، لانه لايمكن استخدام السلاح النووي قريبا على اراضي الذي يستخدمها لانها ستحرقه . الغرب على يقين تام بان لا ايران و لا (ابو ايران) قادر على هكذا تكنلوجيا هذه حكر لسبعة دول فقط بضمنها اسرائيل.

صدام كان يمتلك سلاح كيمياوي لكن ليس لديه تكنولوجيا صاروخ بعيد المدى يحمل الكيمياوي و لذلك لم يبالِ الغرب بتهديداته و جاؤوه لداره.

نكتة: تصوروا ان لأيران خبير مثل د.حسين الشهرستاني صاحب نظرية تصدير الكهرباء و امتلك القنبلة النووية ماذا سيحدث؟ هذا الواهم سيركبها على صاروخ محلي الصنع و بعدها انتم تصوروا ماذا سيحدث، ستقع حتما بين اقدامه و تحرقه و تحرق الناس.

لو افترضنا ان المفاعلات الاربعة ستعمل بطاقتها و لا يحدث اي طارئ...الأبخرة المتصاعدة من المفاعل تحمل عنصر اليود المشع سيتلوث الهواء و ينساق للمدن القريبة و منها البصرة و العمارة و هذا يؤدي الى سرطان الغدة الدرقية و ينزل مع المطر ليلوث التربة و الحيوانات لذلك يجب ان يكون بناء المفاعل في مناطق بعيدة عن المدن.

حقيقة صادمة: طلبت ايران من حكومة الناصرية قبل فترة ان تستخم اهوار الناصرية لطمر نفاياتها النووية ..هذا معناه ان ايران ستطمر نفاياتها لاحقا في اهوارها المرتبطة باهوار العراق (يعني ليس لهم اي خيار آخر).اذن هم يعملون سياسة مكشوفة و ليس تطوير علمي و الغرب يعرف ذلك ان لا خطر عليهم و كل الخطر سيكون على العراق.

لو تهورت اسرائيل و ضربت مفاعلات ايران، غير المجدية، ستكون الكارثة مركبة لان الضربة ستكون و التفاعلات النووية مستمرة ماذا سيحدث..اكيد جدا ستكون البصرة في خبر كان.

الخليج ساكتون لانهم سلموا امرهم للغرب و لانهم يعرفون اللعبة بتفاصيلها ويقولون بداخلهم دعوا الايرانيون يحتفلون على لاشيء.

المفاعلات التي بنيت قبل اكثر من ثلاثين عام بنيت دون اي رقابة دولية و لا يمكن ارجاع عقارب الساعة.. اما طموح مصر و الاردن فهذا طموح صعب المنال اقتصاديا و ان حدث سوف لن يكون اكثر من مفاعلات للبحوث و انتاج طاقة كهربائية محدودة جدواها الاقتصادية قليلة جدا..الاردن بلد صغير و بناء مفاعل قرب اسرائيل و قرب المدن ستكون اعباء السلامة ثقيلة جدا..

كل المعلومات اعلاه دقيقة.

ملاحظة: المفاعل الذي اراد بناءه العراق في بداية الثمانينات كان بطاقة ٧٥٠ ميكاواط و قصفته اسرائيل قبل تشغيله و لذلك لم تحدث كارثة

الدكتور شوكت سلطان

طبيب اختصاص الطب الذري

  كتب بتأريخ :  الإثنين 20-07-2015     عدد القراء :  2844       عدد التعليقات : 3

 
   
 

Guest

شكرا للدكتور شوكت سلطان على هذا المقال القيم الذي سلط الضوء على حجم المخاطر التي تهدد شعوب المنطقة بشكل خاص أرى ضرورة توسع نطاق النشر في هذا المجال لغرض تشكيل رأي عام اضغط من نشر السلام والأمن