الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
فخامته واعظاً

سؤال: ما هي أفضل طريقة للهروب من مواجهة الحاضر وقضاياه العالقة؟ جواب: أن تبحث في دفاترك عن حكايات قديمة تنفض عنها التراب لتقدمها كمواعظ وحكم، وسؤال آخر: إذا كان على المسؤول العراقي أن يختار بين مناقشة قضية الموصل التي بسببها هجر الملايين وقتل الآلاف واختطفت مدن، وبين البحث عن قانون يمنع نشاطات شبابية يعتبرها البعض خروجا على الملة والدين، فماذا سيختار؟ قد يبدو السؤال عبثيا وقد يسارع البعض ليقول، إنك ياعزيزي تخلط الجد بالهزل.. لكن ياسادة الكلام شيء والأفعال والنوايا شيء آخر.

مناسبة أسئلتي الساذجة ربما والسطحية بنظر البعض هي أنني منذ اسابيع اشاهد السيد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي يتجول بين الفضائيات ناصحا وواعظا، متنصلا من أخطاء الماضي، يروج لنموذج حكم مستمد من تجربته خلال السنوات الثمانية الماضية ، والتي يعتقد انصاره انها افضل مرحلة مر بها العراق ، حسب تصريح طريف ولطيف للنائب حسن السنيد، فيما نموذجه الذي شارك في صناعته بنفسه، قائم أمامنا ولم يحصد منه المواطن المسكين سوى الخراب والدمار وضياع ثروات البلد !

يتحدث المالكي عن رؤية مستنيرة لما يعرف بمفهوم الشراكة الوطنية ، فيما هو ومقربوه أول من أزهق الاتفاق مع الشركاء تحت شعار "ما ننطيها"، ينفي مسؤوليته عن ما جرى في الانبار والموصل وتكريت، ثم يقول إنه كان يضع الخطط لتحرير الموصل، ويسمي مواطنيه من أبناء الانبار والموصل وتكريت بالفقاعات، ثم يعود ليقول إنه أكثر مسؤول دافع عن استقرار هذه المدن، ثم يؤكد حواريه اننا شعب ناكر للجميل بحيث بلغت بنا الوقاحة مبلغا جعلتنا ننكر على السيد المالكي الانجازات العظيمة التي قدمها خلال السنوات القصيرة الماضية، صرفنا جهدنا في تقليب دفاتر فخامته ، فيما الرجل كان يقدم في كل يوم انجازا جعل من العراق بلدا بمصاف الدول المتقدمة

لم يخطئ المالكي حين وصف المشككين بانجازات حكومته بأنهم قوم يعانون من انحرافات عقلية وفكرية تجعلهم لا يصغون إلى رئيس وزرائهم السابق وهو يحلف بأغلظ الأيمان ان حكومته قطعت أشواطا طيبة في طريق بناء الدولة واستعادة الكرامة والحرية

شاء المالكي أم أبى، فلا يمكن القول غير جملة واحدة وهي : أن هذا الذي يجري اليوم في العراق هو ثمار سياسته، وليس من حقه أن يترك كل ذلك وراء ظهره، ويتحرك دون أن يجد ثقل الماضي يحد من حركته ويعرقل خطوته.

رجاء لا تصغوا الى السيد نوري المالكي يتحدث عن المستقبل، قبل أن يصارحكم بأخطاء الماضي، ويجيب على سؤال: لماذا كل هذا الخراب ؟

  كتب بتأريخ :  الأحد 26-07-2015     عدد القراء :  3261       عدد التعليقات : 0