الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لماذا.. يا أنصار الصدر؟

أنصار التيار الصدري يُحدثون فرقاً إذ هم ينضمّون الى المظاهرات.. ما من شك في هذا، وقد أحدثوا فرقاً لافتاً عندما نزلوا الى ساحة التحرير أول من أمس.. كان فرقاً إيجابياً على صعيد العدد فالساحة والشوارع المؤدية إليها اكتظّت هذه المرة بالمتظاهرين، لكن نوعياً لم يكن الفرق كذلك.

هؤلاء الأنصار هم في الغالب من المحرومين والمّهمشين والمهملين والمنسيين والمسلوبة حقوقهم والمسروقة عائدات نفطهم، وهم بالتالي من أكثر الناس مصلحة في مكافحة الفساد الإداري والمالي وفي إجراء اصلاحات شاملة في العملية السياسية وفي نظام إدارة الدولة، وبخاصة لجهة إلغاء نظام المحاصصة غير الدستوري الذي يُزيد من غنى أغنياء العهد الجديد ويضاعف سلطتهم وسطوتهم واحتكارهم المال والنفوذ، ويزيد في المقابل من تهميش المهمشين ومن حرمان المحرومين ومن إملاق المسروقة أموالهم، وبينهم أنصار التيار الصدري.

من أجل هذا نزل مئات الآلاف من العراقيين الى ساحات التحرير في بغداد والعديد من المدن الأخرى على مدى الشهرين الماضيين.. وهؤلاء يتحدّرون من فئات وطبقات اجتماعية وقوى سياسية مختلفة، بينهم صدريون. وخلال هذه الفترة صدر توجيهان من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى أنصاره بدعم المظاهرات والمشاركة فيها، وهو ما حدث في بداية انطلاق المظاهرات ويوم الجمعة الأخير.

لم أشهد المظاهرة السابقة التي شارك فيها الصدريون بكثافة، لكن ما سمعته من شهادات وما اطّلعت عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعطاني الانطباع بأن أنصار التيار كانوا منضبطين وملتزمين بتوجيهات قيادتهم، بيد أن ما رأيته بأم العين في مظاهرة أول من أمس كان مختلفاً.. رأيت سلوكاً يتعارض مع توجيهات السيد الصدر ويتناقض مع مصالح هؤلاء الأنصار التي هي مصالح كل الذين واصلوا التظاهر طوال الشهرين الماضيين.

مجموعات المتظاهرين من أنصار الصدر لم يلتزموا بالتوجيه الذي حظر عليهم أي شكل من أشكال تمجيد الشخصيات، فطوال الوقت تقريباً كانوا يرددون "عالراس عالراس سيد مقتدى" أو "مشكور مشكور سيد مقتدى"، وسوى ذلك. كما انهم اتّبعوا تكتيكاً خاطئاً في التحرك داخل الساحة، فمجاميعهم كانت تخترق المجاميع الأخرى المتظاهرة في الساحة وتشوّش على هتافاتهم وشعاراتهم، فيما كانت لديهم الفسحة الكافية من المكان ليتجنبوا اختراق صفوف غيرهم.. إنهم ذكّروني بما كان يفعله أنصار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي اثناء مظاهرات 2011 عندما راحت مجاميعهم حاملة "التواثي" تتعمد اختراق مجاميع المتظاهرين في مسعى لتفريقهم والتشويش على شعاراتهم.

الصدريون الذين تصرّفوا على هذا النحو في مظاهرة بغداد الأخيرة إنما أساءوا إلى أنفسهم وتيارهم وإلى القضية التي يواصل المتظاهرون من التيار المدني وسواه النزول الى ساحة التحرير كل أسبوع في سبيلها، وبخاصة قضية مكافحة الفساد الإداري والمالي، السبب الرئيس في إفقار الملايين من العراقيين وتهميشهم وإملاقهم، وبينهم الأغلبية العظمى من أنصار التيار الصدري نفس

  كتب بتأريخ :  الأحد 04-10-2015     عدد القراء :  2739       عدد التعليقات : 0