الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
هكذا جرى تشريع الدستور العراقي وهذه عوراته!

 بعد إتمام انتخاب المجلس التأسيسي، وتشكيل مجلس الرئاسة والحكومة برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفري، كان أمام المجلس والحكومة مهمة تتمثل في تشريع الدستور الدائم الذي سيقرر مصير ومستقبل البلاد، وكان الشعب ينتابه القلق حول طبيعة الدستور الذي سيجري سنه من قبل اللجنة المشكلة لهذه المهمة، والتي هي بطبيعة الحال مرتبطة بأحزاب الإسلام السياسي الشيعية المتحالفة مع الأحزاب القومية الكردية، وكانت شكوك المواطنين تدور حول الأمور الهامة التالية:

1ـ ما هي توجهات تحالف القوى المنتصرة في الانتخابات؟

2ـ ماهي طبيعة التحالفات التي انبثقت عنها تشكيل الحكومة الجديدة، وانتخاب رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومجلس الوزراء؟

3ـ ما هو موقف القوى المنتصرة من مسألة صياغة الدستور؟

4ـ ما العلاقة المستقبلية بين الدين والدولة؟

5ـ ما هو الموقف من المرأة التي تمثل نصف المجتمع؟

6ـ ما هو الموقف من قضية الفيدرالية، وأية فيدرالية تريد الأحزاب الكردية المتحالفة مع أحزاب الإسلام السياسي الشيعية؟

7ـ ما الموقف الحقيقي من قوى الفاشية والظلام التي تمارس الأعمال الإرهابية في البلاد؟

8ـ هل سيشهد العراق وحدة وطنية حقيقية أم سيدخل في صراعات جديدة طائفية أشد وأقسى؟

9 ـ هل يمكن إعادة بناء العراق الجديد دون قيام حكومة وحدة وطنية ؟

أسئلة كثيرة وهامة كانت تتطلب الإجابة عليها بكل صراحة وشفافية لكي يحكم الشعب العراقي على السلطة الجديدة، ولكي يطمئن على مستقبله ومستقبل الوطن.

كان المطلوب من السلطة الجديدة التي ستتولى تشريع الدستور الدائم للبلاد الإفصاح عن برنامجها السياسي، ومشاريعها المستقبلية فيما يخص الدستور الذي تطمح إلى تشريعه بكل شفافية، ودون أي لبس أو غموض، والحذر من محاولة فرض دستور لا يلبي حاجات المجتمع العراقي في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ذلك أن أية محاولة لفرض دستور إسلامي سوف لن يكون إلا مدخلاً لصراعات خطيرة لا مصلحة للشعب فيها، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفتيت النسيج الاجتماعي، وتقدم خدمة للقوى المعادية للشعب.

كان الشعب يتطلع إلى أن تسود الحكمة لدى القوى المنتصرة في الانتخابات لكي تحافظ على الوحدة الوطنية، والسير بالعراق نحو الديمقراطية الحقيقية، وتجنيب الشعب أية صراعات جديدة، والحرص على مشاركة كافة القوى الوطنية في السلطة، وفي صياغة الدستور بما يلبي طموحات الشعب التواق للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وكان على السلطة الجديدة الحذر من ربط الدين بالدولة، واستغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية وحزبية، وليكن شعار الجميع الدين لله والوطن للجميع .

كما أن السلطة كانت مدعوة للإفصاح عن موقفها من المرأة التي تمثل نصف المجتمع والتواقة للتمتع بكامل حقوقها وحرياتها، وعلى قدم المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات، حيث سيكون موقف السلطة من هذه المسألة هو المحك للحكم على ديمقراطية السلطة المنشودة.

وكان على السلطة أن تعالج موضوع الفيدرالية للشعب الكردي بما يضمن حقوقه القومية، وعدم تعرضه مستقبلاً لمثل تلك الحملات الفاشية التي تعرض لها خلال العقود الماضية، مع ضمان وحدة الوطن العراقي أرضاً وشعباً في ظل الإخاء الوطني، واحترام خصوصية الشعب الكردي .

