الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
من حق الرئيس أن يفهم ..!!

هل طلب الرئيس التركي حقه (كما يقال)، حين تساءل عبرقناة الجزيرة يوم أمس الجمعة (اريد أن أفهم لماذا تولي روسيا سوريا كل هذا الاهتمام، مع انها ليست لها حدود معها !)؟؟، أم أن ذلك لايتناسب مع ابجديات الادراك السياسي لاي مسؤول في المنطقة والعالم، فكيف وقد اطلقه أردوكان الذي يمسك بالسلطة في تركيا منذ عقد من السنين، واحد اهم الفاعلين السلبيين في الاحداث السورية والعربية قبل سخونتها ودمويتها ومازال ؟!.

يبدوأن هذا التساؤل من اردوكان شخصياً كان ضرورياً بالتزامن مع بدء الغارات الجوية للطيران الروسي على مناطق حيوية للارهاب في سوريا( وخاصة داعش)، وبعد اول غارة تستهدف قوافل من الشاحنات التي تهرب النفط من الحقول السورية الى تركيا، بعد أكثر من عام على غارات مايسمى بـ(التحالف الدولي ضد الارهاب) الذي لم يستهدفها،عسى أن يغيير الروس خططهم !، وفي ذات الوقت فأن مضمون التساؤل موجه الى (قطعان الارهاب ) المغسولة ادمغتهم في معسكرات الاعداد والتدريب التركية، قبل تجهيزهم ودفعهم الى سوريا والعراق،ليضخ بهم الاستعداد الاضافي لمواجهة القوات الروسية الغريبة عن المنطقة ، والتي لايفهم الرئيس اردوكان سبباً لتدخلها؟!.

الامر الاكثر أهمية في مقابلة اردوكان على الجزيرة،هوادعاؤه بخطأ فرضية الرئيس الروسي حول سيطرة داعش ومنظمات الارهاب الاخرى على سوريا في حالة سقوط النظام، واعترافه بان (داعش في النهاية هي منظمة ارهابية والشعب أقوى منها !)، لكنه لم يتطرق الى مافعلته وتفعله داعش بسكان المدن التي تسيطرعليها،ولم يتساءل عن المنافذ التي وصل عبرها الارهابيون الى سوريا من انحاء الارض،مع علمه بان حدود سوريا مع البلدان الاخرى لايمكن ان توفر طرقاً آمنه لعبورهم، ناهيك عن الدعم اللوجستي بكل اشكاله من حكومته وحزبه ، وعن تهريب النفط العراقي والسوري الى تركيا منذ سيطرت داعش على حقول النفط في البلدين .

لقد بدأت مرحلة جديدة من المواجهة بين الارهاب ورعاته ومنهم اردوكان، وبين المواجهين لهم في سوريا والعراق بعد دخول روسيا طرفاً في هذه الحرب التي ارادها الامريكيون وحلفاؤهم ان تستمر لعقود،وهي ستراتيجية قطعت الطريق على حلفاء الارهاب لانهاك المنطقة اكثر،خاصة وأن نيرانها وصلت الى اوربا التي فوجئت حكوماتها بمئات الالاف من اللاجئين ومازالت قوافلهم مستمرة وستبقى، طالما استمرت مخططات الامريكيين وحلفائهم في المنطقة باشعال الحروب وتكوين منظمات ارهابية بنسخ جديدة كما انبثقت داعش !.

ان ادعاءات اردوكان بأن الضربات الجوية الروسية استهدفت المدنيين والمعارضين المعتدلين تأتي في سياق اعلامي لايريد تحريك الوضع الساكن الذي انشأته امريكا وحلفائها، ويأتي ضمنه ايضاً ان روسيا تبحث عن مصالحها وليس مصالح السوريين !، وكأن باقي الاطراف ليست كذلك ، مع أن اصل العلاقات بين الدول هو البحث عن المصالح المشتركة بينها.

من حق الرئيس التركي أردوكان أن يفهم كذلك ، أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر وباقي الدول الراعية للارهاب في سوريا والعراق، ليست لها حدود مشتركة مع كلا البلدين !!.

  كتب بتأريخ :  الأحد 04-10-2015     عدد القراء :  3102       عدد التعليقات : 0