الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
العبادي .. وهامش الاصلاح الحقيقي

   انهيار اسعار النفط كشف الواقع الحقيقي للاقتصاد الريعي والطفيلي الذي يعتاش على مصدر واحد لاغير ، النفط .

   وبسبب الانهيار السريع لاسعار النفط اضطرت الحكومة الكشف عن افلاس البلاد دون ان تعلن الحقيقة المرة ، وهي ان الحكومات السابقة ، واطولها عمرا حكومة المالكي بدورتيها الاولى والثانية – 8 سنوات – نهبت المليارات من ميزانية العراق واموال النفط دون ان تقدم شيئا يذكر .

   على العكس ، ضاع ثلث العراق واصبح ملك طابو للعصابات المسلحة . واذا استمرت الحال على هذه الشاكلة وظلت العناصر الفاسدة قابضة على زمام الحكم سيضيع ما تبقى من العراق باسرع مما يتصور البعض الذي يراهن على التشبث باذيال الخرافة والدجل .

   ان ضغط الواقع المعاشي والحرمان الذي يعيشه المواطن بلغ حدا لا يطاق ، فانفجار الجياع والمحرومين والنازحين والمهجرين والفقراء سوف لا يبقي ولا يذر ، وقد باتت بوادره ظاهرة للعيان في المحافظات واكبرها في العاصمة بغداد ، واشهرها ما ينظم في ساحة التحرير من احتجاج حيث تنتصب لافتة الفنان جواد سليم مخلدة نضال شعبنا وعهد الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم الذي كان مثالا للنزاهة والانجازات الكبيرة ، على عكس ما عليه حكام اليوم من لصوصية وفساد .

   حاول العبادي تقمص دور البطل المنقذ ، واعلن بضعة قرارات وجدت لها صدى بين المواطنين الذين تأملوا خيرا بخطواته الجريئة ، ولكنها كانت خطوات مقيدة بعجلة حزبه ، وتحالفه ، فحزب الدعوة ومظلته التحالف الوطني يمثلان اكبر العوامل المعرقلة للاصلاحات المنشودة ، هذه المظلة البالية تفرض على العبادي رسم خطواته وان يعقد اجتماعاته برئاسة الدكتور ابراهيم الجعفري الذي عرف الناس فيه سفسطة الكلام الذي لايقدم ولا يؤخر ، الذي اصبح وزير خارجية العراق فاصبحت وزارة الخارجية تحت عباءته اشبه بالجثة الهامدة التي لا تعرف رأسها من ارجلها التي رغم ندرة محاسن وزيرها السابق هوشيار زيباري ، الا انها فقدت ما كان لها من بريق يشيعه خفة دم الزيباري حين يغرد في الفضائيات متجاهلا الواقع الفاسد لوزارته وحكومته .

   استطاع التحالف الوطني بالتعاون مع القوى الاخرى ، من خلال الاتفاق – تحت الطاولة – في مجلس النواب على تدوير القرارات باتجاه افراغها من محتواها ، وجعلها تخضع للنزاعات القانونية ، ورفعها في النتيجة الى المحكمة الاتحادية لتعيد الامور الى نصابها ، فيعود الجميع الى مناصبهم واحزابهم ومواقعهم باسماء وعناوين اخرى ، فبدلا من نائب رئيس الجمهورية سيصبح الاغا نائب برلمان ، وبدلا من محافظ البصرة سيصبح صندوق امين البصرة .... وهلم جرا.

   من بين ركام المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي الذي سحقته دوامة الجهل والفقر والمرض ، تحركت مشاعر الامل في الاصلاحات التي اطلقها العبادي والتي ينتظرها المواطن ويخرج متظاهرا من اجل تحقيق مطالبه ، الا ان محاولة الحكومة باتت مكشوفة ، فاتباعها وحيتان الفساد يجهدون في البحث عن تهم يلصقوها بالمتظاهرين من اجل افساد التظاهرات وتشتيت الجموع المحتجة بغية قمعها في المستقبل بيد من حديد ، بدلا من اتباع نصيحة المرجعية بالضرب على ايدي الفاسدين بيد من حديد .

   وهكذا اصبحت اصلاحات العبادي فاقدة لطعمها وضياع الامل المرجو فيها ، فاضاع العبادي فرصة وقوفه الى جانب الشعب المغلوب على امره ، واختار الوقوف بين الضفتين ، فلا هو الى جانب السلطة ولا هو الى جانب الشعب ، وسينطبق عليه المثل العراقي لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 09-09-2015     عدد القراء :  3336       عدد التعليقات : 0