الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
غارة أمريكية وتفجير داعشي

أحدث بيانات (التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد داعش)، تشير الى تنفيذه (22)غارة جوية على مواقع التنظيم في العراق، منها (7)غارات بالقرب من الفلوجة استهدفت(جسوراً)ومنشأة لصنع المتفجرات وأهدافاً اخرى.

وفي بيانات(مكررة) سابقة، كان التفصيل هو قتل شخص يحمل عنواناً مهماً في قيادة التنظيم في موقع جغرافي معين، يثبت لاحقاً أن قتله لم يؤثر على نشاط التنظيم، ويرتقي بديله بسلاسة وسرعة تتفوق بها التنظيمات الارهابية على المؤسسات الرسمية المحكومة بالاجراءات الادارية وسياقات الجيش .

على الجانب الآخر ينفذ داعش تفجيراً ارهابياً نوعياً واحداً (كما حصل في خان بني سعد )، يحصد به أرواح العشرات من الأبرياء والمئات من الجرحى، ويدمر الممتلكات ويرفع وتيرة الصراعات بين الاطراف السياسية، ليحقق أهدافه بسهولة، عن طريق أحد وحوشه وشبكات الدعم اللوجستي داخل المدن وضمن الاجهزة الامنية المخترقة بمساعدة السياسيين الموالين لمنهجه ومخططاته.

هذان الاسلوبان في (المواجهة) بين داعش والتحالف الدولي المشكل لدعم العراق، يبدو أنهما مرسومان وفق رؤية واحدة، في استهداف العراقيين وتدمير ممتلكاتهم (غارات التحالف تستهدف الجسور والمنشآت العراقية كما حصل في أعوام 91 و2003 )،وفي استهداف أفراداً في التنظيم لا تستحق تصفيتهم تكاليفها المدفوعة من العراق، بينما يستخدم الامريكيون اسلوب (الطائرات بدون طيار) في تصفية الافراد في افغانستان واليمن والصومال ، لأن تكاليف التنفيذ لا تدفعها تلك البلدان !.

الوجه الآخر للرؤية المشتركة لأعداء العراق (داعش والتحالف) تؤكده الاحداث على الأرض ، ومنها الطائرات التي تلقي بحمولاتها من الاسلحة والاغذية الى الارهابيين والطائرات التي قصفت مواقع وحشود القوات العراقية أكثر من مرة، مع أن الفضاء العراقي معلوم بدقة لمواقع التحكم والسيطرة الامريكية، بينما لم تسجل حرب البلقان (أخطاءاً) مماثلة، ناهيك عن حسمها السريع مقابل (تبشير)الادارة الامريكية المستمر بحاجة التحالف الى سنوات طويلة من المواجهة مع عصابات داعش !.

الحصيلةُ اذن، أن دخول داعش الى العراق وما تبعه من تداعيات وصولاً الى تشكيل التحالف الدولي ضدها، هو سيناريوهات مرسومة من الأمريكيين وحلفائهم في المنطقة وفي مواقع السلطة في العراق، كانت ولازالت نتائجها المدمرة مدفوعة الأثمان من الشعب العراقي دون أحزاب السلطة في المنطقة الخضراء، وأدل الشواهد على ذلك ما يعانيه الشعب من ضنك العيش وتردي الخدمات وتوقف المشاريع وتصاعد وتائر الفساد والبطالة وزيادة الاسعار وتراجع قيمة الدينار، ماعدا المنطقة الخضراء، التي ينعم سكانها وسكان فروعها في المحافظات بالعيش الرغيد، كأنهم خارج العراق !!.

المطلوب من الشعب الذي مازال يقدم أبناءه شهداءاً للدفاع عن العراق، ويتنازل عن حقوقه في العيش الكريم خلال السنوات التي أعقبت سقوط الدكتاتورية، أن يفتح حساباً معلناً مع قياداته التي انتخبها في دورات متعاقبة دون أن تقوم بواجباتها المرسومة بالدستور، والتي أدارت مؤسسات الدولة بأساليب الصراع الشخصي والحزبي والطائفي وصولاً لإشعال الحروب .

بدون ذلك، لا تحقق بيانات التحالف الدولي المتعاقبة خطوةً نوعية على الأرض، وسيستمر نزيف الدماء وشظف العيش والخراب، وتستمر كذلك بيانات احزاب السلطة على طريقتها الاثيرة في تبادل الاتهام والتملص من المسؤولية ، وكأن قادتها تحكم وتتحكم بشؤون بلداناً أُخرى !!.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 27-07-2015     عدد القراء :  3459       عدد التعليقات : 0