الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حكايات \"الحاج\"!!

ما الذى يجرى فى بغداد؟ ..كل يوم تقارير وشكاوى تتحدث عن اعتداءات تطال مواطنين عزل، و مسلحين يهاجمون مطاعم ونسوة يذبحن بحجج اخلاقية، تذكرنا بفيلم "البحث عن فضيحة" وبطله يوسف وهبي وهو يتلوى امام فاتن حمامة قائلا: "شرف البنت يا هانم زي عود الكبريت ما يتولعش غير مرة واحدة"، لكنه في عراق اليوم "يتولع" كل يوم تحت سمع وبصر الأجهزة الامنية التي تكتفي دائما ببيان "ثوري" تؤكد فيه أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب، ولكنها في الحقيقة ستمر كما مرت مئات مثلها، لان البطل دائما "حاج" لايجد طاولة فارغة في مطعم مزاج، او ان المدام تأخر عليها الحلاق اللبناني، عندها لابد من اطلاق الرصاص تنبيها وتاديبا

عندما تضع اسم "الحاج" فى محرك البحث غوغول ستجده حاضرا في كل الأحداث الساخنة التى شهدتها هذه البلاد، فهو بطل دائم فى كل معارك الفوضى ورفع راية مخالفة القانون

كان حاضرا فى سرقة اموال الحصة التموينية، وهو الذي اعتدى على متظاهري شباط عام 2011 عندما كانوا يطالبون بمحاسبة المفسدين، وهو الذي نهب عشرات المليارات من أموال العراقيين بحجة إصلاح الكهرباء، وهو الذي استنزف خزينة الدولة من اجل امن مفقود، ولم يجد من يردعه.

عشرات الاتهامات تلاحق "الحاج" لكن الغريب ان القانون يقف عاجزا امامه، فيما نحن نتقاتل بحجة الحرص على دولة القانون، لا همّ لنا سوى القانون، لا قضية سوى القانون، لا شعار سوى القانون، لا مرجع سوى القانون، وبسبب شعار دولة القانون، سلمنا الموصل وتخلينا عن ملايين العراقيين، وكاد الوطن ان يروح من اجل ان يبقى شعار دولة القانون "يرفرف".

فيما ساستنا يقسمون على القانون في الليل وينكرونه عند الفجر، ثم يتذكرونه امام الفضائيات.

يكون الحرص على القانون مبدأ وطنيا في كل بقاع الارض الا هنا، فهنا القول الفصل للحجاج فقط، فهم ممثلو القانون وهم اول من يضعه في درج المكتب ويقفل عليه، هكذا يضيع البلد ويبقى القانون معلقا على واجهات الابنية الحزبية، فلكل مبنى في العراق قانونه الخاص، ولكل حزب دستوره الخاص، ولكل زعيم رأيه الذي لايريد لاحد ان يخالفه.

سيتهمني البعض بالعمالة للاجنبي ، وبانني أنفذ اجندة اجنبية هدفها تشويه سمعة " حجاجنا " الذين يؤدون الفرائض ولا يأكلون مال اليتيم، ولايسرقون لقمة الارامل .

يتغير كل شيء فى العراق، تسقط مدن ويشرد الملايين، وترتفع ارقام الضحايا، لكن الحاج خير الله طلفاح ، يبقى ثابتا لايتغير.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 28-07-2015     عدد القراء :  3354       عدد التعليقات : 0