وكانت السلطة مدعوة كذلك إلى الإسراع في محاكمة أركان النظام الصدامي، والعناصر التي تلطخت أيديها بدماء أبناء الشعب البررة دون تلكأ أو تردد، فلا بد أن يأخذ كل ذي حق حقه بموجب القانون، والعمل على استئصال الفكر البعثي الفاشي وليس البعثيين من المجتمع العراقي، وتربية أبنائنا منذ الطفولة على القيم الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، ونبذ الفكر الفاشي العدواني.

كان ما يثير المخاوف والقلق الشديد لدى أبناء الشعب ما كان يدور وراء الكواليس بين أعضاء لجنة كتابة الدستور المؤلفة أغلبيتها من الأحزاب الطائفية بالإضافة إلى ممثلي القائمة الكردية، وتحت الاشراف المباشر من قِبل الحاكم الأملريكي بريمر، من التوجهات التي بدأت تظهر للسطح حول مساعي الأحزاب الدينية لفرض نظام حكم قائم على أساس ديني وطائفي، ومحاولة تفتيت العراق، وتحويله إلى دول الطوائف الذي أوصل الشعب إلى حالة من اليأس القصوى، والقلق الشديد على مستقبله ومصيره، وهو يعيش حالة من التدهور الشديد في كافة مجالات الحياة، فلا أمان، ولا كهرباء، ولا وقود، ولا ماء صالح للشرب، ولا صرف صحي، ولا خدمات صحية حقيقية، ولا سكن، وملايين العاطلين تعاني شظف العيش والبؤس، والمخدرات قد فُتحت أمامها أبواب العراق، وتجارة الرقيق الأبيض تزدهر يوماً بعد يوم، ولم تبقَ مختصة بالمرأة اليوم، بل بدأت تنافسها تجارة الأطفال التي أصبحت منظمة تتولاها عصابات متخصصة، وفوق كل هذا وذاك نجد شرطة الأحزاب الطائفية تطلق النار على المواطنين المحتجين على أوضاعهم السيئة، وفقدان الخدمات الأساسية كما جرى في السماوة والديوانية والبصرة، وغدا العراق نهباً للطامعين في الثروة الوطنية، وانتشار الفساد في كافة أجهزة الدولة وفي كل المستويات، فأي مستقبل كان ينتظر للعراق وشعبه فيما إذا استمر الحال على ما هو عليه؟

لقد كانت مخاوف الشعب وقلقه على مصيره أمراً واقعاً ومشروعاً بعد كل الذي جرى وما زال يجري على الساحة العراقية حيث استلبت ميليشيات أحزاب الإسلام السياسي الشيعية منها والسنية كل الحقوق والحريات العامة والشخصية للمواطنين، وتدخلها الفض في حياتهم وخصوصياتهم صغيرها وكبيرها، وكان انتهاك حقوق وحرية المرأة قد أصابها في الصميم، فقد فرض عليها الحجاب بقوة السلاح والتهديد بالقتل سواء كانت مسلمة أو مسيحية أو صابئية، ودفع المئات منهن حياتهن على أيدي القتلة المجرمين من أدعياء الدين، وعاد المجتمع العراقي القهقرى عشرات السنين، وجرى تهجير مئات الألوف من المواطنين المسيحيين والصابئة من العراق هرباً من طغيان قوى الظلام والفاشية الدينية الجديدة. وفي ظل تلك الظروف الخطيرة، وسيادة قوى الظلام السوداء على الشارع العراقي بقوة السلاح جرى إعداد الدستور الذي حمل معه بذور الصراع والعنف، وتمزيق النسيج الاجتماعي.

فعلى الرغم من أن قانون إدارة الحكم في المرحلة الانتقالية الذي صاغه المحتلون الأمريكيون كان العمود الفقري للدستور الجديد، فقد استطاعت قوى الأحزاب السياسية الشيعية فرض ديباجة ذات مضمون طائفي صريح، والعديد من المواد والفقرات التي أعطت للدستور بعداً طائفياً، ولاسيما وأن الطائفة السنية كانت قد قاطعت الانتخابات، ولم تشترك في كتابة الدستور، وكان لها اعتراضات كثيرة عليه، مما عمق في الأزمة السياسية المستحكمة، وصعد من التدهور الأمني في البلاد بشكل خطير.

