الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الكبار يتراجعون والصغار صامتون !!

بعد أربعة أعوام من جرائم القتل والدمار في سوريا، تراجع المخططون الامريكيون والاسرائيليون ومسانديهم الاوربيون عن المحور الرئيسي لمشروعهم العدواني لتدمير سوريا، المتمثل باسقاط النظام ومحاكمة بشار الاسد واقامة دويلات طائفية واثنية، توفر لاسرائيل ضمان الجوار والتحكم بالصراعات الداخلية وقت ما تشاء وكيف تشاء.

التراجع عن شرط استبعاد الاسد عن تسوية ملف سوريا جاء أمريكياً أولاً، قبل أن تلتحق به حكومات أوربا وأولها ألمانيا على لسان ميركل، ثم بريطانيا وفرنسا ليكتمل عقد كبار دول العدوان، لكن رضوخ (السلطان) اردوكان للتغير المفروض من اسياده يوم أمس، جاء على مضض وبأداء تمثيلي فاشل يدعو للسخرية، كونه عراب التنفيذ المتحمس والمتطير في تصريحاته النارية لهذا المشروع منذ بدء تنفيذه، وقد ضمنه تحريضاً للشعب السوري على الاصرار على رفض الاسد لأنه المتسبب(الوحيد) بقتل السوريين، دون أن يشير الى جرائم العصابات الدموية التي ساهمت تركيا باستقدامها وتدريبها وتجهيزها ومعالجة جرحاها وتوفير الدعم اللوجستي لكل أنشطتها!.

هذا التغيير في التعامل مع الازمة السورية فرضته ثلاثة عوامل رئيسية، أولها الموقف الروسي الثابت من الأزمة، المبني على اساس المصالح الروسية في المنطقة والعالم، وعلى قراءة سياسية روسية دقيقة لابعاد النتائج المترتبة على سقوط النظام السوري وخطورة البديل الذي سيخلفه، في ظل تنامي دور التنظيمات الاسلامية المتطرفة في المنطقة، وثانيها فتح تركيا لحدودها أمام مئات الآلاف من اللاجئين بسبب الأحداث في سوريا باتجاه أوربا، بعد خيبة أمل نظام اردوكان في امكانية سقوط النظام السوري سريعاً كما حدث في ليبيا، ومعلوم تأثير هذه الاعداد من اللاجئين على النظام الاقتصادي والامني والسياسي في البلدان التي تستضيفهم وبالاساس المانيا التي تشكل ميزان الاقتصاد الاوربي وقائد فعال لسياساته، وثالثها تسبب الازمة السورية المتفاقمة لقلق الكبار على الوضع في السعودية بعد عدوانها على اليمن دون حسم، خاصة وهي تمثل أكبر مصدر للنفط في العالم.

الملاحظ أن الممولين للحرب على الشعب السوري وهم السعودية وقطر لم يصدر منهم أي تصريح الى الآن، وهو أمر مفهوم لأنهم ليسوا أطرافاً في رسم السياسات العدوانية للكبار، انما هم مساند اقتصادية لهؤلاء توفر أموال التمويل من ثروات شعوبهم لدعم مخططات العدوان.

الآن وقد تطور المشهد السياسي باتجاه القبول بوجود الاسد طرفاً في حل الازمة السورية، يأتي السؤال الأهم والخطير، من سيحاسب الاطراف المتسببة في كل هذا العبث غير الانساني في سوريا، الذي أزهق أرواح الابرياء ودمر المنشآت ومزق النسيج الوطني والاجتماعي ؟، وكيف ستتم محاسبتهم اذا كانوا هم الجناة وهم القضاة ؟!.

  كتب بتأريخ :  السبت 26-09-2015     عدد القراء :  3249       عدد التعليقات : 0