الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الاختطاف أولى خطوات النكوص!؟

«1»

كم من المرات تُوهم نفسك وأنت تنظر إلى نصف الكأس الفارغة على أن النصف الأخر منها ممتلئ!! رغم قناعتك من أن الفارغ منها هو حقيقة لا يمكن التجاوز عليها، وبين توهمك وقناعتك أكثر من متاهة، لهذا تحاول أن تهتدي إلى زاوية تلقي حزمة أحزانك على أرصفتها لعلك تجد متنفسا لبعض ما يعتمل في صدرك من هموم الحياة، وهل هي حقا هموم الحياة؟ أم هموم وطنك الذي ابتلى بك وابتليت به، أو في الحقيقة الوطن الذي ابتلى بكم أنتم يا جيل الخيبات والهزائم (مثلما يصنفونكم الذين يسرقون كل شيء) وكأن كل تضحياتكم ودماؤكم التي روت هذه الأرض، كانت ت?وي شجرة التشاؤم المرسومة في عيون العراقيين الأطفال منهم والكبار،

«2»

الجمعة الأولى للتظاهر بعثت في الروح نشوة واعتزاز بعراقيتك، لا بل أعادتك إلى زمن ثورة الرابع عشر من تموز حين كان الجنود العراقيين هم السور المنيع لإخوانهم ولوطنهم، وما ارتسم أمام عينيك في 31 تموز من هذا العام من مشاهد جعلك ترقص فرحا، الجنود يوزعون قناني الماء على المتظاهرين، الأمل بروحك صار طائر عشق انت رسمت له أجنحته وأنت لونت ريش جناحيه فطار محلقا في ساحة التحرير، قلت هذا العراق الذي تتمنى بدأ يرفع للحب أشرعته.

«3»

كيف لا يتمرد الفرح بجنونه الجميل بين أضلاعك وأنت ترى في الجمعة الثانية أخوانك يضعون الورود على صدور الجنود، أي حلم بنفسج هذا الذي ترى؟ أية مغالاة في الحب؟ يُدهشك الفرح في العيون مثلما تُدهشك استجابة الجنود لذلك الحب، صحف العالم تدعو الشعوب أن تقتفي التجربة العراقية في التظاهر، شباب بعمر الورد يجمعون مخلفات التظاهرة من ساحة التحرير لكي تكون الساحة نظيفة كنظافة أرواحهم ومطالبهم، فهي ساحتهم التي سترسم مستقبل وطنهم وشعبهم، وهي ساحتهم التي يطالبون فيها باحترام حقوقهم وحقوق شعبهم.

«4»

ترتاب كثيرا في الحكام، هكذا علمتك الحياة مثلما ترتاب في من يتحمل المسؤولية، فهو في حالة دفاع عن مسؤوليته حتى لو لم يخطأ. وهؤلاء لهم من الارتياب في روحك ما يوازي كريات الدم الحمراء في دمك. ربما توهموا أن هذه الجُمع سوف تنتهي بعد أربعة أو خمسة أسابيع، ولكنها حين امتدت إلى أكثر من ذلك استبدلت قناني الماء في حالات عدة بالهراوات، والاختطاف، فليس بوسعهم التستر على فسادهم وسرقاتهم بغير ذلك. والاختطاف أولى خطوات النكوص عن الوعود.

«5»

أن تنفض عن عينيك الأفراح

ذلك أمر مقبول في دائرة الحكام،

أن تجعل حزنك يستجدي في الشارع،

ذلك أمر مكتوب في الألواح،

لكن أن تصرخ؟ كلا!

فطريق صراخك اشباح في أشباح.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 30-09-2015     عدد القراء :  2826       عدد التعليقات : 0