كما استطاعت الأحزاب القومية الكردية إدخال العديد من المواد والفقرات التي تتناقض مع المادة 13 من الدستور، وسأتعرض لها فيما بعد عند مناقشة بنود الدستور والتناقضات التي ضمتها مواده وما يشكله هذا التناقض من مخاطر جسيمة على مستقبل العراق.

لقد أصرت أحزاب الطائفة السنية على عدم الانخراط في العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات القادمة إذا لم يجرِ إعادة النظر في العديد من مواد الدستور، وخاصة فيما يتعلق بالموقف من الفيدرالية وقضية الثروة الوطنية، وفي المقدمة منها النفط والغاز، وكذلك طبيعة السلطة التي تؤمن التوازن المطلوب بين مكونات المجتمع العراقي .

وقد استطاعت الإدارة الأمريكية إقناع أحزاب الطائفة السنية بالانخراط بالعملية السياسية بعد أن وعدتها بإعادة النظر في المواد المختلف عليها، وعلى وجه الخصوص فيما يخص مبدأ الفيدرالية، وتقاسم الثروة، وما يزال البرلمان يراوح مكانه دون أن نشهد هذا التعديل الذي بدونه لن يشهد العراق سلاماً ولا استقراراً. ويستطيع القارئ الكريم الاطلاع على نص الدستور لكي يتسنى له الإطلاع على الجوانب السلبية فيه، والتناقضات التي حوته مواده، والتي تتطلب إعادة النظر فيها من أجل إعادة اللحمة بين أطياف الشعب العراقي، وإعادة الأمن والسلام في ربوع البلاد، والتفرغ لإعادة بناء العراق من جديد وتحقيق الجلاء التام للقوات المحتلة، وتحقيق السيادة والاستقلال الناجز.

نظرة في الدستور العراقي الحالي:

1 ـ ديباجة الدستور:

من خلال هذه الديباجة التي تضمنها الدستور يتبين لنا النفس الديني والطائفي، ويثير الخلافات الطائفية والصراع، مما لا ضرورة له، ولا بد من إعادة النظر فيه ليأتي بتأكيد على علمانية الدستور وفصل الدين عن الدولة.

2ـ المادة الثانية: أولا: الإسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر أساس للتشريع:

أ ـ لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام. .

ب ـ لا يجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية. .

ج لا يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور.

وفي هذه المادة نجد التناقض الصارخ بين الفقرات أ ، ب، ج ، فكيف ومن يحدد الثوابت الإسلامية؟ أنها مجرد أفخاخ أريد بها لصبغ الدستور بالصبغة الدينية، مما سيؤدي إلى الصراع والنزاع، ولاسيما وأن مكونات الشعب العراقي تضم المسلمين والمسيحيين والصابئة والأيزيدية. وهي تتطلب إعادة النظر بها من جديد.

3 ـ المادة 115 والمادة 121 وتناقضهما مع المادة 13

4 المادة (7):

أولاً: يحظر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمى كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون.

وهذه المادة تتطلب التعديل بما يتفق مع تعديل قانون اجتثاث البعث، والتأكيد على

مكافحة الفكر البعثي الفاشي.

ثم أن هذه المادة تظهر لنا أن ميليشيات أحزاب الإسلام السياسي قد انتهكت المادة المذكورة بممارسة الإرهاب والتكفير والطائفية بأبشع صورها

5 ـ المادة (9): .

أولاً: أ ـ تتكون القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية من مكونات الشعب العراقي، تراعي توازنها وتماثلها دون تمييز أو إقصاء، وتخضع لقيادة السلطة المدنية، وتدافع عن العراق، ولا تكون أداة في قمع الشعب العراقي، ولا تتدخل في الشؤون السياسية، ولا دور لها في تداول السلطة. .

ب ـ يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج إطار القوات المسلحة.

وهنا تبدو الأحزاب الاسلامية والقومية الكردية قد خالفت مخالفة صريحة نص الفقرة ب وكونت لها ميلشياتها الخاصة في تحدي صريح للدستور.

6 ـ المادة (10):العتبات المقدسة والمقامات الدينية في العراق كيانات دينية وحضارية، وتلتزم الدولة بتأكيد وصيانة حرمتها، وضمان ممارسة الشعائر بحرية فيه.

لماذا جرى زج هذه المادة في الدستور، فكل العتبات والحسينيات والجوامع والكنائس ينبغي أن تكون لها حرمتها وحق ممارسة الشعائر الدينية دون تمييز.

7 ـ المادة (12): .

أولاًـ ينظم بقانون علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز إلى مكونات الشعب العراقي.

وفيما يخص هذه المادة فبرغم مرور 12 سنة على سقوط نظام صدام فإن الأحزاب الطائفية الدينية بشقيها الشيعي والسني ترفض تنفيذ هذه المادة، وتصر على احتواء العلم لعبارات دينية.

8 ـ المادة 13: .

1- عدم جواز تشريع أي قانون يتعارض مع هذا الدستور سواء كان هذا التشريع مركزيا (اتحاديا) أو محليا (إقليميا). ويحكم القضاء المختص بعدم دستورية التشريع الذي يخالف هذه القاعدة. .

2- تكون قواعد هذا الدستور ملزمة في جميع أنحاء الوطن وبدون استثناء. .

3- يعد باطلا كل دستور إقليمي أو أي نص قانوني أخر إذا تعارض مع أحكام الدستور العراقي.

وهنا تأكيد صريح على أن أي تشريع في إقليم أو محافظة يتعارض مع هذا الدستور يعتبر باطلاً وغير دستوري، لكننا نجد أن المادتين، وهذه المادة الأساسية في الدستور تتعارض تمام المعارضة مع نص المادتين 115 ، و121 التي جعلت من هاتين المادتين فوق المادة 13 الأساسية، ويشير هنا بهذا الصدد استاذ القانون الدكتور عيسى الزهيري إلى هذا التناقض قائلا:

أن المواد (115) و (121) من الدستور العراقي الجديد تشكلان خطورة بالغة على مستقبل النظام الدستوري العراقي بسبب استبعادهما للمبادئ الدستورية المتعارف عليها، ولتغليبهما المصلحة المحلية للأقاليم والمحافظات على المصلحة الوطنية العامة عند تعارضهما او تناقضهما. لذلك وجب تعديلهما بما يتطابق مع هذه المبادئ .

كما يجب إعادة النظر في مشروع قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم الذي اعتبر مجلس المحافظة سلطة تشريعية بخلاف ما هو معروف في النظام الإداري اللا مركزي الذي يعتبر مثل هذا المجلس مجرد سلطة تنظيمية لا يمتد اختصاصه إلى التشريع.(6)

9ـ المادة (36): .

تكفل الدولة وبما لا يخل بالنظام العام والآداب: .

أولاً: حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل. .

ثانيا: حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.

ثالثاً:حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وتنظم بقانون.

وهنا نجد في العبارة [تكفل الدولة وبما لا يخل بالنظام العام والآداب] إمكانية الاختلاف في تأويل هذه العبارة، وما هي الأمور التي تخل بالنظام العام والآداب؟ ولاسيما أن ما حصل ويحصل في العراق اليوم من تجاوز على حريات المواطنين الشخصية باسم مخالفة الآداب العامة وفرض الحجاب على المرأة، وفرض إطالة اللحية، وطريقة حلاقة الرأس، ومنع صالونات الحلاقة وقتل أصحابها، وكل هذه الاعتداءات جرت وما تزال تجري باسم حماية الآداب العامة، ولذلك يتوجب إلغاء هذه الفقرة، وهناك قوانين عقابية تحاسب على ذلك بموجبها.

10ـ المادة (41): .

أولاً: أتباع كل دين أو مذهب أحرار في: .

أ ـ ممارسة الشعائر الدينية بما فيها الشعائر الحسينية. .

ب ـ إدارة الأوقاف وشؤونها ومؤسساتها الدينية، وينظم ذلك بقانون.

ثانياً: تكفل الدولة حرية العبادة وحماية أماكنها.

وهنا نجد التمييز بالنسبة للشعائر الدينية المتعلقة بالطائفة الشيعية، فهل ضرب الزناجيل والسيوف وإسالة الدماء هي من الشعائر الدينية ؟ أن الشهيد الحسين أسمى وأعظم من أن يرتضي تلك المشاهد المؤلمة التي نقلتها، وما تزال تنقلها القنوات التلفزيونية إلى مختلف دول العالم، وأن تمجيد مآثر الحسين والإقتداء به هي السبيل الأمثل لذلك.

11 ـ المادة (109): .

النفط والغاز هما ملك كل الشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات.

وهذه مادة صريحة تتعارض مع الاجراءات التي اتخذتها حكومة إقليم كردستان العراق بعقد العديد من العقود مع شركات أجنبية لاستثمار النفط والغاز في منطقة كردستان، وإصرارها على ذلك رغم تحذير وزير النفط العراقي من كون هذه الاجراءات غير دستورية، بل تجاوزت الحكومة ذلك بالرد على وزير النفط قائلة في كل مرة تعترضون على العقود سنوقع عقدين جديدين، وهذا يشكل انتهاك صارخ للدستور. .

المادة (110): .

أولا: تقوم الحكومة الاتحادية بإدارة النفط والغاز المستخرج من الحقول الحالية مع حكومات الإقليم والمحافظات المنتجة على أن توزع وارداتها بشكل منصف يتناسب مع التوزيع السكاني في جميع أنحاء البلاد، مع تحديد حصة لفترة محددة للأقاليم المتضررة والتي حرمت منه بصورة مجحفة من قبل النظام السابق، والتي تضررت بعد ذلك بما يؤمن التنمية المتوازنة للمناطق المختلفة من البلاد، وينظم ذلك بقانون. .

ثانيا: تقوم الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم والمحافظات المنتجة معا برسم السياسات الاستراتيجية اللازمة لتطوير ثروة النفط والغاز بما يحقق أعلى منفعة للشعب العراقي معتمدة أحدث تقنيات مبادئ السوق وتشجيع الاستثمار.

في هذه المادة استغلت حكومة إقليم كردستان بتفسير الفقرة ثانياً لصالح إجراءاتها في توقيع العقود مع العديد من الشركات خلافا للمادة 109 الصريحة، ولا بد من إعادة النظر في الفقرة الثانية لإزالة هذه الثغرة في الدستور، وحصر مسألة رسم السياسات النفطية بالحكومة الاتحادية وحدها.

كما أن إعادة النظر في إقامة الأقاليم في الوقت الحاضر وشعب العراق يخوض نزاعاً دموياً لن ينتهِ إذا لم يعاد النظر فيها، وحصرها في الوقت الحاضر بإقليم كردستان مع وضع الضوابط التي تضمن وحدة البلاد أرضا وشعباً، والمحافظة على إدامة النسيج الاجتماعي في البلاد.

12 ـ المادة (112): .

كل ما لم ينص عليه في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية تكون من صلاحيات الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم، والصلاحية الأخرى المشتركة بين الحكومة الاتحادية والأقاليم تكون الأولية لقانون الإقليم في حالة الخلاف بينهما.

وهنا تبدو الأمور معكوسة تماماً مما يشكل مخالفة صريحة للدستور، فهذه المادة تشبه ذلك الذي يقف على رأسه وليس على أقدامه، وتتطلب تعديل هذه المادة بإعادة قلبها على الوجه الصحيح.

وأخيراً أستطيع القول أن الدستور الجديد جاء مفصلاً على مقاس أحزاب البارزاني والطلباني والحكيم بامتياز.

إن هذه العوارات في الدستور تتطلب من حكومة السيد حيدر العبادي تشكيل لجنة على مستوى عالي تتألف من كبار اساتذة القانون الدستوري لأعادة النظر الجذرية في الدستور ورفع كل ما يشير الى الطائفية والدينية والعرقية، وادخال شرعة حقوق الانسان التي اقرتها الأمم المتحدة في صلب الدستور الجديد لضمان حقوق وحريات الشعب العراقي بكل اطيافه، وعلى قدم المساواة في الحقوق والواجبات إذا ما اردنا تحقيق الاصلاح الشامل في العراق.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 31-08-2015     عدد القراء :  3174       عدد التعليقات : 0